رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
327   مشاهدة  

مستعمرة “فيلا لاس إستريلاس”.. مدينة عليك القيام بإزالة زائدتك الدودية قبل زيارتها

فيلا لاس إستريلاس


لكل مكان في العالم ظروف معيشية خاصة به، يضطر السكان على تحملها بصفتهم أهل المكان، وقد يتبع الزائرون بعض تلك الالتزامات حتى يستقر النظام، ولكن هل تخيلت أنه يوجد مكان بالعالم يجبرك على التخلي عن عضو من أعضاء جسدك، لتتمكن من العيش فيه بأمان ودون خطر يهدد حياتك؟، هذا بالضبط ما يحدث في منطقة “فيلا لاس إستريلاس” تلك المستعمرة الشيلية الصغيرة ،التي تقع في القارة القطبية الجنوبية، حيث سيكون عليك القيام بعملية جراحية وإزالة الزائدة الدودية، قبل أن تدخل حدودها وتخطط للإقامة مدة هناك.

  • ما هي مستعمرة فيلا لاس إستريلاس؟

فيلا لاس إستريلاس

تعتقد لأول وهلة أنها منطقة تقع خارج حدود الكرة الأرضية، وأنها موجودة على كوكب آخر، حيث أنها في مكان بعيد للغاية عن أقرب حضارة، وظروف المعيشة هناك قاسية للغاية، فالمكان بأكمله مدفون تحت الثلوج، والتي يجب أن تُزال بشكل يومي، ويظهر ضوء النهار لمدة دقائق قليلة في اليوم، ومتوسط درجات الحرارة يتراوح بين-10° و-47°، مما يجعل من الخروج خارج المنزل مهمة انتحارية بالتأكيد. وقد تأسست “فيلا لاس إستريلاس” عام 1984م، على يد القائد العسكري “أوغوسطو بينوتشي”، وهي واحدة من دولتين، التي تسمح لعائلات كاملة تستقر في القارة القطبية الجنوبية، والأخرى هي دولة الأرجنتين، أما عن بقية الدول التي تمتلك أراضي في تلك القارة المتجمدة، فالحياة هناك متوقفة على الأبحاث العلنية والقواعد العسكرية، ولا وجود للعائلات بها، وقد نشأت فيلا لاس كتعزيز لوجود دولة الشيلي، خلال الحكم الديكتاتوري العسكري، وهي تقع على جزيرة الملك جورج، والتي تبعد حوالي 120 كيلو متر عن سواحل القارة القطبية الجنوبية.

  • شروط الحياة في مستعمرة فيلا لاس إستريلاس

فيلا لاس إستريلاس

يعيش في مستعمرة فيلا لاس عدد قليل من السكان، لا يتجاوز عددهم 150 نسمة، ومعظمهم هم عائلات الجنود العاملين في القاعدة الجوية العسكرية الشيلية الموجودة هناك، وهناك بعض الباحثون وعائلاتهم، ونظرًا لظروف المعيشية القاسية هناك، يخضع كل من يتقدم بطلب للسكن فيه، لاختبار نفسي قاسي وطويل المدة، وعليه أن يجتازه ليثبت أهليته في تحمل البقاء والحياة بتلك المنطقة.

كما أن الجميع فوق عمر الستة سنوات، مجبرون على التخلي عن زائدتهم الدودية، حتى لو كانت سليمة مائة بالمائة، وذلك لأن الأطباء يعتبرونها عضو مسبب للمتاعب الطارئة، وقد يضع الشخص في حالة صعبة مع عدم توفر الإمكانيات الطبية اللازمة في تلك المنطقة، حيث أن أقرب مستشفى تقع على بعد ألف كيلو متر تقريبًا، مما يعني عدم وجود فرصة لإنقاذ شخص فاجأته آلام الزائدة الدودية، لذا يكون من الأسهل إزالتها تمامًا قبل العيش في المنطقة كتدبير وقائي وتفاديًا لأي حوادث غير سارة، كما أن النساء مجبرات على تجنب الحمل، وهناك مراقبة صارمة لهذه الأمور، فلا يمكن السماح بالمجازفة بحياة الأم والجنين في تلك الظروف الصعبة، ومن حدث وأنها حملت، يتم رعايتها وتحضيرها بشكل خاص، بمتابعة الطبيب العام للمنطقة الذي يعمل في العيادة الطبية، ولكنه ليس مؤهلًا للقيام بعمليات جراحية.

وكل تلك الظروف الحياتية والمعيشية الصعبة، قد تدفعنا للتساؤل حول السبب الذي يجعل الناس يرغبون بالعيش هناك في الأساس، وإذا بحثنا قليلًا سنجد أن المال هو السبب الرئيسي، حيث أن الحكومة الشيلية تعرض مبالغ خيالية على العائلات التي ترغب بإمضاء بعض سنوات في تلك المستعمرة، وتقدم لهم عروضًا سخية وفريدة لتجعل الأمر مغريًا لأقصى درجة.

إقرأ أيضا
مذكرات أحمد عرابي

اقرأ أيضًا 
اختفاء مستعمرة مستعمرة “روانوك”…أقدم لغز في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان