همتك نعدل الكفة
47   مشاهدة  

“عشر أسباب أدت للإقالة” نتنياهو وجالانت .. لماذا طقشوا؟

نتنياهو وجالانت
  • باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة مفاجئة على الساحة السياسية، إقالة وزير الدفاع “يوآف جالانت”، مسندًا حقيبته إلى وزير الخارجية “إسرائيل كاتس”، الذي بدوره سيخلفه في وزارة الخارجية الوزير السابق “جدعون ساعر”.

وعقب قرار إقالته، كتب جالانت على منصة “إكس” قائلاً: “أمن إسرائيل كان وسيظل دائمًا مهمة حياتي“، ليعكس بذلك تمسكه بمبادئه رغم إبعاده عن منصبه.

نتنياهو وجالانت
تغريدة غالانت بعد إقالته

وفي المقابل، أثنى وزير الأمن الداخلي المتطرف “إيتمار بن غفير” على القرار، مؤكدًا أن “النصر الكامل لا يمكن تحقيقه مع “جالانت”، الذي لا يزال متمسكًا بمفاهيم قديمة، لقد أحسن رئيس الوزراء صنعًا بإقالته“.

تنياهو وجالانت
تنياهو وغالانت وبن غفير

وجاءت تصريحات نتنياهو لتسلط الضوء على خلافات متراكمة بينه وبين جالانت، خاصة فيما يتعلق بملفات قطاع غزة ولبنان، إذ قال: “ظهرت فجوات كبيرة بيننا، ورافق ذلك تصريحات وأفعال تخالف قرارات الحكومة والمجلس الوزاري المصغر“، وأكد نتنياهو أن الثقة بينهما، والتي كانت متينة في البداية، بدأت تتلاشى خلال الأشهر الأخيرة، مما دفعه لاتخاذ قرار الإقالة وتعيين كاتس خلفاً له

نتنياهو وجالانت
نتنياهو وجالانت

ما هي الخلافات بين نتنياهو وجالانت وكيف تطورت

القضايا الخلافية التي شهدتها العلاقة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يؤاف جالانت، كانت كثيرة وقد وثقها الكاتب والمحلل سعيد عكاشة، في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، وجاءت على النحو التالي:

أولاً:

في مارس 2023، طالب يؤاف جالانت بتجميد خطة التعديلات القضائية المقترحة من حكومة نتنياهو، والتي أشعلت فتيل الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي وأطلقت موجة مظاهرات واسعة؛ تحولت لاحقاً إلى عصيان مدني. وبرغم التصعيد، أقدم نتنياهو على إقالة جالانت من منصبه وقتها، وهو ما أشعل الغضب الشعبي مجدداً، وأجبره بعد أيام قليلة، في 11 أبريل 2023، على التراجع عن قراره.

نتنياهو وجالانت
بنيامين نتنياهو وجالانت

ثانيًا:

بعد أن نفذت “حركة حماس” وحركات المقاومة هجومها في 7 أكتوبر 2023، دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إلى ضرورة فتح جبهة جديدة ضد “حزب الله” اللبناني، بعد دعمه لحماس وشنه هجمات على الأراضي الإسرائيلية من الجنوب اللبناني.

وفي ضوء ذلك، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قرارًا بإجلاء سكان المناطق الشمالية، ويستند طرح جالانت إلى “نظرية كلاوزفيتز”، التي ترى أن الدولة، حين تتعرض لحرب متعددة الجبهات، يجب أن تركز جهودها على مواجهة الجبهة الأكثر قوة أولًا.

نتنياهو وجالانت

مع ذلك، واجه هذا الطرح رفضًا من مجلس الحرب الإسرائيلي، تشكل في 12 أكتوبر 2023، والذي جمع بين رئيس حزب “معسكر الدولة” بيني جانتس، والقيادي العسكري جادي أيزنكوت، ورئيس الوزراء نتنياهو، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمز؛ وقد اتفق أعضاء المجلس بالإجماع على أن جبهة غزة يجب أن تكون في مقدمة الأولويات، حيث يعتبرونها التهديد الأكثر إلحاحًا في المرحلة الحالية.

ثالثًا:

مع حلول يوم 30 ديسمبر عام 2023، اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطوة أثارت الكثير من الجدل، حيث منع رئيس الموساد، ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الشاباك، رونين بار، من المشاركة في اجتماع أمني حساس مع وزير الدفاع، يوآف جالانت.

نتنياهو وجالانت
نتنياهو وديفيد برنياع ورونين بار

وهذا الاجتماع، الذي كان يهدف إلى تنسيق ملفات عملياتية تحمل أهمية بالغة للأمن القومي، جاء بعد أقل من أسبوع من قرار نتنياهو بإقصاء “برنياع” و”بار” عن جلسة أخرى مع جالانت، التي كانت تدور حول مسألة الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.

رابعًا:

وفي مشهد يكشف عن توتر داخلي حاد بين قادة إسرائيل، لم يتردد وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، في توجيه انتقادات قاسية لرئيس جهاز الموساد، ديفيد برنياع، وذلك عقب عودته من إحدى رحلاته الخارجية.

نتنياهو وجالانت

جاءت هذه الانتقادات خلال جلسة شديدة الأهمية، حضرها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث عبّر جالانت عن استيائه من أسلوب برنياع في إدارة ملف الإفراج عن المختطفين، معبرًا عن استنكاره لطريقة التعامل مع الوسطاء المعنيين بالقضية.

خامسًا:

في 4 يناير 2024، أكد جالانت خلال مؤتمر صحفي، خلافًا لموقف نتنياهو، أن إسرائيل لا تعتزم حكم قطاع غزة، وأشار إلى أن إدارة مدنية مؤلفة من فلسطينيين ستتولى هذه المهمة، بشرط ألا يكون أعضاؤها معادين لدولة إسرائيل ولا يسعون للعمل ضدها، في المقابل، استمر نتنياهو في تجاهل هذا الملف بل ورافضًا للفكرة نفسها مؤكدًا على أن خطته تقوم على احتلال القطاع وإدارته بشكل كامل.

سادسًا:

في 12 يناير 2024، تصاعدت الأزمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع جالانت، حيث منع الأول مدير مكتب الثاني من حضور اجتماعات مجلس الحرب، كما أوقفه عن الاجتماع برئيس الموساد المسؤول عن ملف مفاوضات الرهائن.

نتنياهو وجالانت

وقد أسفر هذا التصرف عن انسحاب جالانت من إحدى الاجتماعات، وسط تقارير إعلامية تفيد بأن نتنياهو يسعى إلى محاصرة جالانت لإجباره على الاستقالة. وفي سياق الأحداث، برر نتنياهو أفعاله بتوجيه اتهامات لجالانت ورجاله بتسريب ما يدور في اجتماعات مجلس الحرب إلى الإعلام.

سابعًا:

في 15 مايو 2024، وجه جالانت دعوة إلى رئيس الوزراء نتنياهو لاتخاذ إجراءات حاسمة تتعلق بالمرحلة المقبلة بعد انتهاء الحرب في غزة،  حيث قال: “أناشد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يعلن بوضوح إن إسرائيل لن تفرض سيطرة مدنية على غزة، ولن تنشئ حكماً عسكرياً فيها، وأنه يجب تقديم بديل لحكم حماس دون تأخير“.

ثامنًا:

في يونيو من العام 2024، قام جالانت بمعارضة مشروع قانون يهدف إلى خفض سن الإعفاء من الخدمة العسكرية لشباب الطائفة الحريدية، وهو المشروع الذي أُطلق بمبادرة من الأحزاب الحريدية، مدعومًا بشكل صريح من نتنياهو.

نتنياهو وجالانت

تاسعًا:

في الثاني عشر من أغسطس 2024، دعا جالانت إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور فلادلفيا لمدة ستة أسابيع، في مقابل إبرام صفقة مع حماس للإفراج عن الرهائن.

وقد برر هذا الطلب بالقول إن التهديد الذي قد ينشأ من جنوب غزة لن يكون ذا شأن بعد أن فقدت حماس معظم قدراتها العسكرية، كما أشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يمكنه العودة إلى تلك المنطقة في أي وقت يحدده، وهو ما قوبل برفض قاطع من نتنياهو وأعضاء الحكومة المصغرة (الكابينت).

عاشرًا:

وفي 4 سبتمبر 2024م أرسل وزير الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، وأربعة أعضاء من كنيست حزب الليكود رسالة إلى جالانت، يطالبونه فيها بالاستقالة، وعندما سُئل نتنياهو عن إمكانية إقالة جالانت، تهرب من الإجابة، قائلاً: “لا أُشغل نفسي بالسياسة أثناء الحرب“.

إقرأ أيضا
إسعاد يونس في إعلان وي رمضان 2024

نتنياهو وجالانت

محاولة للفهم

عند مراجعة المواقف العشرة السابقة، يتضح أن الخلافات بين نتنياهو وجالانت تدور حول الوسائل لا الغايات، ففي أزمة التعديلات القضائية، كان جالانت يؤيد “تعليقها مؤقتاً”، بينما كانت القوى المعارضة والرأي العام الإسرائيلي يتطلعون إلى “إلغائها”.

وعندما اختار جالانت بدء التعامل مع جبهة حزب الله، لم يكن ذلك يعني أنه سيتخلى عن هدفه في القضاء على حماس. فقد ظل يُشدد على ضرورة مواجهتها عسكريًا، ومنعها من السيطرة على القطاع، كما أنه لم يجرؤ على القول بإمكانية عودة السلطة الفلسطينية للحكم في القطاع، ليس خوفًا من نتنياهو، بل بسبب قلقه من الرأي العام الإسرائيلي الرافض لأي خطوات قد تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.

نتنياهو وجالانت

وفيما يتعلق بالوضع في محور فلادلفيا، كان النقاش بين جالانت ونتنياهو يتركز حول الطريقة الأكثر فعالية لاستعادة الرهائن، واقترح جالانت الخروج من المحور بشكل مؤقت لمدة ستة أسابيع، على أن يعودوا لاحقًا للاحتلال بعد الإفراج عن الرهائن؛ لكن عمومًا، كانت اقتراحاته، التي تباينت عن موقف نتنياهو، تفتقر إلى المنطق والجدوى، ما أدى إلى تآكل مكانته في الائتلاف الحاكم وزيادة الضغوط المطالبة بإقالته.

يبدو جليًا أن آراء جالانت لم يكن له أثر كبير على مسار الحرب، منذ بدايتها على أكثر من جبهة. وفي معظم المواجهات مع نتنياهو، تكبد جالانت الهزيمة، ولا يزال يبدو أنه معزول تمامًا عن حسم القرارات الأمنية الأكثر حساسية، وقد أظهرت التقارير الإعلامية المنُشورة مؤخراً في الصحف الإسرائيلية أنه لم يكن راضياً عن حجم الضربة المحدود التي وُجهت لإيران في 26 أكتوبر، وأن اعتراضاته لم تؤثر في قرارات نتنياهو.

نتنياهو وجالانت

ختامًا

بالإضافة إلى ذلك، يظهر موقف جالانت من الحرب على جبهة حزب الله تناقضًا واضحًا؛ فهو يدعو إلى لجم التصعيد، ولكنه لا يقدم رؤية واضحة لتحقيق هدف الحرب في هذه الجبهة، وهو إبعاد حزب الله إلى نهر الليطاني وإعادة سكان الشمال إلى ديارهم، من دون أن يحدث تصعيد!

في حين يُعتبر جالانت من أكثر المدافعين عن الاستيطان والمستوطنين، ويشارك نتنياهو في رفضه لحل الدولتين، يشعر اليمين الإسرائيلي، الذي يمثل هذه الأيديولوجية، بالغضب مما يرونه “محاولة جانتس لعرقلة الجيش الإسرائيلي عن تحقيق انتصاره النهائي على خصومه”.

قبول استقالة جالانت لا تعني هزيمة للجيش الإسرائيلي، لأن الاختلافات بين نتنياهو وجالانت تنحصر في الوسائل المتبعة، وليس في الأهداف النهائية.

الكاتب

  • نتنياهو وجالانت وسيم عفيفي

    باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (0)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان