موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب (13) زوجاته الثلاثة ولغز الرابعة المنسية
-
أحمد كريم
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
أهلا بكم أعزائي القراء في الحلقة الثالثة عشر من قصة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كنا قد انتهينا في اللقاءات السابقة عند مرحلة كانت مهمة وفارقة في حياة محمد أفندي عبد الوهاب ألا وهي مرحلة مرافقته لأحمد شوقي بك، وقلنا أننا سننتقل للحديث عن مرحلة السينما في حياته، ولكن قبل ذلك ومع بداية هذه الحلقة سننتقل للحديث عن جانب شخصي في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وبالتحديد عن الجانب العاطفي في حياته.
زيجات موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب .. أولهن زبيدة الحكيم
الحياة العاطفية للأستاذ محمد عبد الوهاب مليئة بالقصص والحكايات الطويلة، ولكن ما يهمنا في هذا الجانب أن نتكلم عن زيجات الأستاذ محمد عبد الوهاب الثلاث.
تزوج محمد أفندي عبد الوهاب ثلاث مرات طوال حياته، تزوج من السيدة زبيدة الحكيم عام 1931م، ثم تزوج من السيدة إقبال نصار عام 1944م وأخيراً تزوج بالسيدة نهلة القدسي عام 1957م.
اقرأ أيضًا
حلقات سلسلة موسيقار الأجيال محمد أفندي عبد الوهاب
في منتصف عام 1931م، تزوج موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب من السيدة زبيدة الحكيم إلا أنه كان زواجا سريا لم يعلم به سوى عدد قليل جدا من الأصدقاء المقربين منهما، وكانت السيدة زبيدة الحكيم تكبر محمد عبد الوهاب بعشرين سنة تقريبا، وكان لديها سبعة أطفال من زوجها المتوفي، ولعل سبب سرية هذا الزواج انما كان بطلب من السيدة زبيدة نفسها مخافة أن تستولى الأوقاف على ثروتها كما أوصى زوجها السابق.
تعرف محمد أفندي عبد الوهاب على السيدة زبيدة الحكيم في وقت كان قد بزغ نجمه فيه واشتهر بالغناء في حفلات الطبقات الارستقراطية، فبدأ الجميع يطلبه في حفلاتهم وبدأت السيدات والفتيات تتهافت عليه وتتمنى أن تجالسة وتستمع إليه أو يطلب يدها، إلا أنه لم يفعل ذلك ولم يعجب سوى بتلك السيدة، التي التقاها لأول مرة في حفل بعوامة على النيل.
تبادلا نظرات الإعجاب، وبدأت علاقتهما تتوطد بعدها اكثر وأكثر، وبدأت الاتصالات تزداد مع مرور الوقت إلى أن تزوجا في عام 1931م.
كانت زبيدة الحكيم أرملة أحد باشاوات ذلك العصر وكان لديها ثروة ضخمة وتقدم لخطبتها والزواج منها الكثير من باشاوات وأمراء ذلك العصر إلا أنها كانت ترفض تلك الفكرة، أما الوضع مع محمد أفندي عبد الوهاب فكان مختلفا، فلم يدق قلبها سوى له، ولم تعجب إلا به.
يحكي أحد موثقي تاريخ زيجات عبد الوهاب فيقول:
كانت زبيدة الحكيم ترقد على كنز، ولم تفتح طاقة هذا الكنز إلا لمحمد أفندي عبد الوهاب وحده، إذ كان ثراؤها الفاحش حديث مصر كلها، وتقدم للزواج منها باشاوات وأمراء لكن قلبها لم يدق إلا للمطرب الشاب الذي أغدقت عليه الهدايا الثمينة التي لم يكن يحلم بها، فقدمت إليه ذات مرة ازرارا للقمصان من الزبرجد, ومرة أخرى دبوسا من الماس لربطة العنق، ودعته للسفر إلى أوروبا على حسابها الخاص عدة مرات, وكان لا يشتهي شيئا إلا وجده أمامه، فغرق عبد الوهاب في حبها وأخيرا لم يجدا بدا من الزواج منها، بشرط السرية التامة، وبالفعل كان الشاهدان هما الخادمين فى بيت السيدة زبيدة، وكان يعيش حياته العادية حتى الساعة العاشرة ليلا ثم يتسلل إلى قصر زوجته فى الزمالك ليقضى الليل وينصرف مبكرا فى الصباح إلى بيته فى حى باب الشعرية لينام فيه حتى الظهر.
ازدادت شهرة عبد الوهاب فى الحفلات والإذاعة ثم فى السينما، وبدأت الزوجة مع فارق السن تشعر بالغيرة من كثرة المعجبات فكان يذهب إلى حفلة فيفاجأ قبل انتهائها بسيارة تنتظره على الباب لتأخذه إلى القصر وبدأت تحاسبه على التأخير، بل وبدأت تتدخل في اختيار أغنياته وبطلات أفلامه.
ضاق عبدالوهاب بهذه التصرفات وكلما ازدادت مطاردتها له ازداد ابتعادا عنها, إلى أن شاهدته مرة أمام إحدى دور العرض وبجواره فتاة شقراء يوقع لها على الأوتغراف وهو يبتسم فنزلت من سيارتها وخطفت الأوتغراف ومزقته وضربت الفتاة الشقراء فغضب عبد الوهاب وتركها وانصرف غاضبا, ثم وقع الطلاق.
يقول عبد الوهاب :
كنت في سينما مترو بالقاهرة أشاهد فيلمًا، وأثناء الفيلم أقبل رجل لا أعرفه وقال لي: أنا عايزك، ودهشت وسألت عن السبب، فلم يقل شيئًا، وإنما قال لي: تعالَ معي، وتبعته ودخل بي إلى مكتب مدير السينما وأغلق الباب، وعرفت أنه من رجال البوليس، وقال لي: لقد جاءنا بلاغ أن بضعة أشخاص اتفقوا على قتلك، وأنهم يتربصون بك ليقتلوك بـالشوم والسكاكين على باب السينما، وطلبوا مني أن أخرج من الباب الخلفي حتى أنجوا من القتلة، واستطاع البوليس أن يقبض على واحد منهم؛ فاعترف بأن زوجتي زبيدة الحكيم هي التي حرضتهم على قتلي، فأرسلت إليها ورقة الطلاق بعد تلك الواقعة بأيام قليلة.
بعد طلاق محمد عبد الوهاب من زبيدة الحكيم دخلت حياته إمرأة أخرى، كانت الفتاة الشقراء التى ضربتها زبيدة الحكيم أميرة من أسرة محمد على باشا، تهوى الموسيقى والغناء وكتابة الأشعار، ولكن محمد عبد الوهاب لم يصمت، وبحث عنها حتى عثر على رقم تليفونها، وجمعتهما عدة لقاءات، تمكن فيها الحب من قلبيهما، ولكن الأسرة المالكة عارضت زواجهما، فانسحب محمد الوهاب.
إقبال نصار .. زواج سري انتهى بالغيرة
أما زواج محمد عبد الوهاب الثاني فكان في عام 1944م من السيدة إقبال نصار وكان زواجا هادئا بعض الشيء إلا أنه ظل سريا لفترة من الزمن، ففي اللحظات التالية لعقد القران وأثناء توزيع أكواب الشربات عرض بعض أفراد الأسرة علي عبد الوهاب صيغة الخبر الذي سوف ينشر في الصحف لإعلان الزواج ولكن عبد الوهاب رفض إذاعة النبأ علي أية صورة
وعندما سئل عن الأسباب قال إن نبأ زواجه سوف يحدث دويا في جميع الأوساط ثم أخذ يشرح لهم الفارق بينه وبين أي عريس عادي فلما لم يقتنعوا بوجهة نظره ترك الحفلة وخرج غاضبا.
رفض عبد الوهاب أن يعلن الزواج من أول يوم، ووضع الأسرة أمام الأمر الواقع فلم تستطع هي الأخرى إذاعة الخبر وظل زواج عبد الوهاب من إقبال نصار سرا لسنوات، إلا أن هذا الزواج هو الآخر قد انتهى بالطلاق لذات السبب، وهو غيرة إقبال نصار من المعجبات ومن حبه الجديد نهلة القدسى آخر زيجاته التي استمرت حتى وفاته.
موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب ونهلة القدسي
تزوج محمد عبد الوهاب من نهلة القدسي في عام 1957م، رغم رفض اسرتها هذا الزواج، إلا أنها أصرت وحاربت لأجل أن تكون معه، فأحبها محمد عبد الوهاب حبا شديدا فكانت زواج الاستقرار الذي دام حتى نهاية عمره.
يقول محمد عبد الوهاب عن نهلة القدسى: كانت سيدة رائعة الجمال، لا أستطيع أن أنسى منظرها إلى اليوم، رأيت جمالاً رهيبًا لم أر مثله فى حياتى، رأيتها تضع نظارة سوداء على عينيها، فخشيت أن تكون حولاء، فقلت لها: ما تشيلى النظارة يا هانم، فقالت نهلة: لا.. والله عينى تعبانة، قلت لنفسى لا بدّ من الهجوم، ونزعت النظارة من فوق عينى نهلة، وإذا بها تزغدنى فى صدرى وتقول لى: إيه قلّة الأدب دى، قلت لها: متأسّف، وتطلّعت إلى عينيها وكدت أُجنّ بجمالها، وتبيّن لى أن الذى كانت تخفيه كان أجمل شىء فيها، قلت لها: عرفت لماذا تضعين النظارة، لتخفى كل هذا الجمال، أنت رائعة الجمال، أنت شىء خطير، وجلسنا نتكلم واكتشفنا أن شيئًا واحدًا يجمعنا، أنا متعب فى حياتى العائلية وهى متعبة فى حياتها العائلية أيضًا، تعرّفنا على التعب المشترك بيننا، وإذا بنا نتّفق على تطبيع العلاقات كما تقول لغة السياسة الآن، وفي النهاية يصف محمد عبد الوهاب زيجاته الثلاث فيقول: إن مشاعره فى الزواج الأول كانت مشاعر الابن، وفى زواجه الثانى كانت مشاعره مشاعر الأب، أما زواجه الأخير فكانت مشاعره فيه مشاعر الزوج الحقيقي الذي لم يشعر به من قبل.
وإلى هنا أعزائي القراء نكون قد وصلنا إلى نهاية تلك الحلقة والتي تناولت جانبا شخصيا من حياة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب على أن نكمل مع مرحلة السينما في الحلقات القادمة إن شاء الله.
الكاتب
-
أحمد كريم
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال