همتك نعدل الكفة
384   مشاهدة  

محمود درويش الهائم حبًا

محمود درويش
  • مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



من الصعب تَرْجَمَة جميع المشاعر بالكلمات لكن محمود درويش استطاع فعلها، ذكرنا بالحب  إذا ما استطعنا إليها سبيلا،  “درويش” ملأ قلوبنا حبََا وشعرًا، أفي هذا الزمان أحد يكاد يستطيع أن يجيد للشعر نظمًا ببراعته؟ ،  كنّا أسرى صوته الدافئ الذي يفوح منه رائحه  الحب .. وإيقاع كلماته التي تعيد فينا الذكريات وتحي فينا الأمل وكلماته التي تلامس القلوب فلولاه لما أحببنا الحياة.. لما أحببنا الشعر .

يطير الحمام يحطّ الحمام 

إذا كنّا عاشقين لا نستطيع أن نعبر عما في دواخلنا نعبر عن مكنون شعورنا المتغاير بتغاير الأنفاس بيننا فكان درويش الذي قال :” أنا وحبيبي صوتان في شِفَة واحدة.. أنا لحبيبي أنا.. وحبيبي لنجمته الشاردة”أنا أنت وأنت أنا هكذا العاشقين، وإذا تعبنا من الحياة وأردنا النجاة فلا يكن هناك سوى حضن الحبين الدافئ الذي نتعرى فيه ونستريح من الاغتراب فكان درويش الذي أحب حتى التعب تلمسنا وهو يقول :”
وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ
لا تعانق غير الغمام
وأنت الهواء الذى يتعرّى أمامي كدمع العنب
وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب
وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام

 فرحًا بشيء ما

وحينما يثق العاشق بالحب يمشي ملكا وسيد نجمه في الليل، فالحب للحب، الحب أن تعيش أسير إحساس ملء جنبيك إنسانية، النصر للحب في حرب العاطفيين الشريفة، درويش الذي انتصر للعشق ولو انهزمنا في حروبه حينما قال :

أَعطنا، يا حبّ، فَيْضَكَ كلَّه لنخوض
حرب العاطفيين الشريفةَ، فالمناخ ملائم،
والشمس تشحذ فى الصباح سلاحنا،
يا حبُّ! لا هدفٌ لنا إلا الهزيمةَ في
حروبك.. فانتصرْ أَنت انتصرْ، واسمعْ
مديحك من ضحاياكَ: انتصر! سَلِمَتْ
يداك! وَعدْ إلينا خاسرين… وسالما!

 كمقهى صغير هو الحب  

نبحث في أعماق البحار عن معنى للحب نتلمس الحاصل في تجاويف صدورنا من الكلمات ولم نكن نتوقع أن نجد ما يعبر عن هذا إلا أن وجدنا درويش الذي وصف الحب

كمقهى صغير على شارع الغرباء
هو الحبّ… يفتح أَبوابه للجميع.
كمقهى يزيد وينقص وَفْق المناخ:
إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده،
وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا…
أَنا هاهنا يا غريبة فى الركن أجلس
ما لون عينيكِ؟ ما اَسمك؟ كيف
أناديك حين تمرِّين بي، وأَنا جالس
فى انتظاركِ؟
مقهى صغيرٌ هو الحبّ. أَطلب كأسيْ
نبيذ وأَشرب نخبى ونخبك. أَحمل
قبَّعتين وشمسيَّة. إنها تمطر الآن.

تمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلينَ
أَقول لنفسى أَخيرا: لعلَّ التى كنت
أنتظر انتظَرتْني… أَو انتظرتْ رجلا
آخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه/ عليَّ،
وكانت تقول: أَنا هاهنا فى انتظاركَ.
ما لون عينيكَ؟ أَي نبيذٍ تحبّ؟
وما اَسمكَ؟ كيف أناديكَ حين
تمرّ أَمامي
كمقهى صغير هو الحب

ولم يخجل درويش من استجداء البقاء من محبوبته فقال لا تتركيني كيامامة مهجورة أو كمتسول:

إقرأ أيضا
مسلسل لحظة غضب

وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني
خلف السياج
كعشبة برية،
كيمامة مهجورة
لا تتركيني
قمرا تعيسا
كوكبا متسولا بين الغصون
لا تتركيني
حرا بحزني
و احبسيني بيد تصبّ الشمس
فوق كوى سجوني،
وتعوّدي أن تحرقيني،
إن كنت لي
شغفا بأحجاري بزيتوني
بشبّاكي.. بطيني
وطني جبينك، فاسمعيني
لا تتركيني.

ثم عبر محمود درويش عن حظ العاشقين فهو  إنسان عاشق سئ الحظ لم تفلح معه قصة حب ربما لأن المرأة في حياته كانت خارج معطياته وقاموسه العاطفي :

أنا العاشق السيء الحظ. قلت كلاما كثيراً
وسهلا عن القمح حين يُفَرِّخُ فينا السنونو.
وقلت نبيذ النُعاس الذي لم تقله العيونُ
ووزَّعتُ قلبي على الطير حتى يحُطَّ وحتى يطيرا
وقلت كلاما لألعبَ. قلت كلاماً كثيرا
عن الحبِّ كي لا أحبَّ، وأحمي الذي سيكونُ
من اليأس بين يديّ

الكاتب

  • محمود درويش مي محمد المرسي

    مي محمد المرسي صحافية مهتمة بالتحقيقات الإنسانية، عملت بالعديد من المؤسسات الصحافية، من بينهم المصري اليوم، وإعلام دوت أورج ، وموقع المواطن ، وجريدة بلدنا اليوم ، وغيرهم .

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان