همتك نعدل الكفة
1٬109   مشاهدة  

المرأة وحقوقها عند قدماء المصريين (2-2) من الزواج والوظائف حتى الموت والميراث

قدماء المصريين


نواصل التعرف على حال المرأة وحقوقها عند قدماء المصريين إذ تكلمنا في الحلقة السابقة عن شعور الحب، بينما حلقة اليوم تتناول الوضع الاجتماعي للمرأة.

المرأة الإلهة

المرأة الإلهة
المرأة الإلهة

قدس قدماء المصريين المرأة ورفعها لمرتبة الألوهية لما رآه فيها من عظيم التجليات، فاتخذ الربة إيزيس إلهة للوفاء والإخلاص والأمومة والخصوبة، والربة نفتيس هي ربة المنزل والهة الولادة والموت، والربة ماعت إلهة الحق والعدالة والنظام في الكون، والربة حتحور إلهة السماء والحب والجمال والسعادة والموسيقى والخصوبة، والربة سخمت إلهة للقوة وتأخذ شكل امرأة برأس لبؤة والربة باستيت إلهة الحنان والوداعة، وتأخذ شكل امرأة برأس قطة وإذا غضبت تحولت للربة سخمت، أما الربة نوت فهي إلهة السماء والنجوم.

اقرأ أيضًا 
صدق أو لا تصدق .. النساء في مصر القديمة تمتعن بحقوقهن أكثر مننا بكثير

والربة أمنتت إلهة للغرب وهي تقابل الأرواح بعد انتقالهم مباشرة للعالم الآخر وتقدم لهم الماء والطعام لتقويهم ليستطيعوا اجتياز المحاكمة التي تؤهلهم للميلاد الجديد، في عالم الروح والخلود (الجنة).

أما الربة سشات هي إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة، وحارسة النصوص والسجلات كما أنها إلهة الهندسة المعمارية وعلم الفلك والتنجيم والبناء والرياضيات وعلم المساحة، ولها يرجع فضل تعلم الكتابة.

مناصب تقلدتها المرأة المصرية

المرأة في مصر القديمة
المرأة في مصر القديمة

قال الحكيم كاجمني: “علموا المرأة يتعلم الرجل، ويتعلم الشعب”.
تعلمت المرأة ووصلت لمناصب عظيمة حتى أنها وصلت لمنصب الملك: كالملكة حتشبسوت وكان لقبها يد الإله، والملكة حتب أم الملك خوفو، والملكة خنت ابنة الفرعون منكاورع، والملكة إياح حتب ملكة طيبة، والملكة حتشبسوت تي زوجة أخناتون، والعظيمة كليوبترا.

كما أنها وصلت لمنصب كبيرة الكاهنات، وعملت بالقضاء، كما عملت بمجال الطب وترقت إلى أن وصلت لمنصب كبيرة الطبيبات، ووصلت المرأة الكاتبة لمنصب مديرة، رئيسة قسم مخازن، مراقب المخازن الملكية، وسيدة اعمال.

ولقبت المرأة بألقاب عظيمة تنم عن التبجيل والاحترام كطاهرة اليدين، العظيمة في القصر، سيدة الحب، سيدة الجمال، وعظيمة البهجة.

المرأة المصرية في القانون القديم

من رسومات المعابد
من رسومات المعابد

ولأن المرأة كائن يكمل الرجل فقد تمتعت المرأة المصرية بالمساواة القانونية الكاملة، وفي ذلك تقول العالمة الفرنسية لكريستيان ديروش نوبلكور: «كانت المرأة المصرية تحيا حياة سعيدة في بلد يبدو أن المساواة بين الجنسين فيه أمر طبيعي».

كما قال البلاط دانيبياي عن حرية المرأة: «يجري ذلك خلال وقت الازدهار، ووصول مستوطنين جدد مثل الآشوريين واليونانيين حيث ستكون حريات المرأة منخفضة تدريجيًا».

كما كان يحق للمرأة إدارة عملها، ولها حقوق ملكية خاصة، ولها حق التعاقد في الزواج والبيع وشراء الممتلكات والعبيد، كما كان لها الحق في رفع دعاوى قضائية كما كانت تأخذ المحاكم بشهادة المرأة في القضايا المختلفة.

الزواج عند المصري القديم

قدماء المصريين
من تماثيل مصر القديمة

يقول الحكيم المصري بتاح حتب خلال أحد البرديات: “لا تصرخ في وجهها عندما تأتي من السوق، فقد تعبت لكي تجلب لك هذه الأوزة، فلا تصرخ في وجهها وتقول اين تركت هذا، وأين تركت ذاك، واكسي ظهرها وجسدها بالدهان، واملئ معدتها بالطعام، وقل لها اقوالا رومانسية فقل لها أنتِ بقرتي المفضلة”، وهذا التعبير بالبقرة المفضلة كان أجمل أنواع الغزل ومعناه تشبيها بالإله حتحور ربة الامومة والخصوبة والجمال.

ويقول أيضا في بردية أخرى موصيا ابنه حوالي عام 2400 ق.م: “إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها ترعى بيتك، أطعمها كما ينبغي، اكس ظهرها واستر عليها، عانقها وأوف لها طلباتها، افتح لها ذراعيك، وادعها لإظهار حبك لها، اشرح صدرها وأدخل السعادة إلى قلبها بطول حياتها، فهي حقل طيب لسيدها وإياك أن تقسو عليها فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته، فهو بيت حياتك، لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمام الإله، حافظ عليها ما دمت حيا فهي هبة الآلهة التي استجابت لدعائك، فأنعمت بها عليك وعليك تقديس النعمة إرضاء للآلهة، حس بآلامها قبل أن تتألم، إنها أم أولادك، فإذا أسعدتها أسعدتهم، وفي رعايتها رعايتهم، إنها أمانة في يدك وقلبك، فأنت المسئول عنها أمام الإله الأعظم، الذي اقسمت في محرابه أن تكون لها أخا وأبا وشريكا لحياتها”.

اقرأ أيضًا 
شاهد بالصور : أول حفل زفاف على الطريقة الفرعونية

كانت المرأة المصرية هي من تخطب الرجل، ويحمل الأطفال اسمها أيضا، وقد وجدت برديات سجل فيها أن الزواج بواحدة كان معروفا في عصر ما قبل الأسرات حوالي 7000 ق.م.

وكان الزنا ممنوعا على الزوجين ويعاقب عليه بالموت، كما حرم العنف ضد المرأة كإهانتها او ضربها، إلا أن محاكم العصر المتأخر وشهدت حالة عنف وهي ضرب الزوجة وعوقب الزوج على ذلك وسجل ذلك على شقفة فخاريةكانت الزوجة تساعد زوجها في البيت وفي الصيد والزراعة وكان مسموح لها بزيارة الأماكن العامة كالحدائق للترويح عن نفسها والاستمتاع بالجو والطبيعة، وبعد الزواج تمتلك المرأة ثلث ممتلكات زوجها كما تملك الحق في التصرف فيها كالمهر.

تقول البروفيسور جانيت جونسون من جامعة شيكاغو: “إن عقود الزواج في مصر القديمة كانت تصب في مصلحة المرأة وتضمن لها حقوقها حال وقوع الزواج إثر ضغوط من عائلتها او أي ظروف أخرى”.

الطلاق عند المصري القديم

إقرأ أيضا
ماراثون
قدماء المصريين
رسومات المعابد

أما إذا تعرضت المرأة للطلاق فإن ممتلكاتها تعود لها بالإضافة إلى التسوية التي يتفق عليها بعد الطلاق، كما كان يفرض الكثير من الشروط لعملية الطلاق للحد منه والحفاظ على الاسرة من الانهيار.

يقول الدكتور نشأت الزهري في بحثه عن الطلاق في مصر القديمة: “لم يكتف الزوج في مصر القديمة بتطليق زوجته شفاهة بقوله لقد هجرتك بصفتك زوجة، بل كان يسلمها وثقة طلاق مكتوبة تؤكد حريتها وإنهاء العلاقة الزوجية بينهما وتمكنها من الزواج بآخر إذا أرادت”.

وكانت وثيقة الطلاق توقع من أربعة شهود بينما وثيقة الزواج توقع من ستة عشر شاهدا.

وكانت صيغة الطلاق: “لقد هجرتك كزوجة لي، وإنني أفارقك وليس لي مطلب على الاطلاق، كما أبلغك أنه يحل لك أن تتخذي لنفسك زوجا آخر متى شئت”.

وكانت عقود الزواج تنص على تعويض للزوجة في حال وقوع الطلاق. فبدأ التعويض بضعف قيمة المهر في العصر الفرعوني، ووصل في البطلمي لخمسة أضعاف ويصل لعشرة أضعاف في الحد الاقصى.

وقد نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن قسم الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو كشف عن بردية عمرها 2500 عام كتبت بالديموطيقية تنص على حصول المرأة على تعويض حال فشل الزواج حيث تحصل على 30 قطعة فضة و36 شوالا من الحبوب كل عام لبقية حياتها ليوفر لها كافية احتياجها.

الوفاة والميراث

قدماء المصريين
قبور مصر القديمة

أما في حالة وفاة الزوج ترث المرأة ثلثي ميراث زوجها، ويقسم الثلث على أطفاله وأخواته، وفي بعض الأحيان يوصي الزوج لزوجته بالجزء الأكبر أو التصرف في جميع الأموال.

ويقول الحكيم سنب حتب لابنه: “إذا أردت الله فلتحب شريكة حياتك، اعتن بها تعتنِ ببيتك وترعاك، قربها من قلبك فقد جعلها الإله توأما لروحك إذا أسعدتها أسعدت بيتك، وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك، زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة وعطرها الخاص، فكل ذلك سينعكس في بيتك ويعطر حياتك ويضفي عليها الضوء، أسعدها ما دمت حيا، فهي هبة الإله الذي استجاب لدعائك بها، فقدس النعمة إرضاء للإله ومنعا لزوالها”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان