رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
954   مشاهدة  

فؤاد المهندس وأعظم قبلة في تاريخ السينما

فؤاد المهندس


ليس غريبًا أن يتم صناعة المسلسل الإذاعي الشهير شنبو في المصيدة والذي أذيع في ديسمبر عام 1967 بالأمر المباشر من جمال عبدالناصر شخصيًا، والأهم أنه كان من المنطقي اختيار فؤاد المهندس تحديدًا لبطولة هذا العمل من قبل عبدالناصر، ليس فقط لأن المهندس كان وقتها هو نجم الكوميديا الأبرز، ولكن لأن المهندس وعبدالناصر كان يدركان أهمية أمرين الأول هو ضرورة الخروج من حالة الكآبة والثاني أن الفن يمكنه أن يقاوم.

الضحك = الأمل

أفيش فيلم شنبو في المصيدة
أفيش فيلم شنبو في المصيدة

قبل نكسة 1967 كان المهندس قد وضع قدمه على قمة نجومية الكوميديا في مصر، منذ عام 64 وهو يقدم البطولة المنفردة في السينما ونجاح وراء أخر يثبت المهندس صحة الرهان عليه، ولكنه كان في مرحلة توطيد عرشه، وفي هذا الوقت شديد الحساسية عصفت النكسة بكل شيء.

أظلمت أستوديوهات التصوير، وتوقف هدير الكاميرات ومولدات الطاقة، خرجت الطائرات من مصر بعد عودة حركة الطيران وهي تحمل العديد من النجوم المصريين للعمل في لبنان أو في تركيا، وغرق الوطن في سحابة من الكآبة والحزن، سحابة عصفت بإيرادات أفلام السينما، وكادت الصناعة بالكامل أن تصاب بالركود والشلل، لولا عدد من الفنانين وأهمهم وعلى رأسهم الثنائي فؤاد المهندس وشويكار.

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس

أدرك فؤاد المهندس أن تلك الكآبة لن تصنع صمودًا يؤدي إلى انتصار، لأبد أن تعود الحياة ليعود الأمل، ومن هنا سنجد أن المهندس دخل في سباق مع الزمن، ماراثون سينمائي لإعادة الحياة لأستوديوهات السينما وكجزء من عودة الحياة لوطن جرحته الهزيمة، ربما كانت البداية من عبدالناصر وربما لا، ولكن الثابت أنه بعد نكسة يونيو بثلاثة أشهر كان لفؤاد المهندس فيلم في السينما وهو فيلم إجازة غرام والذي عرض في سبتمبر 1967.

جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر

عرض فيلم بعد حدث جلل مثل نكسة يونيو يعد مغامرة، ولا سيام أن الفيلم كوميدي، خاصة وأن العديد قد يتبنى في البداية مبدأ “ومين له نفس يضحك” ولكن المهندس راهن على خصائص الشعب المصري، وأهمها عشقه للسخرية، ذلك المكون السحري الذي يخرج في كل وقت، ويزدهر في الأوقات العصيبة، فنحن الشعب الذي يلقي بالنكات على جراحه فتطيب، هكذا أدرك المهندس وأدرك عبدالناصر، فكان شنبو في المصيدة.

شنبو ونقد النظام

YouTube player

التكليف المباشر من الرئيس لمدير الإذاعة ومنه للمهندس، الذي طار للكاتب أحمد رجب ليطلب منه كتابة مسلسل إذاعي كوميدي، ومعه يرتفع سقف السخرية، الحقيقة أن المهندس كان يدق هذا الباب من قبل، فحينما تحولت أغنية حكاية شعب لجزء من أغنية فكاهية في فيلم هارب من الزواج، كان هذا طرقًا لباب إمكانية السخرية من أغنية وطنية، ولكن ما حدث في شنبو كان أكبر من هذا بكثير.

السخرية من أغنية من أغاني الثورة الشهيرة مثل أغنية بلدي يا بلدي لعبدالحليم حافظ، قبل النكسة كانت مغامرة انتحارية ولكن بعدها أصبحت سخرية صحية، فمعها كانت الإشارة برفع سقف النقد للنظام ومنظومته الإدارية، تحول أغنية وطنية لأغنية فكاهية وتصبح تلك الأغنية هي تتر المسلسل، كان بالفعل إشارة التقطها الجميع وعلى رأسهم فؤاد المهندس.

YouTube player

ففيلم مثل أرض النفاق بكل ما فيه من نقد لاذع وقاسي لفساد حكومي واجتماعي انتشر ما قبل النكسة، لتتحول الكوميديا لمشرط جراح، يفتح العديد من الجراح التي تقيحت فأفرزت كل هذا الفساد الذي أدى إلى نكسة، ولكن هذا السقف كان له ما يحده فلا انتقاد للرئيس ولا الثورة.

إقرأ أيضا
الجرائد القديمة

بكوميديا المهندس دارت عجلة الإنتاج السينمائية، تشجعت شركات الإنتاج لا لتعود السينما للحياة مرة أخرى، بل تقدم السينما المصرية العشرات من الأفلام الجيدة والتي تحول اغليها لعلامات، كل هذا جاء بسبب بعض من آمنوا بقدرة الضحك والسخرية على إعادة الأمل، فكانت سينما فؤاد المهندس بعد النكسة لا السبيل لتوطيد عرشه في هرم الكوميديا، ولا حتى طريقًا لتخريج جيل جديد من الكوميديانات الجدد، بل قبلة حياة لصناعة السينما المصرية بالكامل، وتذكرة عودة لنجومها الذين طاروا إلى الخارج.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان