من الستينيات إلى ثورة 30 يونيو .. لماذا تتصدر “كرداسة” مشاهد العنف؟

كرداسة هي القرية الواقعة في الشمال الغربي لمحافظة محافظة الجيزة وهي من أكبر قراها  اشتهر بعض سكان القرية بميولهم للتيار الإسلامي السياسي في مصر وخاصة جماعة الأخوان المسلمين الإرهابية  وتعرف القرية التي تبتعد قليلًا عن صخب محافظة الجيزة وتركيبتها السكانية الكبيرة بأن لبعض سكانها  تاريخ طويل من التمرد ضد السلطات المصرية وشهدت أحداث عنف من قبل متطرفون بالتزامن مع فض إعتصامي رابعة العدوية والنهضة عام 2013.

في 21 أغسطس عام 1965 توجه خمسة من رجال المباحث الجنائية للقبض على أحد أعضاء جماعة الأخوان المسلمين ويدعى  “السيد نزيلي” وعندما قاوم رجال المباحث بحثًا عن الهرب تدخل أهله واشتبكوا مع رجال المباحث ما أدى إلى مقتل ضابط ونجى الأربعة  ويقطن القرية  عائلات الزمر الشهيرة بالجيزة  والتي ينتمي إليها “عبود الزمر” أحد الإرهابيون المنفذون عملية اغتيال الرئيس المصري أنور السادات سنة 1981.

إقرأ أيضًا…تونس تكتوي بنار الإخوان .. قراءة في المشهد الاقتصادي المنهار بسبب الجماعة

في صيف2013 عقب أيام من اندلاع ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الأخوان المسلمين وبالتزامن مع الاعتصامات والتظاهرات المناوئة لحكم الرئيس السابق محمد مرسي شهد الوضع في مصر تغيرًا سياسًا كبيرًا بعدما اجتمعت قوى سياسية على خارطة طريق وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما كان يشغل منصب وزير الدفاع ويحمل رتبة فريق “بيانًا  أعلن فيه التوافق مع القوى السياسية احتوى على بنود بإجراء انتخابات رئاسية وتعطيل العمل بالدستور وعلى إثرها حشدت جماعة الإخوان أنصارها في اعتصامين أساسيين، الأول في رابعة العدوية والثاني في ميدان النهضة بالجيزة.

هنا عاد اسم كرداسة للظهور من جديد على الساحة  حيث شارك العديد من أهلها في اعتصام النهضة ويزعم بأن سكان القرية كانوا القوام الرئيسي للاعتصام  وذلك لقرب المسافة بين القرية وموقع الاعتصام الذي كان أقلل عددًا من اعتصام رابعة العدوية بالعاصمة القاهرة فضلاً عن توافر الأعداد اللازمة لحشد الاعتصام من رجال القرية.

فجر 14 أغسطس 2013 بدأت قوات الأمن المصرية التحرك نحو الاعتصامين لفضهما ولم تشأ القرية التي لبعض أهلها تاريخ طويل من الصدام مع الأمن المصري أن يمر يوم الفضّ عليها دون أن يتجدد الصراع فهاجم  المنتمين إلى جماعة الإخوان الإرهابية مركز شرطة كرداسة في عملية انتقامية بعد فض الاعتصامين قتل على أيديهم  جميع أفراد الشرطة المتواجدين والبالغ عددهم 13 ضابطاً ومجنداً.

وبالتزامن مع عرض مسلسل “الاختيار 2” الذي يشارك في السباق الرمضاني الحالي تصدر اسم القرية مرة أخرى المشهد حيث عرضت الحلقة الخامسة من المسلسل أحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة كما وثق أحداث اقتحام مركز شرطة كرداسة وألقت الحلقة الضوء على مشاهد واقعية حدثت صباح 14 أغسطس 2013 ومن ضمنها القضية المتهمة فيها  سامية شنن سيدة كرداسة وبائعة الفاكهة  وهي السيدة التي ظهرت في سبتمبر 2013 في مقطع فيديو بثته وزارة الداخلية، يوثق أحداث كرداسة الدامية وهي تشارك في الاعتداء على جثث ضباط مركز الشرطة بعد قتلهم وسحلهم مشاركة في التجمهر أمام القسم، وتشد من أزر من تعتبرهم “أبناءها” أثناء تخريبهم وإحراقهم لديوان القسم والمدرعات المصطفة أمامه.

إقرأ أيضا

الراديوم وحمض الليسرجيك.. علاجات طبية قاتلة!

وبحسب تحقيقات النيابة العامة التي كشفت تورط سامية شنن في مذبحة كرداسة فإنن البيان قد ذكر شاركت مع آخرين في قتل 13 من ضباط وأفراد مركز شرطة كرداسة يوم 14 أغسطس 2013 وذهبت نحو القسم بالقرية ووقامت بإلقاء المولوتوف والحجارة  كما شاركت في اقتياد الضباط إلى خارج مركز الشرطة وطعنهم بالأسلحة البيضاء، فيما أطلق آخرون أعيرة نارية أودت بحياتهم، وقال شهود عيان إنها سكبت “ماء نار” على جثة مأمور القسم الشهيد العميد عامر عبد المقصود، واعتدت على جثة نائبه الشهيد العقيد محمد جبر.