من يكتب لا يبحث عن الشهرة .. الإجابة عن السؤال الذي حير عشرات الجهلاء من المعلقين على السوشيال ميديا

من يكتب فينا وينتقد فيلما أو أغنية لممثل أو مطرب شهير أو حتى سلوكا ما يصادفه التعليق المعتاد “أنت بتنتقد فلان علشان عايز تتشهر؟”، يبدو التعليق مضحكا للغاية من يكتب لا يبحث عن الشهرة، وبمناسبة أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي – الدولي يا ساويرس يا أبو مهرجان محلي فاهم – يكرم اليوم أستاذا بقيمة وقامة وعظمة وموهبة أستاذنا وحيد حامد أجدها فرصة للإجابة على سؤال الجهلاء واتهامتهم حول أننا ننتقد فلانا فقط كي نشتهر.

عندما تصبح فردا من شعبا لا يقرا أكثر من ثلاثة أربع كتابا سنويا، شعبا أدمن قراءة عناوين الجرائد في وسائل النقل العامة، والتعليق على عناوين المقالات دون قراءتها تبدو الشهرة عبر الكتابة فعل مستحيل، يمكنك أن تؤكد معي على هذه المعلومة عزيزي القاريء لأنه لا يمكنك ترديد أسماء ١٠ كتاب قرأت لهم من قبل.

لكن دعني أصدمك لست وحدك من تعرف هذه المعلومة، نعرفها نحن أيضا الكتاب – الذين تتهمهم بالبحث عن الشهرة رغم أنك لم ولن تعرف أسماءهم فما بالك بصورهم – ورغم هذا ما زلنا نصر على ادأء مهماتنا وكتابة مقالتنا لأنه ببساطة عملنا الذي نحبه ونتقنه ونكسب من وراءه أحيانا قوت يومنا.

لا أنتقد عمرو دياب حتى أشتهر لأنني أكتب منذ خمسة عشر عاما وأعرف جيدا أن شهرتي لن تصل ١٠٪ من شهرته لأن شعبنا لا يقرأ، أنتقده لأنه يخطيء الاختيار الفني والإنساني أحيانا، هذا عملي الذي يغضبك.

ومن وقاعد مهنتي أنه لا قدسية لفنان أو شخص شهير، وأن الصحافة من حقها كسلطة رابعة أن تكشف للقاريء عن كل الوجوه المحتملة للشخص والحدث.

ولأني أتابع مسلسل The Crown هذه الأيام لابد أن أتحسر كثيرا على الدور الذي تلعبه الصحافة كسلطة موازية للسلطة الملكية والسلطة التي يملكها مجلس الوزراء.

عزيزي القاريء من يبحث عن الشهرة لا يكتب حتى أستاذنا وحيد حامد ومن قبله أسامة أنور عكاشة

بل أننا جيل منحوس بنجومه وتفاهة ما يصنعون وقلة ثقافتهم ومعرفتهم وحتى معاركهم

إقرأ أيضا

الخصوصية في خطر.. “سرقة البيانات” جريمة تحدث بموافقتك

من يبحث عن الشهرة يمكنه أن يصنع فيديو على يوتيوب أو فيسبوك تتابعه في سعادة أو يعمل تحديا مثل تحديات آسر ياسين التافهة أو يصبح ممثلا

الكتاب يبحثون عن الحقيقة لا الشهرة.