همتك نعدل الكفة
327   مشاهدة  

كواليس إقالة زكي بدر “اذكروا الصحفي صلاح النحيف ومؤتمر بنها”

إقالة زكي بدر
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



جاء يوم 12 يناير عام 1990م حاملاً في طياته مفاجأة ضخمة للمصريين تم إعلانها في اليوم التالي وهو خبر إقالة زكي بدر وزير الداخلية.

اقرأ أيضًا 
“أدهم صهيب حافظ” قتله الحرس الجمهوري ومبارك قدم العزاء لأهله

لم تكن إقالة زكي بدر وزير الداخلية في حركة تغيير الحكومة، إنما هو تغيير وزاري طفيف طاله هو وحده دون بقية وزراء حكومة عاطف صدقي الأولى، وذلك بسبب سلاطة لسانه في مؤتمر بنها؛ ويستعرض موقع الميزان كواليس تلك الإقالة.

ما قبل إقالة زكي بدر وفضيحة مجلس الشعب التي تغاضى عنها مبارك

YouTube player

في 20 فبراير من العام 1989م كانت وقائع جلسة مجلس الشعب الشهيرة التي قام فيها زكي بدر بالضرب والشتم بألفاظ سوقية بثها التلفزيون الذي كان ينقل وقائع حية من هناك على القناة الأولى بعد نشرة السادسة مساءًا.

موعد نقل جلسة مجلس الشعب (الشهيرة) على القناة الأولى
موعد نقل جلسة مجلس الشعب (الشهيرة) على القناة الأولى

لم تشير الصحف الحكومية حينها بأي شيء مما تم عرضه على التلفزيون المصري وشتائم الوزير البذيئة والفضيحة؛ فجريدة الأهرام اكتفت بعرض نصف صفحة لرصد الجلسة.

تغطية صحيفة الأهرام لوقائع جلسة مجلس الشعب
تغطية صحيفة الأهرام لوقائع جلسة مجلس الشعب

أما جريدة الأخبار فعلى مدار 3 صفحات نشرت وقائع الجلسة والاشتباكات التي جرت داخل القاعة دون الإشارة إلى شتائم الوزير.

تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص1
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص1
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص3
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص3
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص5
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص5
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص7
تغطية صحيفة الأخبار لجلسة مجلس الشعب، ص7

فيما اكتفت صحيفة أخبار اليوم الأسبوعية التي تصدر كل سبت بعمل حوار صحفي مع الوزير زكي بدر أجرته الصحفية تهاني إبراهيم.

حوار زكي بدر مع جريدة أخبار اليوم
حوار زكي بدر مع جريدة أخبار اليوم

ولم تختلف جريدة الجمهورية في تغطيتها عن أشقاءها الأهرام والأخبار وأخبار اليوم في تناول الأمر والتركيز على تصريحات الوزير والاعتداء عليه.

تغطية جريدة الجمهورية لجلسة مجلس الشعب
تغطية جريدة الجمهورية لجلسة مجلس الشعب

كان واضحًا من تغطية الصحف الحكومية أن هناك تعليمات مشددة بعدم تناول الأمر، ولا أحد يعلم ما موقف رأس الدولة حينها محمد حسني مبارك مما جرى، فالشيء المعلن أن الرئيس مستمسك بزكي بدر، لكن غير المتوقع أن يسقط زكي بدر بلسانه ويهوي به إلى ارتداء الجلابية بقرار جمهوري بسبب مؤتمر بنها الذي انعقد بعد تلك الجلسة بسنة إلا شهر.

مؤتمر بنها والفضيحة الأكبر والطريق إلى إقالة زكي بدر

وزير الداخلية زكي بدر
وزير الداخلية زكي بدر

في 6 يناير عام 1990م عقد الوزير زكي بدر مؤتمرين أحدهما في نادي بنها الرياضي والآخر مع طلبة المعهد التجاري الفني ببنها وحضره عبدالوهاب سيد أحمد محافظ القليوبية وقيادات المحافظة؛ وخرجت أخبار ذلك المؤتمر بشكل عادي في تغطية الصحف الحكومية، فقد كانت أشبه ببيان وزاري قصير وإن اختلف في صيغة الخبر من مراسل الجريدة للمحافظة.

مؤتمر بنها وتغطية الصحف الحكومية له
مؤتمر بنها وتغطية الصحف الحكومية له

لم يكن لدى صحف المعارضة أي رصد لما جرى في ذلك المؤتمر إذ مُنِع أي صحفي يتبع أي جريدة من جرائد المعارضة مثل الوفد والأهالي والشعب من دخول المؤتمر وتغطيته صحفيًا؛ ولم يكن أحد يعلم أن زكي بدر في ذلك المؤتمر فقد رشده وقام بشتم رموز الحكومة والمعارضة والفكر، فمن رموز المعارضة مثل إبراهيم شكري ومحمد حلمي مراد وخالد محي الدين وفؤاد سراج الدين، وكذلك شتم رموز الحكومة مثل الوزير حسب الله الكفراوي ورئيس الوزراء عاطف صدقي، وانجرف إلى شتم رموز الفكر مثل يوسف إدريس وفتحي رضوان ومحمد السيد سعيد وأحمد بهاء الدين.

زكي بدر وزير الداخلية
زكي بدر وزير الداخلية

ثم اختتم زكي بدر كلامه قائلاً أنه أعطى تعليمات واضحة وصريحة لكل عمد القرى والنجوع بقتل ودفن أي شحص يرتدي جلباب أبيض وعلى وجهه لحية، مشيرًا إلى أنه ليس لديه مانع في أن يقتل 1% من الشعب المصري من أجل استقرار البلد.

الوزير زكي بدر
الوزير زكي بدر

ذلك الكلام الخطير لم يكن لأحد أن يجرؤ في قوله لأي وسيلة صحفية، ولو تجرأت صحيفة واحدة حتى لو كانت معارضة من نشر هذا الكلام لأودع أصحابها في السجن بتهمة التشهير وذلك لأنه لا يوجد دليل، لكن الدليل كان موجود لدى الصحفي صلاح النحيف المحرر لدى جريدة الشعب التابعة لحزب العمل؛ إذ تمكن من تسجيل وقائع المؤتمر بصوت زكي بدر نفسه.

من هو صلاح النحيف ودوره في إقالة زكي بدر

الصحفي صلاح النحيف
الصحفي صلاح النحيف

من المفارقات أن السيرة الذاتية الكاملة للصحفي صلاح النحيف الذي يعمل في صحيفة معارضة، كانت منشورة في حوار صحفي أجرته معه مجلة تتبع مؤسسة صحفية حكومية، وهي مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام بعد شهر من إقالة الوزير؛ وكان ذلك احتفاءًا به.[1]

الصحفي صلاح النحيف
الصحفي صلاح النحيف

الصحفي صلاح النحيف من مواليد عام 1955م، نشأ في أسرة متوسط الحال بقرية الرملة التابعة لمركز بنها محافظة القليوبية، لوالد يعمل موظفًا في مأمورية ضرائب بنها وأم لا تعمل وكان له 3 أشقاء وشقيقتين، وفي سنة 1974م التحق بكلية الآداب جامعة الزقازيق، وكان يعمل في الصيف بالخارج في أحد مصانع ألمانيا، فأكمل دراسته الأكاديمية هناك في جامعة سالزبورج وتخرج عام 1980م حاصلاً على بكالوريوس العلوم السياسية.

من متابعات جريدة الوفد لمؤتمر الشتائم
من متابعات جريدة الوفد لمؤتمر الشتائم

عاد صلاح النحيف من ألمانيا وعمل مندوب مشتريات في شركة هولندية كانت تعمل في بعض مشروعات خليج السويس، وجنبًا إلى جنب التحق بجريدة الشعب التابعة لحزب العمل سنة 1986م كصحفي تحت التمرين ثم صحفي بمكافأة حتى سنة 1990م.

من أخبار النقابات ردًا على مؤتمر زكي بدر
من أخبار النقابات ردًا على مؤتمر زكي بدر

في منتصف عام 1988م كان زكي بدر في مؤتمر صحفي ببني سويف وقام وزير الداخلية بسب رموز عامة في مصر وحضر صلاح النحيف ذلك المؤتمر، وتحين الفرصة له حتى جاء منتصف سنة 1989م عندما افتتح زكي بدر معرض المسروقات التي ضبطتها مباحث القليوبية، ليفاجئ صلاح النحيف أنه ضمن الصحفيين الممنوعين من حضور المؤتمر لأنه يعمل في صحيفة معارضة، وقد استمع صلاح النحيف لشتائم الوزير أثناء وقوفه بجوار سور نادي ضباط الشرطة في بنها، لكنه لم يستطيع أن يكتب حرفًا لأنه ليس معه دليل، فضاعت تلك الفرصة وتحين فرصةً أخرى.

مقال محمد مصطفى شردي على زكي بدر
مقال محمد مصطفى شردي على زكي بدر

كانت فرصة صلاح النحيف في مؤتمريّ 6 يناير 1990م ببنها (مؤتمر المعهد الفني ومؤتمر النادي الرياضي) واللذين كان يعلم بموعدهما قبل يومين من انعقادهما؛ ولأن اسمه على قوائم الممنوعين من حضور مؤتمرات وزير الداخلية فقد استعد لتسجيل شتائم الوزير خلال المؤتمر الذي عقده أمام طلبة المعهد الفني التجاري، إذ كان لصلاح النحيف قريب له هو طالب في المعهد وقد أعطى له جهاز تسجيل عن طريق أحد السعاة من خلال باب حديدي يفصل بين المعهد ومديرية التربية والتعليم وكان ذلك الباب بعيدًا عن البوابة الرئيسية للمعهد التي كانت تخضع لإجراءات تفتيشية صارمة؛ أما مؤتمر نادي بنها فكان داخل سرادق وقد استطاع صلاح النحيف أن يمرر جهاز التسجيل من خلال إحدى فتحات السرادق لقريب له، وقد استطاع أن يسجل شتائم الوزير، وبذلك امتلك صلاح النحيف شريطين عليهما شتائم زكي بدر.

المهندس إبراهيم شكري
المهندس إبراهيم شكري

أخذ صلاح النحيف الشريطين وكان يخشى حدوث مفاجآت اللحظات الأخيرة، فقرر نسخ شريطي الكاسيت على شرائط أخرى، ثم اتصل برئيس تحرير الجريدة وأبلغه بأن كل شيء تمام، ثم قام المهندس إبراهيم شكري رئيس الحزب ومجلس إدارة الجريدة بإعطاء الضوء الأخضر لجريدة الشعب بنشر تفريغ الشريطين دون حذف كلمة واحدة.

مقال جمال بدوي
مقال جمال بدوي

لا يوجد حتى الآن أرشيف متاح لجريدة الشعب عن شهر يناير 1990م، لكن من مقالات صحف المعارضة يمكن معرفة التفريغ، فمثلاً الصحفي جمال بدوي قال بعد أن قرأ التفريغ أن التسجيلات بها شتائم لكل أساتذة الجامعات المصرية، ورموز الطب والصيدلة والصحافة والمحاماة والأدب، وجميعهم في نظر الوزير شواذ جنسيًا وأولاد سِفَاح.[2]

إقالة زكي بدر بقرار جمهوري .. كيف حدثت ؟

إقالة زكي بدر
خبر إقالة زكي بدر، جريدة أخبار اليوم

من المؤكد أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لم يقيل وزير الداخلية زكي بدر بسبب نداءات رموز المعارضة ولا حتى بسبب سلاطة لسانه، بدليل أن مبارك نفسه وبحسب جريدة الأهرام الناطقة بلسان الحكومة قالت وقتها أن مبارك قد لفت نظر وزير الداخلية زكي بدر أكثر من مرة بضرورة الالتزام بالأدب وعدم الخروج عن آداب اللياقة والخطاب العام[3]؛ مما يعني أن سلاطة لسان زكي بدر لم تكن في حد ذاتها هي السبب الرئيسي في الإقالة؛ وهناك شك في أن غضب رموز الفكر هم السبب وراء اقتناع مبارك بضرورة إقالة زكي بدر؛ لكن السبب المنطقي أن زكي بدر قد طال لسانه حتى رموز الحكومة بمن فيهم رئيس الوزراء عاطف صدقي.

خبر تأييد إقالة زكي بدر في جريدة الأخبار
خبر تأييد إقالة زكي بدر في جريدة الأخبار

وقد ذكرت صحيفة الأهرام في صفحتها الأولى يوم السبت 13 يناير 1990م أن مبارك يوم (الثلاثاء 9 يناير) أحيط علمًا بما قاله وزير الداخلية في شريط مسجل وكلف الأجهزة المختلفة في رئاسة الجمهورية بالتأكد من صحة التسجيلات، وفي اليوم التالي (الأربعاء 10 يناير) تلقى تقريرًا يؤكد صحة التسجيل، وفي يوم الخميس (11 يناير) أجرى الرئيس الأسبق زيارة إلى محافظة سوهاج لافتتاح مشروعات بها، ثم توقف بمطار أسيوط والتقى بالمحافظ اللواء محمد عبدالحليم موسى ليعرف الموقفي الأمني في محافظته، ثم غادر مبارك،  وتم إبلاغ محمد عبدالحليم موسى بقرار تعيينه وزيرًا للداخلية في صباح 12 يناير.

محمد عبدالحليم موسى
محمد عبدالحليم موسى

كان شكل إقالة زكي بدر في 12 يناير 1990م مهينًا، فقد جاء خبر إقالته تلفزيونيًا إذ قطع التلفزيون الفقرات التي يقدمها وجاء في فقرة أهم الأنباء الساعة 2 ظهرًا، أما زكي بدر فحينها كان في الإسكندرية وقد وصل إلى القاهرة الساعة 2:45 ظهرًا إلى مبنى وزارة الداخلية في القاهرة ودخل مكتبه وجمع أوراقه الخاصة وبقي في مبنى الوزارة ساعة يودع الضباط ثم ترك مبنى الوزارة الساعة 2:55 عصرًا.[4]

إقرأ أيضا
الحلقة الأولى من مسلسل مليحة
إقالة زكي بدر
خبر إقالة زكي بدر، جريدة الأهرام

تلك كانت رواية الصحف القومية لتفاصيل الإقالة، فيما ذكرت جريدة الوفد روايةً أخرى مفادها أن من ضمن الشخصيات التي شتمها وزير الداخلية هو الفريق محمد عبدالحليم أبو غزالة، وفي جلسة عشاء أقامها ولي عهد الكويت يوم الأربعاء (10 يناير) شعر وزير الداخلية بأنها منبوذ من الجميع، وفي اليوم التالي (الخميس 11 يناير) توجه إلى الإسكندرية لحضور حفل خطوبة نجلة اللواء رشاد الشرقاوي مفتش مباحث أمن الدولة، وعلم زكي بدر بخبر إقالته من خلال جهاز الراديو الموجود في سيارته أثناء عودته للقاهرة.[5]

قراءة الفاتحة على روح وجود زكي بدر في صحف الحكومة

تهنئة مدنية وشرطية بتعيين محمد عبدالحليم موسى وزيرًا للداخلية
تهنئة مدنية وشرطية بتعيين محمد عبدالحليم موسى وزيرًا للداخلية

من المؤكد أن صحف المعارضة قد ابتهجت بعد إقالة زكي بدر وهذا أمر بديهي، لكن من الضرورة بما كان الإطلاع على ما يخص الصحف الحكومية والتي كانت لا تنشر أي خبر عن بذاءات وزير الداخلية زكي بدر.

كاريكاتير الوفد عن زكي بدر
كاريكاتير الوفد عن زكي بدر

في جريدة الأهرام كتب إبراهيم نافع مقالاً في عاموده بعنوان آداب الخطاب العام وبداية جديدة لمرحلة جديدة، وطالب في ذلك المقال أن تصطف الحكومة والمعارضة حول اعتبار قرار مبارك بداية جديدة لمرحلة جديدة من العمل السياسي العام تتسم بالاعتدال والالتزام بالشرعية وأدب الخطاب العامة واللياقة العامة والعودة للعقلانية وعفة الحوار.

مقال إبراهيم نافع، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص1
مقال إبراهيم نافع، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص1

أما الكاتب أحمد بهجت في نفس الصحيفة كتب بعاموده صندوق الدنيا مقالاً بعنوان نهنئ أنفسنا، أبدى بهجة كبيرة بالإقالة وأظهر تفاؤلاً أكبر بالوزير الجديد، مشيرًا إلى أن زكي بدر كان عبارة عن طوفان من المجاري العقلية الذي يهدر بالبذاءة.

مقال أحمد بهجت، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص2
مقال أحمد بهجت، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص2

أما الكاتب سلامة أحمد سلامة فكتب مقالاً  في عاموده من قريب بعنوان الأمن الأخلاقي، ويبدو  التناقض في نص المقال، فهو يقول في بدايته أن قرار مبارك أزاح غمة ثقيلة بأسرع مما توقع الكثيرون، وجاء في الوقت المناسب والصحيح، وفي نفس ذات الوقت يشير إلى أن بذاءات زكي بدر قديمة.

مقال سلامة أحمد سلامة، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص6
مقال سلامة أحمد سلامة، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص6

أما إبراهيم سعدة كتب في عاموده الموقف السياسي بصحيفة أخبار اليوم مقالاً بعنوان الواهمون .. المبهورون؛ فقد حكى أنه عارض وزير الداخلية في اليوم التالي لتوليه المنصب في مارس 1986م، وكان يخالفه في سلاطة اللسان، لكنه كان يشيد بنجاحاته في فرص الأمن ومواجهة الإرهاب؛ وقال للمعارضة أن إبعاد الوزير ليس نصرًا عظيمًا للمعارضة، وهاجم كل من يفكر في محاكمته.

مقال إبراهيم سعدة، أخبار اليوم، 20 يناير 1990م، ص1 و8
مقال إبراهيم سعدة، أخبار اليوم، 20 يناير 1990م، ص1 و8

لكن يبقى مقال أحمد بهاء الدين هو الجدير بالذكر لأن بهاء الدين كان ممن طالتهم سلاطة لسان وزير الداخلية، قثد كتب في عاموده يوميات مقالاً بعنوان شكر لا نهائي، وهو من عنوانه موجه للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وذكر أن الشكر من الناسء جميعًا لأن وزير الداخلية شتم الشعب المصري كله؛ لكن نبل أحمد بهاء الدين تمثل في أنه كان قد انتوى كتابة مقال يهاجم فيه زكي بدر ولما صدر قرار إقالته سحب المقال وقال عن ذلك «أقول ذلك للذين سيحاولون أن يكونوا فرسانًا ويهاجموا الرجل بعد أن سقط من حملة المشاعل في كل فرح وحملة القماقم في كل جنازة وممن لا تتشرف بهم مهنة الصحافة».

مقال أحمد بهاء الدين، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص22
مقال أحمد بهاء الدين، جريدة الأهرام، عدد 14 يناير 1990م، ص22

لم يظهر زكي بدر مرة أخرى في المحافل الرسمية، أما الصحفي صلاح النحيف الذي كان هو بطل حكاية الإقالة فقد قررت صحيفة الشعب أن تعطيه مكافأة شهرية قدرها 70 جنيه، جراء سبقه الصحفي الكبير، ولما أسفر سبقه عن إقالة وزير الداخلية قررت إدارة جريدة الشعب أن تعينه في الجريدة؛ وقد حاولنا معرفة وضعه بعد إقالة زكي بدر فوجدنا أنه استمر في صحيفة الشعب حتى أواخر التسعينيات ثم بدأ الكتابة في جريدة الغد وآخر ما وصلنا لأعماله كان في يونيو سنة 2006م ومن بعد ذلك التاريخ لم نعلم عنه خبرًا ولم نجد له أثرًا.


[1]  محمد عبدالله، الشاب الذي أمسك وزير الداخلية من لسانه، مجلة الشباب، عدد 151، شهر فبراير 1990م، ص ص6–8.
[2]  جمال بدوي، الشعب يسأل الرئيس: ماذا أنت فاعل بوزير الداخلية ؟، جريدة الوفد، عدد 11 يناير 1990م، ص1.
[3]  محرر، تعيين محمد عبدالحليم موسى وزيرًا للداخلية .. القصة الكاملة لتعيين محافظة أسيوط وزيرًا للداخلية، جريدة الأهرام، عدد 13 يناير 1990م، ص1.
[4]  محرر، مبارك يقرر: عبدالحليم موسى وزيرًا للداخلية .. بدر حضر من الإسكندرية وجمع أوراقه، جريدة الجمهورية، عدد 13 يناير 1990م، ص1.
[5]  عصام رفعت، اللحظات الأخيرة قبل سقوط الطاغية، جريدة الوفد، عدد 14 يناير 1990م، ص1

الكاتب

  • إقالة زكي بدر وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان