همتك نعدل الكفة
194   مشاهدة  

لماذا تأخرت الأوقاف عن نصرة فلسطين؟

فلسطين


انتهى الجدل حول خطبة الجمعة التي أثارت الكثير من التساؤلات، وذلك بعد نشر وزير الأوقاف الدكتور “محمد مختار جمعة” لموضوع خطبة الجمعة القادمة والتي تحت عنوان “الدفاع عن الأوطان والأرض والعرض”، لكن السؤال “لماذا تأخرت خطبة النصرة لفلسطين!

فلسطين

 

تطلع الجميع مِثلي لسماع خطبة الجمعة الفائتة في ظل الأحداث المتلاحقة عن ما يحدث في فلسطين عقب عملية “طوفان الأقصى”، والرد من قِبل الكيان الصهيوني بقصف عشوائي مستمر على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وتزايد أعداد الشهداء والجرحى من المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، وتقاعص بعض المسلمين عن نصرة أهلنا في فلسطين أو ضعف مواقفهم جراء ما يحدث من عمليات إبادة بالفسفور الأبيض السلاح المحرم دوليًا، دون أي مراعاة لحقوق الإنسان، وكنت متيقنةً أن الخطبة ستُلم بالأحداث وتضعها في إطار شرعي حكيم، وبالتأكيد ستكون حازمة “نارية” مُدينة الظلم الواقع على الفلسطينيين منذ عقود، دون أي ذنب أو جريرة غير أنهم يدافعون عن أراضيهم المغتصبة، ومستنكرة القصف الغاشم للأماكن المقدسة كالمساجد.

لكن.. توهمت ذلك عبثًا، فبعد فتحي للمذياع فوجئت أن دكتور “أيمن أبو عمر” يلقى علينا خطبة تحت عنوان “الوعي الرشيد.. وأثره في مواجهة التحديات”، متناولًا أهمية الوعي بقيمة الوطن، وإدراك كم التحديات التي يواجهها والأعداء المتربصون للإيقاع به حيث أننا نعيش في زمن الفتن الذي يتطلب تيقظًا من الجميع، مؤكدًا على دور الأمن والأمان في أن يعيش الإنسان حياة هانئة، وعلى أهمية العمل للنهوض ببلادنا علميًا وثقافيًا واقتصاديًا، مستدلًا بالعديد من الآيات والأحاديث النبوية.

 

دعوني أكون موضوعية بهذا الصدد، فأنا أرى أنها خطبة مفوهة تسعى لإصلاح مجتمعاتنا التي أصبحت تحت وطأة الجهل والانسياق وراء أفكار ضالة مُغرضة، لكن ألم يقل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، وهذا يحتم علينا التضامن مع إخواننا في فلسطين بكل ما أوتينا من قوة في الحال وعلى وجه السرعة، سواء بالكلمة ونشر الحقائق أو بالمال من خلال التبرعات لتقديم المساعدات أو مقاطعة كل ما يدعم إسرائيل سواء منتجات أو شركات.

واستنباطًا من الحديث الشريف المذكور تعجب الكثير من ابتعاد موضوع الخطبة عن مجرى الأحداث وتساؤلوا، أين الحديث عن ما يعيشه الفلسطينيون الآن وما نراه من مشاهد مؤلمة لمدن دكت دكًا وأجساد مزقت إربًا!.. أليس هناك أولويات يحتمها علينا الواقع وتستدعي من أهل العلم الوقوف عليها بالبيان والإرشاد!.. أين دور وزارة الأوقاف في توجيه خطبة الجمعة الموحدة إلى مسارها الصحيح!

 

بل إنه مما زاد دهشتي أني سمعت الخطيب بمسجد المنطقة السكنية التي أقطن بها، يتحدث عن الحياء وفضائله، مستحثًا الناس على التخلق بهذا الخلق الحميد، ودون أي حياء منه لم يدعو ولو دعاء واحد لنصرة أهلنا في فلسطين، أيُ خزي هذا!.. أين دور الإمام أو الواعظ في إنارة العقول الحائرة وحثها على نفض غبار الجهل وعدم دفن رؤوسهم في الرمال كالنعام، والتوجيه للعلم بمجريات الأمور مع وضعها في الموازين الصحيحة وقولبتها من قبل رجال الدين بمنظور الشرع!

وفي فقه النوازل وجب على كل صاحب علم وخاصة رجال الدين والأئمة، استقراء الأحداث وتفقد المستجدات أولًا بأول والإحاطة بِجُل ملابساتها وتحليلها، لاستخلاص العبر وإرشاد العقول للصواب واستئصال الشائعات والمغالطات منها، وإشعال الحمية في صدور المتخاذلين، وتثبيت صفوف المسلمين في ظل ما يرونه من مشاهد مؤلمة يملؤها الدماء وصرخات الثكالى والأرامل، بالتزامن مع تكالب الغرب لدعم إسرائيل بالعدة والعتاد، وخرس المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان على كل هذه الجرائم المستمرة في فلسطين.

 

إقرأ أيضا
إسرائيل

وقد أشاد سيادة وزير الأوقاف الدكتور “محمد مختار جمعة” على صفحته الرسمية على “الفيسبوك” بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب الكليات العسكرية 2023، موضحًا موقف مصر من القضية الفلسطينية، وعلق “جمعة” بأنها “كلمة قائد حكيم أثلجت صدورنا جميعًا ونؤكد وقوفنا بكل ما نملك خلف سيادته حفاظًا على وطننا ودعمًا للحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني”، نِعم القول لكن الجميع ظل يتسائل أين الخطباء من هذا الدعم ولو بكلمة!

فلسطين
إشادة وزير الأوقاف بكلمة الرئيس عن موقف مصر من القضية الفلسطينية

لافتة سريعة.. موضوع خطبة الجمعة الفائتة كان قد تغير عن ما هو مقرر له حسب ما نشر وزير الأوقاف على”فيسبوك” منذ أسبوع مُصرحًا “فضل إغاثة المكروبين موضوع خطبة الجمعة القادمة بإذن الله تعالى”، وإن نظرنا إلى محاور الخطبة سنرى أنها مناسبة للأحداث بشكل كبير فلما تم تغير الخطبة!.. ولمَ تم اختيار الموضوع يبعُد كل البعد عن نصرة القضية الفلسطينية!

فلسطين
منشور وزير الأوقاف عن خطبة الجمعة الفائتة.. لما التغير!

في النهاية.. نتطلع إلى سماع خطبة الجمعة القادمة، عسى أن تشفي صدورنا وتكون كما نرجو “مُفصلة مُثبتة حازمة”.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان