رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
301   مشاهدة  

في مديح اللباد الأحلام تتحقق أحيانًا

أحمد اللباد
  • روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد



تحديدًا عند رف الكتب الثالث والرابع كذلك كنتُ أنظر.. أحلم، وأتخيل عملي الروائي الأول بين تلك الكتب بالذات، وعلى نفس الرف، حيث اختيارات ميريت المميزة.

من ضمن تلك الاختيارات رواية “وداعا أيتها السماء” لـ حامد عبد الصمد بغلافها المميز.. كل أغلفة اللباد متميزة.. لا، بل متفردة.. وكان هذا الغلاف متفرد على نحو خاص.. أعتقد لذلك تمنيت غلاف مثله..

اللباد

كان لدي صورة فوتوغرافية صغيرة.. لم يكن الاحتفاظ بالصور من هوياتي، ولا الاحتفاظ بأي شئ.. غير أنني احتفظت بهذه الصورة، أول صورة رسمية خاصة بكارينية الحضانة.. كنتُ قد وضعتها بداخل كتاب. كان هناك حدس قوي يخبرني بأنني سأحتاج تلك الصورة تحديدًا..

حين رأيت غلاف وداعًا أيتها السماء، استخرجت الصورة ووضعتها بالمحفظة.. في تلك الفترة كنتُ في انتظار روايتي الأولى “دار الغواية” وكنتُ قبلها كتبت ديوان عامي ثم رواية صغيرة ثم رواية أخرى أكبر.. كلها محاولات كان مصيرها في سلة المهملات.. سبع سنوات من المحاولات أثمرت عن دار الغواية..

جاء الغلاف من نصيب أحمد مراد.. في البداية، استبشرت بترشيح الدار لـ أحمد مراد، قبلها كان قد صمم غلاف لمخطوط رواية الكاتب الكبير – وهي إحدى المسودات التي لم تنشر- وأعجبني الغلاف جدًا.. لذلك توقعت مفاجأة فنية أخرى..

وجاءت، ثلاثة أغلفة مختلفة.. أحببت منهم غلاف أذكر تفاصيله حتى الآن، حائط مهدم وبوستر لعمرو دياب… أشرت نحوه: “دا..”.

ولكن، هشام اعترض.. ولا أعرف لماذا اعترضت. وأصر على غلاف آخر.. غلاف أكرهه فعلا. وقد كان..

لم أشعر أنها روايتي.. كلما نظرت إلى دار الغواية أحس بإحساس الأب الذي وهبه الله ابن معاق.. هو يحبه بصدق لأنه قطعة منه. غير أنه حزين على ما أصابه..

الغريب أنني قابلت مراد بعد عدة سنوات، واندهشت من اندهاشه لعدم اختياري الغلاف الذي اخترته بالفعل.. كان الأمر مُحيرًا ومُحبطًا..

لهذا قررت أن تكون روايتي الثانية من نصيب اللباد.. قلت لنفسي: “دع الأحلام تتحقق”.

وعادت الصورة من جديد تنغزني كأنها تعلن لي أن الوقت قد حان.. ولكني، أعرف أن اللباد فنان متقلب، ولا أضمن ردة فعله إذا عرضت عليه الصورة. ربما يعتبر اقتراحي هذا تدخل في إبداعه. واحتمال يرفض العمل.

وغرقت في 100 ربما و400 احتمال وأنا أساسا لا أعرف إن كان قد قرأ المخطوط أم لا؟ وربما رفض النص نفسه.. هذا أيضاً احتمال..

وعدت للـ ربما والـ احتمال حتى اتصل بي..  

“عمرو أنا عاوزك تغيّر عنوان الرواية”

قبل أن أستوعب طلبه، يضيف أن لدي عدة مقترحات كـ عناوين بديلة للرواية.. هنا تيقنت أنه يعمل على الغلاف بالفعل. في الحقيقة لم تكن لدي أي قناعة بعنوان الرواية القديم “الخليجي” كان الاسم عشوائياً.. أنا لا أجيد اختيار العناوين في الغالب.

إقرأ أيضا
داود عبد السيد

مدني بقائمة عبر الهاتف.. ميزت منها على الفور “كيس أسود ثقيل”.. هو الاسم نفسه الذي أطلقته على أحدي القصص من قبل.. فـ من قبل رواية كيس أسود ثقيل لم تكن رواية.. كانت مجموعة قصصية بعنوان “آينشتاين” تضم 30 قصة بهدف مشاركتها في مسابقة كتاب اليوم عن مؤسسة أخبار اليوم، وصادف الحظ أن تكون المجموعة صمن العشرة الفائزة.

ولكن، بعد العمل عليها، واقتراح من الأصدقاء… حمدي أبو جليل وإيهاب عبد الحميد. تحولت إلى رواية “كيس أسود ثقيل” كما اختار اللباد.

في اليوم التالي اتصل بي واخبرني أنه في ميريت، وكان قد أحضر نموذج للغلاف.. يا لها من دهشة والله.. ولد صغير محور الغلاف.. يشبهني.. أعتقد أنه حامد عبد الصمد وهو صغير.. صدفة أخرى.. على الفور استخرجت الصورة من محافظتي وناولته له.. لا، بل خطفها مني والله.. ولم نماذج الأغلفة ورحل مسرعاً.

لا بد أن وجد ضالته.. وأنا أيضًا. من النادر أن تصادف فنان يعبر عما لم تستطع أن تعبر عنه أنت، أن يشاركك الإبداع بعد أن يكتشف النص كما لم تكتشفه أنت، ثم إبداعه الخاصة، بصمته المتفردة..

تلك البصمة التي تحمل علامة الجودة.. الجودة الفنية الأصلية برعاية أحمد اللباد تجبرني دوما أن أقف أمام مكتبة ميريت، أنظر إلى الرف الثالث، وأتأمل الغلاف بين الكتب وأنا أهز رأسي متعجباً: “ياااه.. يبدو أن الأحلام تتحقق أحياناً!”.       

الكاتب

  • اللباد عمرو عاشور

    روائي وكاتب مقال مصري.. صدر له اربع روايات بالإضافة لمسلسل إذاعي.. عاشور نشر مقالاته بعدة جرائد ومواقع عربية منها الحياة اللندنية ورصيف٢٢.. كما حصل على عدة جوائز عربية ومنها جائزة ساويرس عن رواية كيس اسود ثقيل...

    كاتب نجم جديد






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان