رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
617   مشاهدة  

قصة اختطاف وتعذيب شادية بهدف تحويلها إلى متسولة بإشارات المرور

شادية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



تخيل أن (دلوعة السينما)، صاحبة الصوت الشجي الجميل، الفنانة الكبيرة الراحلة “شادية” .. تخيل أنك لم تكن لتراها على شاشات السينما أو تسمعها في الراديو ومن بعده التليفزيون ومن بعده “اليوتيوب” وستراها ذات يد ممدودة في إشارت المرور، أو مُلقاة على كتف سيدة عتيدة في التسول وتشحذ عليها تحت مزاعم أنها ابنتها الطفلة الصغيرة تحتاج إلى عملية جراحية فورية ولك الثواب يا صاحب الخير والإحسان، .. وذلك حين وقع حادث أليم لها في الرابعة من عمرها كاد أن يغير مسار حياتها تمامًا، من أقصاها لأقصاها .. من شرقها لغربها ومن فوقها لتحتها، كشفت عنها “شادية” بخط يدها في أوراقها الخاصة التي نشرتها مجموعة من الصحف والمجلات بالخمسينات .

 

هذه القصة لا أنساها، وهي عالقة بذهني كأنها حدث أمس فقط .. كان عمري يومها أربع سنوات، وكنت ألعب في الطريق أمام بيتنا .. فلم أشعر إلا وامرأة تلبس الملاءة اللف تتقدم بحنو وعطف، وتعرض علي بعض الحلوى ثم تعطيني منها قطعتين من الشكولاتة .. وفي فرح وسرعة تناولت الشكولاتة من يدها وأكلتها .. ولم أدر بعد ذلك مت حدث لي .. وكل ما أذكره أنه انتابتني (دوخة) ، وان المرأة حملتني بين يديها وسارت بي إلى حيث .. و (حيث) هذه هي المكان الذي أفقت لأجد نفسي فيه .. وهو غرفتان حقيرتان أمامهما حوش صغير ، فيه عنزة وبعض الدجاج د، وفي هذا المكان المخيف كانت تقيم تلك المرأة التي أعطتني الحلوى، مع امرأة أخرى تشبهها، وقد سكنت كل منهما غرفة من الغرفتين .

شادية بطفولتها
شادية بطفولتها

ورأيت بعد قليل طفلة بيضاء في مثل سني كانت تبكي في الغرفة المجاورة .. فأخذت أنا أبكي أيضًا وأطلب بابا وماما .. ولكن المرأة راحت تداعبني حينا وتنهرني حينا آخر، وتفهمني أن (بابا وماما) سيحضران بعد قليل .. وقعت هذه الحادثة في الصباح ولم يطل بي المقام في ذلك البيت . فقد حدث قبل غروب شمس ذلك اليوم بقليل أن حضر رجلان (بلديان) يظهر أنهما زوجا المرأتين ونشبت بين الجميع منازعة .. فارتفع صوت المرأتين وعلا هياج الرجلين، وعلى الأثر قامت معركة بين الجميع تبادلوا فيها الضرب واللكم .

 

وفي تلك اللحظات المروعة تسللت إلى باب الحوش وفتحته وخرجت منه وجعلت أسير في الطرق وأنا أبكي .. ولست أدري كم زقاقًا قطعته وأنا في تلك الحالة التي كنت فيها غائبة عن العقل .. وشاءت إرادة الله أن أجد نفسي في أحد الشوارع، وأن يعرف الناس أنني طفلة تائهة . فأخذني (ابن الحلال) وسلمني إلى قسم البوليس، وكانت الدنيا قد أظلمت .. وهناك جاء والدي .. وكان قد أبلغ القسم بأنني (تُهت) في الصباح، فأبلغه القسم بالعثور عليّ .. فحضر على عجل وهو في حالة شديدة من الاضطراب. فلم يكد يراني حتى ضربني قلمًا لاذعًا وقال لي : (كنتي فين .. وإيه اللي يخرجك تمشي في الشوارع؟) فبكيت وأفهمته أن امرأة أخذتني بعد أن عطتني قطعة شكولاته .

إقرأ أيضا
الأطفال في فلسطين
الفنانة شادية في طفولتها مع والدتها
الفنانة شادية في طفولتها مع والدتها

وفوجئ الجميع بهذا الاعتراف، وأمكنني أن أفهمهم كل ما حدث .. ولكن عبثًا حاولت أن أرشدهم إلى وكر المرأة التي اختطفتني لأنني كنت صغيرة، ولم أتبين جيدًا الشوارع والمنعطفات التي تؤدي إلى مكانها .. وأخيرًا ظن البوليس أن الواقعة مكذوبة وصرف النظر عنها .. أما أنا فبقيت منطوية على ذعر غريب كلما تذكرت تلك الحادثة المفزعة، التي لولا عناية الله ورعايته لكنت شخصية أخرى غير (شادية ) التي تمثل وتغني على الشاشة البيضاء .. !

الكاتب

  • شادية محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان