ماذا بين الحكمدار ومؤسس الفانك؟

لا بالتأكيد ليس لغزًا ولا تعويذة، بل إنه فكرة مجنونة بعض الشيء، فكرة نتجت عن تنوع في الاستماع لأكتشف أن هناك عدة خيوط ونقاط تجمع بين اثنين من أقطاب الغناء بالنسبة لي، وعلى الرغم أن كلاهما نشط فنيا في سنوات بعيدة عن الآخر، وأن كلا منهما في قارة غير القارة وبلد غير البلد ومن ثقافة غير الثقافة، إلا أن هناك العديد من نقاط التشابه بين الحكمدار عبدالباسط حمودة وبين مؤسس موسيقى الفانك جيمس براون.

الفانك يا صديقي باختصار أجاهد آلا يكون مخلًا، هو نوع من الموسيقى ظهر في منتصف الستينات وانتشر بين أصحاب العرق الأسمر في أمريكا قبلما أن يتوسع وينتشر ويتوغل، وهو مزيج بين موسيقى السول والجاز والأر أند بي، ويعد جيمس براون هو مؤسس هذا النوع من الموسيقى قبل أن ينتشر بشدة ويتفرع منه العديد من أشكال الموسيقى مثل الديسكو والهيب هوب.

والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن أن يتشابه مطرب شعبي مصري بمؤسس موسيقى الفانك في المحتوى والمضمون الموسيقى الذي يقدمهما كلا منهما، فهل بالفعل هناك سمات متشابهة بين الأثنان؟

الطبقات المرتفعة

بالتأكيد تعرف أغنية أشعر أنني بخير I feel good تلك الأغنية الأشهر لجيمس براون، والذي معها أطلق واحدة من أشهر لزماته الموسيقية وهي الصراخ بطبقة عالية في وسط الأغنية، وستجد ان الأمر تحول إلى لزمة بالفعل تتكرر في أغلبية أغاني جيمس براون.

في الجانب الآخر أنت بالتأكيد تعرف ميل عبدالباسط حمودة على استخدام الطبقة العليا في صوته، على سبيل المثال ستجده في اغنية إديني قلبك فجأة وبدون مقدمة يطلق ضحكته الشهيرة في نصف الأغنية لتصبح علامة مميزة تتميز بها كافة أغنيات الحكمدار بل أصبحت علامة مسجلة باسم عبدالباسط حمودة.

والامر لا يقتصر فقط على لزمة صوتيه بل إن الأثنان يميلان لغناء الألحان ذات الطبقات العالية، فلديهما صوت به من القوة والمساحة يسمح لهما بفتحه كيفما شاءا، راجع أغنيات جيمس براون واغنيات عبدالباسط حمودة وستعرف مين الاثنان للطبقات العالية حتى وإن كانت الأغنية هادئة مثل It’s a man’s  world لجيمس براون والجو هادي لعبدالباسط حمودة.

الميل للهمهمة

في أغنية It’s a man’s world لجيمس براون ستجده يميل لهمهمة بين الجمل بعضها البعض خاصة وأن تلك الاغنية تمتمى لأغنيات

الإيقاع الهادئ، وهي تلك العادة التي يحرص عليها جيمس براون أيضا في اغنياته ذات الإيقاع الهادئ.

على الجانب الأخر استمع إلى اغنية انا مش عارفني للحكمدار لتعرف كيف يستخدم عبدالباسط حمودة الهمهمة وجعلها حلية طربية وسط الأغنية، فكأنما استبدل الحكمدار الليل والعين بالضحكة والهمهمة.

الرقص على المسرح

إقرأ أيضا

“جولة أخيرة” صراع الفرصة الأخيرة قبل النسيان

يعتبر جيمس براون أحد أول المطربين الذين يرقصون أثناء الغناء، وللحق جيمس بروان كان راقصا بارعًا، وكانت طريقة تعامله مع الجمهور على المسرح مميزة ومختلفة قبل أن يلتقطها العديدون من بعده لتصبح سمة لأغلب المطربين حاليا، الرقص أثناء الغناء.

هل تتخيل أن الحكمدار أيضا يتشابه مع جيمس براون في تلك النقطة، فالحكمدار يتمايل على المسرح ويتفاعل مع الجمهور، خاصة في تلك الأغاني المسجلة من الأفراح، وحتى الأفلام التي ظهر فيها عبدالباسط حمودة، ولا ننسى بالتأكيد ذلك الإعلان الذي ظهر فيه وهو يتمايل أثناء الغناء.

ثلاثة نقاط تشابه في المضمون الموسيقى، كانوا السبب في كتابة هذا المقالن وهذا لا يعني أن الحكمدار تأثر بجيمس براون أن الأمر مخطط له، بالتأكيد الأمر وليد الصدفة، تلك الصدفة التي جعلت من جيمس براون أسطورة موسيقية على مستوى العالم، بينما وضعت عبدالباسط حمودة في مقام واحد مع أهم وأفضل من قدموا الغناء الشعبي المصري في تاريخ الأغنية، فسلامًا للحكمدار، وصاحب الفانك أينما كانا