همتك معانا نعدل الكفة
36   مشاهدة  

فيلم “Slumdog Millionaire ” .. حينما تعبر السينما عن واقع العالم الثالث

فيلم Slumdog Millionaire
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يعتبر فيلم Slumdog Millionaire أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، وقد حصل في العالم 2009 على جائزة الأوسكار، إلى جانب مئات الجوائز العالمية الأخرى، الفيلم الذي جسد واقع الإنسان في الهند كنموذج لما يعيشه دول العالم الثالث، فالفقر واحد والمعناة في إيجاد بيئة آمنة، و كبت الحريات، واستيلاء الأغنياء على ثروات البلاد .. وغيرها من المظاهر.

وفي هذا التقرير نحلل الفيلم تحليلًا كاملًا حتى نلاحظ كيف تؤثر السينما لا سيما الواقعية منها على واقع الإنسان وتغيره، ولمشاهدة الفيلم من ( هنا )

فيلم Slumdog Millionaire
فيلم Slumdog Millionaire

أولا: الحدث الرئيسي لفيلم Slumdog Millionaire
تنقسم الأحداث في الأعمال الدرامية إلى أحداث رئيسية وأحداث فرعية ، والأحداث الفرعية تُخدّم بدورها على الحدث الرئيسي لتكوين حبكة قوية ومتماسكة، وفي فيلم Slumdog Millionaire يبدو للمشاهد أن الحدث الرئيسي ومحرك الأحداث هو سرد حياة الفقراء، لكن واقع الفيلم يقول إن المحرك الأساسي في الفيلم الواقعي هي الصدف التي هي المحرك الأساسي للأحلام .

وبما أن السحر التي تمارسه السينما على المشاهد يكمن في الغوص والتنقيب و البحث في عالم غير واقعي لكنّ على أية حال يصدقه العقل!، والسبب الرئيسي في هذه الظاهرة التي يعلمها صُناع السينما جيدًا هو أن العقل يريد أن يعايش مثل تلك الأحداث التي يشاهدها وهو ما حدث في فيلم Slumdog Millionaire ، إذ أن الفيلم واقعي لأقصى درجة ممكنة لكنه يعتمد على الصدف التي هي العدو الأول للدراما خاصةً وأن الصدف الواردة في الفيلم متسقة اتساقًا كليًا مع الأحداث التي مرّ بها ” جمال مالك” بطل العمل، وهو ما أربك عقلية المشاهد فبين الواقعية في سرد الأحداث واللاوقعية في نهاية الفيلم تكمن أحلام البسطاء التي تحركها الصدف ولا شيء غيرها، ويتشق هذا المفهوم في فلسفة الدراما على تحت عنوان القدر والقدرية في حياة الإنسان.

فيلم Slumdog Millionaire
فيلم Slumdog Millionaire

أما الأفكار الفرعية في الفيلم فهي كثيرة وجاءت متقنة، وإتقانها هو ما أدى إلى نجاح الفيلم، ومن هذه الأفكار:
ـ قتل أحلام الأطفال الفقراء لصالح الأغنياء .
ـ عمالة الأطفال في الهند وما يتعرضون له من أمراض .
ـ التشرد والتسول، وكيف يصبح الطفل مشوهًا وفاقدًا لأعضائه لصالح عصابات متخصصة.
ـ الإرهاب والقتل التي يتعرض له الأقلية المسلمة في الهند من قبل الهندوس .
ـ وصف الحياة في الهند، من خلال الشوارع الملوثة، انتشار القمامة في كل مكان، اكتظاظ المدارس بالأطفال الفقراء.. إلخ.
ـ ملف حقوق الإنسان و ما يتعرض له المواطن في الهند.

ثانيًا : الحبكة وأنواعها وعناصرها في فيلم Slumdog Millionaire:

أ: الحبكة في فيلم ” المليونير المتشرد” من حيث التركيب، فقد جاءت الحبكة مفككة فأحداث الفيلم تعتمد على جملة من الحوادث تتصل بالشخصية الرئيسية، وهي شخصية ” جمال مالك”، ولا تعتمد على توالي الأحداث، فمع كل سؤال في برنامج” من سيربح المليون” يعود بذاكرته إلى حدث معين يستشف من خلاله إجابة السؤال.

ب: الحبكة من حيث الشكل والبناء .
اعتمدت الحبكة من حيث الشكل والبناء على ما يسمى بالحبكة الناجحة في النهاية، وفيها يواجه البطل إخفاقات وألام عديدة لكنه ينتصر في النهاية.
ومن خلال عرض الأحداث في الفيلم فإن ” جمال” واجه الفقر والفتن الطائفية، والتشرد والتعذيب، والفراق، لكنه في النهاية انتصر على الفقر والتشرد و التعذيب وأصبح مليونيرًا، وانتصر على الفراق، واجتمع بمحبوبته في النهاية.

ج: عناصر الحبكة في فيلم Slumdog Millionaire
التمهيد : يبدأ الفيلم بسؤال يتم توجيهه للمشاهد، وكان مفاده ” جمال مالك على بُعد سؤال واحد من الفوز بعشرين مليون روبية ، فكيف استطاع ذلك ؟” ثم تلاوة اختيارات لإجابة السؤال وهي :
ـ غش في اللعبة
ـ جمال محظوظ
ـ جمال عبقري
ـ إنها الصدف.
الحدث الصاعد : بدأ الحدث الصاعد بمشهد ” جمال” في قسم الشرطة، إذ يتم استجوابه بطريقة عنيفة لاتهامه بالغش في برنامج ” من سيربح المليون” ثم تبدأ الأحداث تتصاعد و يستمع الضابط المناوب قصة الإجابة على الأسئلة من خلال تقنية ” الفلاش باك” التي هي قصة حياته منذ أن كان طفلًا إلى أن أصبح شابًا يبلغ من العمر 18 عامًا.

الذروة: بدأت الذروة مبكرًا ضمن أحداث الفيلم، وقد بدأت مع بداية الفلاش باك الذي يروي فيه ” جمال ” حياته في الأماكن الفقيرة، ثم مقتل أمه على يد جماعة من الهندوس، ثم الهروب في الشوارع والعمل في القمامة، ثم معاناة الأطفال من عصابة مامان، ثم الهروب بعد أن كاد الأخير يفقأ لـ” جمال ” عينيه حتى يصبح متسولًا، ثم هروب آخر وفقد رفيقته ” لاتيكا” والعمل مرة أخرى في الشوارع وفي القطارات ، ثم تحوُل أخيه سليم الداعم له ليصبح قاتلًا، ثم تخليه عنه ليصبح مجرمًا، وغيرها من الأحداث .
الحدث النازل : بدأ حينما صدقه رجل الشرطة ليخرج من القسم ويتوجه إلى الاستوديو لخوض الحلقة الثانية من برنامج من سيربح المليون، وأثناء الحلقة طلب مساعدة صديق، وجمال لا يعرف غير أخيه سليم، لترد على الهاتف ” لاتيكا” محبوبته التي هي سبب ظهوره في البرنامج أصلا.

النهاية: ربح “جمال” عشرين مليون روبيه، وأصبح مليونير، والتقى بحبيبه” لاتيكا ” في محطة القطار.

ثالثا: الصراع وأشكاله في فيلم Slumdog Millionaire
يُعرف الصراع إجمالًا على أنه التحدي أو العوائق أو النضال التي يجب على شخصيات العمل التعامل معها وتحديها و التغلب عليها لضرورة جعل القصة تستمر نحو النهاية دون ملل أو تشتت.
و يتخذ الصراع شكلين رئيسيين هما :الصراع الداخلي، و الصراع الخارجي، ويحمل الشكلين أشكال أخرى.
فأما الصراع الداخلي الذي تكافح فيه الشخصية مع شيء ما داخلها فقد جاء في صراع الشخصية مع الصراع الذاتي لها ، وتمثل هذا في صراع الشخصية الرئيسة ” جمال” مع ذاتها المحب، فبين فقد المحبوبة أو فقد نفسه مرارًا لا سيما إبان مطاردة عصابة مامان له صغيرًا، وانتصر لحبه رغم الظروف والمعوقات.

الصراع الخارجي: وهو صراع الشخص مع شيء خارجها أيا كانت ماهية هذا الشيء، وتعدد وتنوع الصراع الخارجي طوال أحداث الفيلم ومنها :

1. صراع الرجل بالرجل : وتمثل في صراع جمال مع سليم ، وصراع جمال مع المذيع وصراع سليم مع مامان.

2. صراع الشخصية مقابل المجتمع : وتمثل في صراع سليم و جمال مع المجتمع الذي ينظر لهم على أنهم فقراء بائسون ولا غير ذلك .

3. صراع الشخصية مع الطبيعة : وتمثل في الفقد الذي لاقاه الأطفال الصغار .

فيلم Slumdog Millionaire
فيلم Slumdog Millionaire

رابعًا: الشخصية وأنماطها في فيلم Slumdog Millionaire

إقرأ أيضا
بدرية السيد

تعتبر الشخصية جوهر العمل فبها يُخلق الحدث ويتطور الصراع و تتشكل الحبكة وتتعدد أنواع الشخصيات داخل الفيلم ومنها :

الشخصية النامية : هي الشخصية التي يستطيع المشاهد اكتشافها بشكل تدريجي وتتمثل بأنها ذات نمط واحد من بداية الفيلم إلى النهاية، ومثل هذه الشخصية ـ جمال مالك ” ـ بطل الفيلم، فمنذ أن كان طفلًا فهو هادئًا تابعًا أحيانا لأخيه الأكبر ” سليم” مُحب، لم تتغير ملامحه الداخلية في جوهرها منذ أن كان صغيرًا إلى أن أصبح شابًا ، وتعتبر نامية في ذاتها أو إذا ما قارناها بشخصية ” سليم” الذي عاش نفس معاناة ” جمال” .

الشخصية الثابتة: هي الشخصية التي يظل فعلها ثابتًا من البداية وحتى النهاية، ومنها شخصية المذيع ” بريم كومار” فهي شخصية اتسمت بالنرجسية، المهتمة بذاتيتها في المقام الأول منذ بداية الفيلم إلى النهاية.

الشخصية المسطحة: هي الشخصية المعقدة الغير مستقرة، ومثّل هذه الشخصية ” سليم مالك”، إذ بدى في بداية الأحداث على أنه شخص هادئ، يضحي كثيرًا لأجل أخيه الصغير، يبحث معه عن محبوبته، ثم تتغير الشخصية فيصبح قاتلًا، يؤثر نفسه على أخيه فيأخذ حبيبته، يتركه ويذهب بعيدًا، ثم يعود مرة أخرى فيضحي من أجل أخيه و يجمعه بمحبوبته.

الشخصية المدورة : إن أقرب تعريف إلى هذه الشخصية هي الشخصي السلبية، وتمثل هذه الشخصية ” لاتيكا ” فهي شخصية سلبية لا تحب أن تتدخل في صراعات رغم وجودها في هذه الصراعات، شخصية اتسمت بالضعف فكما تأخذها الرياح تكن .

اقرأ أيضًا : خارج الترشيحات .. 5 أغنيات لن تسمعها في عيد العمال 

الكاتب

  • فيلم Slumdog Millionaire مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان