مسلسل عملة نادرة .. جمال سليمان وصعوبة العامية المصرية

مايزال الفنان جمال سليمان يصر على عدم إتقان العامية المصرية، على الرغم من عمله في الدراما المصرية منذ عام 2006 في مسلسل حدائق الشيطان.

وفي تلك الفترة ثار العديد من الفنانين المصريين على اختيار الفنان جمال سليمان لأداء دور الصعيدي وهو لا يتقن اللهجة الصعيدية، وهناك من هم أكفأ منه على الأداء، ووقتها دعمه العديد من الأصوات وأنه يقدم الدور بكفاءة، ومصر دائما فاتحة بابها لكل العرب أي ما كانت الجنسية، وأن مصر هي الأم وهي هوليود الشرق وأنها طوال الوقت قبلة الفنانين العرب من كل مكان.

ولكن كل من دعم الفنان جمال سليمان تجاهل ونسي أن كل الفنانين العرب الذين مثلوا وعاشوا في مصر أتقنوا لهجتها، ومثلوا بطريقتنا فلم نشعر معهم بالغربة، ولكن الفنان جمال سليمان مع كل الاحترام والتقدير ممثل قدير وبارع ولكنه أسقط إتقان اللهجة، وهي من عوامل انسجام المتلقي، ومن أهم عوامل توافق الممثل، وقدرته على التوصيل والتواصل مع المتلقي.

والحقيقة أن الفنان جمال سليمان استهلك كل الفرص، وكل الحجج التي من الممكن أن تقال من أجل التغاضي عن فكرة إتقان اللهجة، فلهجته غير المضبوطة أصبحت مصدر إزعاج وسبب انفصال بين الجمهور والممثل.

على الرغم من أن الفنان جمال سليمان قدم العديد من الأدوار المختلفة وانتقل من دور لآخر إلا إنه متمسك بعدم إتقان اللهجة، ويظهر في كلامه أنه غير مصري، ويتحدث العامية المصرية بطريقته الشامية.

لم يطلب أحد من الأستاذ جمال أن يتخلى عن لهجته الشامية ولا أن يخلع سوريته، ولكن من مقومات إتقان عمله أن يقدمه كما هو، ففي مصر يتحدث مثل أهل مصر وفي الشام يتحدث لهجتهم، وفي الخليج يتحدث خليجي أو يقدم دور الأجنبي وليس من أهل البلد مثل العديد من الممثلين المصريين الذين شاركوا في أعمال خليجية وكانوا يقدمون أدوار مصريين، ومن قدم دور الخليجي كان غير حقيقي ولهجته فضحته.

وله في العديد من الفنانين العرب أسوة وأشهرهم الفنانة هند صبري التي قدمت أدوار بنات من حواري مصر بإتقان جعلنا نشك أنها مصرية خالصة، ومع اتقانها لعملها لم يطلب منها أحد أن تترك تونسيتها او تهجر لهجتها الأم فهي تونسية تعمل ممثلة في مصر وتقدم أدوار من المجتمع المصري فلم تجعلنا ننفصل أو ننزعج أثناء مشاهدتنا للعمل.

إقرأ أيضا

الحاج صاحب الوقت

يقدم الفنان جمال سليمان في مسلسل عملة نادرة دور عبد الجبار والد زوج الفنانة نيللي كريم والكبير الذي يدير العائلة والعمل وهو المتحكم والمسيطر، وهو الصخرة التي ستصطدم بها نادرة لأنه لا يسمح لها بالحصول على ميراثها من زوجها وذلك وفقًا لعرف الصعيد، وأيضا طمعًا في ألا يخرج المال عن إطارهم، ومن حوزتهم إلى حوزة شخص آخر غريب.