رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
408   مشاهدة  

كيف كانت الشائعات سببًا في مقتل الراهب راسبوتين بالرصاص والسم؟

راسبوتين


 

واحد من أكثر الرجال المميزين في التاريخ، كان فلاحًا أميًا من قرية فقيرة تُدعى بوكروفسكوي بسيبيريا، ولكنه انتقل إلى مدينة سانت بطرسبرغ، ونجح في الدخول إلى القصر الملكي، بعد أن أنقذ ابن القيصر نيكولا الثاني من النزيف حتى الموت، فاعتقد القيصر وزوجته أنه قديس، فهل كان راسبوتين قديسًا وراهبًا فعلًا؟، أم أنه كان نصابًا محترفًا؟.

راسبوتين

غريغوري راسبوتين

كانت البداية منذ الصغر حينما ظهرت عنده قدرات علاجية خارقة وغير طبيعية، فكان يلجأ إليه سكان القرية لعلاجهم هم وحيواناتهم من الأمراض المختلفة، ولكن في فترة المراهقة بدأ الجميع في تعنيفه والابتعاد عنه بسبب علاقاته الجنسية الفاضحة، وتحرشه ببنات ونساء القرية، وإدمانه لشرب الكحوليات، وشب راسبوتين على تلك الصفات الكريهة، وعندما أكمل الثلاثين من عمره، قام بسرقة حصان أحد جيرانه كعادته الدائمة، ولكن تلك المرة طفح الكيل عند الأهالي، وقرره معاقبته بشدة حتى يتوقف عن سرقتهم، ولكنه استطاع أن يهرب منهم ولجأ لأحد الأديرة، وظل به فترة قليلة، ثم لم يتحمل تلك الحياة وهرب منه وانطلق إلى مدينة سان بطرسبرغ، وحصل على لقب الراهب خلال تلك الفترة التي قضاها في الدير.

نفوذ بداخل القصر الملكي

استطاع راسبوتين أن يدخل القصر الملكي في عام 1905م، بعدما نجح في علاج “أليكس نيكوليافبتش” ولي العهد والوريث الشرعي لعرش روسيا، الذي كان مريضًا بسيلان الدم الهيموفيليا، والذي قد ورثه عن أمه حفيدة فيكتوريا ملكة بريطانيا، وكانت أمه تخشى عليه من ذلك المرض بعد أن توفى به أخوها، وخالها، وابنها الأكبر، واثنان من أبناء اخوتها، لذا كان راسبوتين بمثابة معجزة إلهية متجسدة، وبعد أن أنقذ ابنها، جعلت منه مستشارها الشخصي وحافظ أسرارها، ولا يفترق عنها إلا قليلًا، وصار قريبًا من القيصر كذلك، وبعد فترة خرج القيصر للحرب ضد الجيوش الألمانية، وترك القصر في أمانة الإمبراطورة ألكسندرا، ومعها مستشارها راسبوتين الذي قوى نفوذه في تلك الفترة بشدة، وصارت له الكلمة الأولى في القرارات الداخلية والخارجية، ولا يجرؤ أحد على اعتراض قراراته، ورغم اعتراضات الأسرة الحاكمة على تصرفاته، إلا أنه لم يتمكن أي أحد من محاربته نظرًا لاحتياجهم إليه لعلاج الأمير أليكس، وهكذا ومع غياب القيصر استطاع راسبوتين اكتساب المزيد والمزيد من القوى السياسية، وسيطر على قرارات الحكومة تمامًا بعدما طرد الأشخاص المعارضين له،  وبدأ في تعيين المواليين له في المناصب العليا.

طارق السويدان .. أن تكون ضحلاً ولا تفرق بين الإسلام والاحتلال

راسبوتين

شائعات دفعت براسبوتين إلى طريق الموت

أول شائعة طاردته كانت أنه يخطط مع الإمبراطورة لعقد اتفاق سلام مع ألمانيا بشكل سري، وأنه يجهز للانقلاب على القيصر، وبعدها اختلف مع اثنان من أنصاره وهم الراهب ليودور، والأسقف هيرموغين، الذين بدآ في فتش اسراره وقالا عنه أنه تجسيد للشيطان، وفضحا علاقاته الجنسية المشبوهة في المدينة والكنيسة، وأنه اغتصب الراهبات عنوة، وأجبر العديد من النساء على العمل في الدعارة، أما الشائعة التي كانت سببًا في موته، هو وجود علاقة جنسية بينه وبين الإمبراطورة، تدور على فراش القيصر، ومن بعد تلك الشائعات اصبحت سان بطرسبرغ تُعرف باسم “مدينة إبليس”.

إقرأ أيضا
المعركة

راسبوتين

قتل غريغوري راسبوتين

ذكر الأمير “فليكس يوسوبوف”، زوج الأميرة إيرينا ابنة أخت القيصر، في سيرته الذاتية بعنوان “العظمة المهدورة”، أنه قام بدعوة راسبوتين لتناول الغذاء معه، وقدم له كعكًا مسممًا بمادة سيانيد البوتاسيوم، ثم أعطاه نبيذًا مسممًا بنفس المادة، لكنه لم يتأثر سوى بنسبة بسيطة، حيث قال أنه يشعر بحرقة في المعدة ودوار بسيط، ولما لم يقم السم بتأثيره المتوقع، قام فليكس وأصدقائه بإطلاق النار عليه، واخترقت الرصاصة جسده بالقرب من قلبه مباشرة، وتوقعوا أن تؤتي تلك الرصاصة بمفعولها، ولكن راسبوتين نهض على قدميه وقام بمهاجمة فليكس وهو غاضب مما حدث، فأطلقوا عليه المزيد من الطلقات، وقاموا بلف جثته وربطوها بقطعة من الكتان الثقيل، وألقوا بها في النهر المتجمد أسفل أحد الجسور، ولكن العجيب أنه عندما عثرت الشرطة على جثة راسبوتين بعد يومين من إلقائه، وقرروا تشريحها وجدوا مياه في الرئتين، وأكدوا أن راسبوتين لايزال حيًا عندما ألقي به في النهر، ولكن برودة الماء هي التي تسببت في وفاته.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان