همتك نعدل الكفة
39٬399   مشاهدة  

مصر الجديدة من أول وجديد (١) .. عن شاورما أبو حيدر وفروت سلاد ماجيك وملاهي أدهم

أبو حيدر
  • كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



يملك أبناء حي مصر الجديدة والأحياء المجاورة له شعورًا جمعيًا تجاه كل تفاصيله الحميمية، نافورة روكسي وملاهي أدهم وشاورما أبو حيدر وفروت سلاد ماجيك وشوارع الكوربة وقهوة السوايسة ومطعم الأمفتريون وسوق شارع بطرس غالي ومكتبة أكسفورد – صارت محلا للجزم – وحديقة الميريلاند وغرناطة وأسواق شارع هارون الرشيد ومحلاته.

مجموعة لا تنتهي من التفاصيل التي عاشها مواليد الستينيات والسبعينيات والثمانينات ولحق بعضها مواليد التسعينيات ولن يستمتع بها أبنائهم وربما لن يروا بعضها، بفضل تغير طبيعة الحي في السنوات العشر الأخيرة ومجموعة الكباري الضخمة التي يتم انشائها حاليا.

لكن بعيدَا عن هذا التغير دعني أخبرك عزيزي القاريء أن شاورما أبو حيدر لا تقارن نهائيا بأي شاورما في مصر سورية كانت أو مصرية أفضل حتى من سمسمة التي يقدسها أبناء الجيزة، الشاورما التي يعقبها كوب المانجو الطازج صيفا وشتاء الرائع صبحا ومساء – مش بعمل إعلان والله أنا بس حسيت بالطعم وأنا بكتب –

وكذلك التمشية في شوارع الكوربة والجلوس في مطعم شانتيه الجميل الذي ما زال يحمل كل عبق مصر الجديدة وناسها، ذلك المطعم الذي صور فيه المخرج الكبير داود عبد السيد فيلم أرض الأحلام من بطولة سيدة الشاشة العربية وفاتن حمامة والقدير الكبير يحيى الفخراني، في شانتيه حيث تلك المناضد المفروشة بالمفارش الكاروهات وحميمية الجرسونات ستعود بالزمن للثمانينات دون ألة خاصة.

عادت الميريلاند للحياة مرة أخرى بعد مجهودات جبارة من أهل مصر الجديدة لمنع هدمها وتجريفها وتحويلها لمجموعة من العمارات والأبراج القبيحة، رئة مصر الجديدة الخضراء ترفل الأن في أزهي حللها وصورها ويمكن زيارتها طوال اليوم ، ومازال أهل الحي يجرون حول سورها كأحد المضمارات المعروفة منذ عشرات السنين.

تغير الأمفتريون شاخ وكبر وكأن للأماكن أعمارا مثل الأدميين، حتى الاسكالوب بانيه الذي أشتهر به صار باردا نيئا ممسوخا، وتحول جروبي لعجوز تضع أصباغا فقد شكله القديم وهويته، تراجع ماجيك وفقد عرش الفروت سالاد الذي كان أبناء الحي يقصدونه من كل مكان، أنقذ القدر غرناطة من الهدم ولم يتم صيانتها ولا تجديدها لتبقى المنصة التي سقطت فيها فاتن حمامة فاقدة الوعي في فيلم نهر الحب شاهدة على الأحداث أمام شارع السباق.

فقدت مصر الجديدة أجزاء من روحها وكيانها على مر السنين، لكنها ظلت باقية في أرواح من أحبوها، خاصة أجيالنا المسكينة التي شاهدت كل هذه التحولات، لكنها بقيت محظوظة لأنها تذوقت هذا الزمان.

أعتذر عزيزي القاريء الذي لا ينتمي لهذا الحي ولم يزره لأن هذا مقال في حب مصر الجديدة.

إقرأ أيضا
دار الفطرة

مقال تأسيسي لسلسلة مقالات عن معالم كثيرة مثل سلطان سنتر ومكتبة مصر الجديدة ونادي الشمس وهليوبوليس وهليوليدو وفول أضواء العالم ورأفت وبالميرا وغيرها من المعالم التي تركت بداخلنا أثارا لا تنتهي

الكاتب

  • أبو حيدر أسامة الشاذلي

    كاتب صحفي وروائي مصري، كتب ٧ روايات وشارك في تأسيس عدة مواقع متخصصة معنية بالفن والمنوعات منها السينما وكسرة والمولد والميزان

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
693
أحزنني
221
أعجبني
259
أغضبني
21
هاهاها
23
واااو
21


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (3)
  • احترم مقال حضرتك واتفق معاك تماما الا فى جزئين
    شاورمة ابو حيدر الان ليست بنفس المستوى القديم
    مطعم شانتى راقى جدا لا خلاف بس طول عمرك جرسوناته دمهم تقيل ورخمين جدا لا حميمية ولا حتى ابتسامه

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان