محاورة كارول سماحة وهاني شاكر .. فكرة جيدة ضعيفة في التنفيذ

في تجربة جديدة في عالم الأغنية اصدر الثنائي  المطربة كارول سماحة والمطرب هاني شاكر  أغنيتان مصورتان على طريقة الفيديو كليب حيث يظهر كل منهما كبطل لأغنية الآخر، قيل أنها محاورة غنائية بين الثنائي يحكيان بشكل منفصل عن قصة حبهما المنتهية.

الكليبان من إخراج بتول عرفة صاحبة فكرة الجمع بين الثنائي شاكر وكارول وتعمدت أن تكون بداية ونهاية الكليبان واحدة بل تم التصوير في مكان واحد بنفس السيناريو تقريبًا.

فكرة المحاورة الغنائية بين مطرب ومطربة بشكل منفصل جيدة و جديدة في نفس الوقت على الأغنية العربية، لكنها وبما أنها المرة الأولي فلا بد أن تطالها بعض العيوب الفنية من ناحية الإعتماد على الصورة المرئية أكثر والإصرار على سيناريو واحد دون إختلاف تقريبًا مع تكرار بعض المشاهد بين الكليبين، وضعف أداء هاني شاكر التمثيلي حيث ظهر بشكل مفتعل جدًا.

أقرأ أيضًا … كيف نسمع الأغاني هل الأغاني الحزينة تساعدنا على التخلص من الحزن

 ثم المشكلة الأكبر في الترويج على أن الأغنيتان تردان على بعضهما البعض، وهذا لم تفصح عنه الكلمات بل جاءت كلمات كارول شديدة القسوة لا تعاتب أو تعطي أي فرصة لرجوع الحبيب بل هجوم متواصل تعلن فيها نهاية العلاقة تمامًا، ثم يأتي هاني شاكر بأغنية لا ترد على كل هذا الهجوم وتدافع عن قصة الحب بقدر ما كانت تشكو هجر الحبيبة في المطلق، والغريب بعد كل هذه المحاورة التي تفصح عن قصة حب منتهية فعليًا نجدهما في آخر الكليبين يقفان جنبًا إلى جانب على سطح أحد الفنادق المطلة على نيل الزمالك.

شكرا.

يأتي ذكر أغنية كارول لأنها بداية تلك المحاورة الغنائية، الأغنية جمعت بين عدة مدارس فنية مختلفة، الكلمات للمصري أحمد مرزوق ولحن للتركي يوسف ديمركول والتوزيع للسوري دياب مقري.

عبرت كلمات أحمد مرزوق عن الفكرة بشكل جيد وبإيجاز شديد، لكن رغم أداء كارول القوي إلا أنه شابه بعض المشاكل في نطق بعض مفردات اللهجة المصرية، لكن في النهاية تبقى بصمة صوت كارول مختلفة بكاريزما قوية وأداء متمكن في جمل اللحن.

اللحن جاء من فكرتين بجمل بسيطة دون تطريب مبالغ فيه، ولكسر ملل تكرار الجمل في الكوبليه الوحيد كررت كارول غناء السينو من جواب صوتها، أما التوزيع فاختار الحل الأسهل بصنع مقدمة مستنسخة من جملة لحن البداية حيث يفتتح العود مقدمة الأغنية يصاحبه جمل وتريات حتى دخول الإيقاع ثم إعادة نفس المقدمة لكن تحتل الوتريات الخط الأول في الموسيقى ويتراجع العود للخلف، وهي الجملة التي تصاحبنا كلزمة موسيقية للأغنية أيضًا!

بقالي كتير.

إقرأ أيضا

مي كساب في “العتاولة” .. عندما تختمر الموهبة

 مقدمة موسيقية قوية جدًا يتألق فيها التشيللو مع نقرات خفيفة من البيانو، أداء هاني شاكر الصوتي سهل ممتنع بحضور قوي جدًا لم يتأثر بمرور السنين وكونه متمرس على أداء تلك النوعية من الأغاني، بالإضافة إلي سهولة لحن سامر أبو طالب حيث لم يكن فيه أي نقلات موسيقية تذكر، لكنه جيد في الجمل المتماسكة و متماهي مع فكرة الكلمات التي كتبها إيهاب عبد العظيم، والتي بالمناسبة لم تكن ردًا على أغنية كارول بقدر ما كانت بكاء على حبيب ضائع دون تبرير واضح اللهم في شطر واحد  “كلامي لو أكيد ضايقك فأنا أكيد كنت معذور” في حالة ما اعتبرنا هذا رد مقنع.

التوزيع هو بطل الأغنية من الموزع عمر اسماعيل رغم أنه اختار نفس الطريقة بجعل المقدمة هي لزمة موسيقية للأغنية لكن ميزها أنها لم تكن مستنسخة من جملة اللحن الأصلي.

رغم جودة الفكرة إلا أن الجميع وقع في فخ عدم التأني في اختيار نصوص الأغاني وكان لابد من ورشة عمل لتنسيق أفكار الكتابة، لكن يبدو أن التحمس للفكرة جعل هناك شبه استسهال أو استعجال غير مبرر، لكن على أي حال يجب شكر الجميع على تلك المحاولة أو المحاورة أين كان المسمي، فسوق الغناء بحاجة لتغذيته بأفكار جديدة غير تقليدية تحرك ركوده ولو قليلًا، ونتمنى أن تساهم تلك المحاولة في فتح شهية الفنانين للتعاون وإنتاج أفكار جديدة ستساهم في تصحيح مسار الأغنية العربية وأن تكون بداية لعودة بعض الأسماء المهمة التي لها باع طويل في الغناء العربي.