رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
399   مشاهدة  

لماذا لا يجب أن نأكل الحمام المحشي مع عريس الإسماعيلية؟

عريس الإسماعيلية
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



“تعالى كُل حمام محشي يا بيــــــه” .. كلمات بسيطة في عددها، مُعقّدة مع في انعكاسها، ولمن لم يعرف حتى الآن – وهم قليلون – فكانت تحديدًا بعد مسك عريس عروسته وفتك بها فتكًا أمام الكوافير، قبل ساعات قليلة من حفل الزفاف .. ولسوء حظه، وحسن حظ المجتمع، كانت الصحفية أميرة عبد الحكيم بالبوابة نيوز، بالقرب من موقع الحدث، فنقلت الواقعة كما هي، بث حي لواقعة اعتداء شخص على آخر، بث حي من الشارع كصحفية لديها من المصداقية ما يجعلنا نقف لها احترامًا ونتضامن معها حيال التهديدات التي طالتها من قبل المتضررين .

 

كانت عبارة “ تعالى كُل حمام محشي يا بيــــــه” على لسان واحد من رجال عائلة العروسين، وذلك بعد أن تبرع مراسل لأحد المواقع الإلكترونية بالمساهمة في تكريث الاعتداء على العروس، الاعتداء الواضح التي أظهرته الكاميرات بلا شك أو ضبابية، ومن بين نقاط كثيرة يمكننا النقاش فيها،  سواء عن مطالبات مكثفة كي تصل العروس بالواقعة إلى أوراق القضاء، وبين من يتهمها بالرضوخ للاعتداء الذكوري لأسباب عديدة .. فإن اللهجة التي تحراها أهل العروسين، وهم أولاد عم، فالأهل عائلة واحدة اتفقت على رأي واحد .. وهي بمضمون “لماذا يتدخل المجتمع فيما ليس له شأنه به؟”، رجل وزوجته، وكانت ابنه عمه، لماذا تحشرون أنفكم يا مجتمع متطفل؟ .. ابعدوا أعينكم  عنّا .. وللأسف، كانت تلك اللهجة هي ملاذ الأمان وكهف هرب فيه ممن ارتكبوا واقعة الاعتداء، ومن ضعفت أن تطالب حقها أو حتى وافقت على تلك الكارثة .. وللأسف بشكل أكبر كانت تلك اللهجة قد جعلت الكثيرين ممن طالبوا بحق المُعتدى عليه قد تراجعوا خطوات للخلف، والمعظم تحدثوا بلهجة مضمونها “مالنا نحن ومال شخصين اتفقوا على واقع ما، حتى لو هذا الواقع فيه من الكوارث ما يقود حقًا لطامة كبرى .

 

وهذا تحديدًا ما يستحق الرد عليه .. ولهذا نقول أننا عندما ندافع عن حادثة اعتداء، حتى لو بالرأي الشخصي، فإننا بذلك ندافع عن الفكرة وليس عن الحالة، والفكرة هنا أنني أعترض أن يعتدي شخص على آخر، وهنا لم أتدخل كمواطن في خصوصيات الشخصين، فالتصوير لم يأتيني خلسة بين غرف مغلقة، بل جاء من الشارع العام لكل رجل وامرأة وقطة تسير فيه .. وهنا، وعندما نعترض اعتراض جماعي، فإننا نبعث برسالة للمجتمع مضمونها إذا وقع أيًا منا فريسة اعتداء ما فإن النجدة واجبة على المجتمع قبل الجهات الرسمية .. ولنتخيل مثلًا أن ما حدث هو العكس، فكانت الصحفية عندما رأت الحادثة قالت لنفسها “ما لي وشأني”، وإذا نشرت الواقعة مثلا قال المجتمع “ما لنا وشئننا، يفتك بها كما يفتك” .. فإننا هنا نرسي قاعدة مضمونها أن لا يد مساعدة تُمد لنا عندما نكون في ورطة .. عندما تصارع الغرق بين مياه النيل فلماذا أضيع من وقتي مثلًا عشرة دقائق لإنقاذك طالما أنت لا تهمني أو غير مفيد لي، لماذا يصعد أحدهم  لإنقاذ طفل من شقة تحترق متجاوزًا مخاطرة أن تضيع حياته نفسها ! .. عزيزي القائل : ما لكم وشأنكم .. نود أن نقول لك .. مال لك وشأنك بمفردات الإنسانية؟!

إقرأ أيضا
ريا وسكينة

الكاتب

  • عريس الإسماعيلية محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان