همتك نعدل الكفة
833   مشاهدة  

مدام مؤمن زكريا .. “هي عصاي أتوكأ عليها”

مؤمن زكريا
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في احتفالية الدوري المعتادة للنادي الأهلي منذ أن خلق الله كرة القدم .. مشهد ربما انقسم فيه رأي الجمهور ، حين شاهدنا جميعًا نجم النادي الأهلي ومصر كابتن مؤمن زكريا بعد أن خاض معاركه مع مرض غريب لم نفهمه حتى الآن ، حين كان مؤمن مستندًا على كتفي زوجته حتى يتمكن من النزول إلى ساحة الاحتفالية ،وانهال الدعم حول كونها سيدة ذات أصل تحملت مرض زوجها والحالة التي وصل إليها بعدما خانته صحته ، وكيف أنها نموذج للمرأة المصرية الأصيلة التي تتحمل مسئولياتها تجاه المواقف الصعبة ، كما كانت هناك آراء شاذة ترى أن هناك مبالغة في معالجة الصور التي التقطت ، وأنه من العادي أن تقف الزوجة هذه الوقفة مع زوجها .

 

وحين ندقق في علاقة مؤمن بزوجته ، نجد أن الآراء الشاذة التي صدرت عن كون ما فعلته طبيعيًا ما هي إلا آراء سخيفة لا يؤخذ منها ولا يرد ، لا تنم إلا عن غل وحقد دفينين لكل ما وفيّ وجميل ، ذلك لأنها علاقة قد بنيت على قصة حب كبيرة لسنوات كثيرة بدأت قبل أن ينتقل مؤمن زكريا إلى الأهلي ، أي قبل أن يكون مؤمن على نفس درجة النجومية التي هو عليها الآن .

ناهيك عن أساس العلاقة ، فإن حياة مؤمن قبل المرض كانت حافلة بالصخب وشدة الأعصاب ، ولم يكن لمؤمن أن يتخذ كل هذه القرارات والتحولات في حياته التي نشب بسببها خلافات مع جمهور الزمالك ، ونجح مؤمن بعد انتقاله إلى الأهلي وكان ثباته الإنفعالي على درجة عالية من استيعاب كل الخلافات ، وهذه النسبة من الثبات لا تأتي إلا لرجل أعطته زوجته كل الثقة والدعم .

يقول الدكتور إبراهيم الفقي :” لا تستطيع العطاء دون حب ” .. فلا مكان هنا للحديث عن إن هذا هو دور الزوجة الطبيعي ، هو طبيعيًا لكن لابد من دوافع لفعله .. بالضبط مثل سيارة لن تسير إلا بالبنزين .. فلا مال قادر أن يجعل سيدة أن تتخلى عن أيام شبابها في مقابل دعم رجل لا تحبه ، ولا نجومية قادرة على إغراء سيدة على البقاء ما دام الحب غير موجود ، ولو ان المصريات قادرات على العطاء دون دوافع واضحة ، ذلك لأن هناك ما هو أعمق من الحب ، ذلك لأن الحب الذين يتحدثون عنه كثيرًا تحمله المرأة المصرية في قلبها منذ أن كانت طفلة ، ذلك لأن هناك ما يسمى بالعقيدة في علاقات المصريين ببعضهم .. ذلك لأن هناك سيدة تحمل زوجها المصاب بأمراض الكلى على كتفيها وتذهب به إلى المستشفى وتعود إلى المنزل لرعاية الأبناء ، بلا مال ولا نجومية ولا يحزنون ، عند هذه المواقف يقف الحب خجولًا ، ذلك لأن هناك مفهوم أشمل من الحب ، أعتقد أنه يسمى ” الحب المصري” 

YouTube player

 

كان الدكتور مصطفى محمود يشرح الفرق بين زيجات زمان وزيجات اليومين دول ، فقال أن زيجات زمان قد استمرت لعقود ذلك لأنه كان ارتباط إلهي قبل أن يكون ارتباط بين الأفراد ، فالزوجة ترى أنها تعامل الله في زوجها ، والزوج يرى أنه يعامل الله في زوجته ، ذلك لأن مهما تدهور بهم الحال فإن الله موجودًا ، هذا الذي يجعل العلاقة لا تنتهي إلا بالموت .

حين سأل الله سيدنا موسى عن عصاه : قال فيما معناه أنها تساعده في المشي ورعاية الغنم .. وكانت العصا هي معجزته ، حيث تحولت بعد ذلك إلى ثعبان ابتلع الثعابين ، وضرب بها في الحجر فانفجر منه الماء ، وشق بها البحر لعبور بني إسرائيل . ولا نرى تشبيه أبلغ من إن الزوجة هي سلاح الرجل في هذه الحياة الوعرة ، ولم تكن مدام مؤمن زكريا ببعيدة عن ذلك ..  كأغلب المصريات !

إقرأ أيضا
البطولة

 

الكاتب

  • مؤمن زكريا محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان