مجلة فارس للأطفال تصحح الخطأ الأشهر “المسجد الأقصى ليس الجامع القبلي أو قبة الصخرة”
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
صدر العدد الشهري الجديد من مجلة فارس للأطفال التي تصدر عن مؤسسة أخبار اليوم(1)، وحمل غلاف العدد مسجد قبة الصخرة وأمامه 3 أطفال بأعلام مصر وفلسطين مع توصيف «أطفال .. أبطال».
عبقرية هدية مجلة فارس للأطفال
جاء عدد شهر نوفمبر 2023م من مجلة فارس للأطفال في 36 صفحة، ومحتواها بنسبة 90% عن فلسطين، وكان مع العدد هديتين، إحداها العدد 66 من فارس جيب حيث احتوى على قصة الفخ المحكم من سيناريو ورسوم ضياء أنور؛ والأخرى بوستر المسجد الأقصى [ نصف البوستر هو ظهر الغلاف الأمامي للمجلة والنصف الآخر هو ظهر الغلاف الخلفي ]، وقام بالرسم الفنان هشام صبري.
تكمن عبقرية بوستر مجلة فارس للأطفال عن المسجد الأقصى أنها صححت الخطأ الأشهر عن المسجد الأقصى ومكانه، فالرسمة لم تعتبر الأقصى متمثلاً في مسجد قبة الصخرة ولم تحصره في الجامع القبلي، خاصةً وأن تحديد موضع المسجد الأقصى ظل مرتبطًا بالجامع القبلي.
وإنما اعتبرت الرسمة أن ما بين سور الجامع كله هو المسجد الأقصى وليس مَعْلَمًا بعينه، وأبرزت الرسمة 51 معلمًا داخل المسجد الأقصى «7 مساجد ومصليات، 2 منبر، 4 مآذن، 15 باب، 15 قبة، 8 بوائك».
اقرأ أيضًا
جريدة صوت الأزهر وفن صحافة دعم فلسطين “قراءة تحليلية لأعدادها أيام طوفان الأقصى”
تلك الرسمة التي جاءت في مجلة فارس بشكل مبسط والتي صححت الخطأ الأشهر حول موضع المسجد الأقصى، تستند في الأساس إلى أدلة علمية من صلب صميم مخطوطات التراث الإسلامي في تعريف المسجد الأقصى.
ولعل أهم كتاب تناول تلك المسألة هو كتاب تاريخ معالم المسجد الأقصى في ضوء التراث الإسلامي المخطوط والذي كتبه يوسف بن محمد مروان بن سليمان الأوزبكي المقدسي وصدر عام 2021م عن الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وقد حدد الكتاب أن المسجد الأقصى يضم 98 معلمًا.
وتعريف المسجد الأقصى الصحيح والذي توافقت رسمة مجلة فارس مع نصه هو اسم لكل ما يشمَّله سور المسجد من مبانٍ مسقولة من مصليات وقباب وأروقة، أو ساحات مكشوفة ومبلطة وترابية، ودل على ذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم في السنة التقريرية، إذ أنه لما أسري به من المسجد الحرام للأقصى كان للمسجد سور وأبواب ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم تغيير تلك الحدود.(2)
الرسام هشام صبري قال عن تفاصيل الرسمة أنها استغرقت منه 3 أيام بين بحث ورسم، خاصةً وأن الرسمة موجهة للأطفال.
وقال في تصريح خاص لموقع الميزان قال أن الأستاذة هويدا حافظ رئيسة تحرير مجلة فارس هي صاحبة الفكرة إذ قالت منذ بدء أحداث طوفان الأقصى بضرورة أن تقوم مجلة فارس بمتابعة الشأن الفلسطيني، ويكون هناك رسمة عن المسجد الأقصى وشرح معالمه على النحو الصحيح وهو [ المعالم الكائنة بين السور وليس حصره في الجامع القبلي ].
الجدير بالذكر أن هويدا حافظ رئيسة تحرير مجلة فارس كتبت عن بوستر المسجد الأقصى في ختام افتتاحية عدد نوفمبر 2023م «نقدم لكم مع هذا العدد هدية بوستر المسجد الأقصى بكل تفاصيله لنحتفظ به أمامنا حتى نزوره قريبًا جدًا بعد أن يرحل المحتل بلا عودة».
(1) مجلة فارس هي مجلة شهرية منذ 10 سنوات وكانت تصدر أسبوعيًا منذ عددها الأول سنة 1998م
(2) يوسف بن محمد بن مروان بن سليمان الأوزبكي المقدسي، تاريخ معالم المسجد الأقصى المبارك في ضوء التراث الإسلامي المخطوط، ط/1، الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، الأردن، 2021م، ص24.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال