همتك نعدل الكفة
1٬397   مشاهدة  

وانتصر الفستان .. يا مصر حلوة ولابسه جديد

فتاة الفستان
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



إذا أخبرتك أن ما سأسرده عليك من قصة بجديد ، فإني بذلك أخدعك لا أكثر ، ذلك لأننا تربينا تقريبًا على سماع مثل هذه الأحداث ، وربما أكثر ، هذه المرأة المنتقبة التي تدخل الميكروباص مثلًا فتطلب من المرأة الغير محجبة أن تجلس هي بجوار آخر كرسي يجمع بجوارها رجال لأنها منتقبة ولا يجوز أن تجاور الرجل في الكرسي والغير محجبة – في نظرها- قليلة الحياء والأخلاق .. تلك المرأة التي ترتدي الخمار وتنظر نظرة كطعنة سهم ثاقب في أعين الغير محجبة في الأماكن العامة … يصل الأمر لتلك المهووسة  التي تمسك بالمقص وتبدأ ببتر شعر إحداهن في المترو !

وما حدث منذ يومين لم يكن بأفظع مما حدث من قبل ، اثنين ممن عينوا نفسهم أوصياء على الدين قاموا بإهانة إحدى الفتيات خلال إمتحان في جامعة طنطا ترتدي فستان ، ولا نحتاج أن نفسر ما قالوه له لأننا شاهدنا مثل هذا الموقف كثيرًا من قبل ، حاولوا النيل من كرامتها بكل الطرق ووصمها بالعار لأنها ترتدي فستان بدون بنطلون ! . لكن شيئًا ما اختلف عن ذي قبل .. شيئًا يقول إننا على الطريق الصحيح .. شعاع نور في آخر النفق .. إشراقة شمس بعد سنوات من الجو الجليدي ، رقم قرر أن يولد داخل المعادلة ليغيرها ولو على المستوى البعيد .

 

هذا الشئ الجديد يكمن في ردود أفعال الجمهرو .. لا ننكر طبعًا أنه لازال من الآراء المتعفنة المتطرفة ما لم يتم زحزحته أو حتى التقليل من حدته ، لكني أتحدث هنا عن الكتلة الأكبر من الجمهور ، ربات المنازل القاطنين في المطبخ ليل نهار، والزملاء في الجامعة , والصحاب على القهوة .. التشكيل الحقيق للرأي العام المصري .. لو رصدت رد فعل عام لهؤلاء ، ستجد أن انتصارًا كبيرًا قد تحقق .. خطوات كبيرة تقدمها هؤلاء في إزاحة آراء التطرف من أمام أعينهم .. فشل هائل في مخطط أصحاب الآراء المتطرفة الهادفون دائمًا لسحب الكتلة الكبرى نحو آرائهم الذين يغزلون فيها الدين غزلًا على الكيف لإخراج رأي منافي لكل ما هو سلس ، وسهل ، وطيب ، وفيه الصحيح من الدين نفسه .

 

 لو قرّبت الصورة ، وثمت بعمل zoom بشكل أكبر ، ستجد أن معركة الوعي بالتحديد قائمة على تلك الكتلة ، من سيفوز بتلك الكتلة قد حسم المباراة ، وإذا فحصت وجهة نظر الكتلة الكبيرة ، ستجدها مرتبكة إلى حد كبير لكنها تصب في اتجاه واحد ، وهو أن فتاة الفستان حرة فيما تلبس ، حتى لو إن البعض يختلف عن الآخر في تقبله لشكل معين من الملابس ، لكن فكرة دفاع الكتلة الكبيرة عن حرية المرأة فيما ترتديه هي في حد ذاتها تقدم كبير عما قبله من خطوات .. وحتى بما فيها من ارتباك طفل يحبو نحو طريق الخلاص من التطرف . وبالأخص إذا تحولت هذه الآراء المتناثرة إلى ضغط عام على المسؤولين حتى أحيلت القضية للنائب العام .. إذًا لم يعد هناك ما يدعو للإحباط في الحفر في الصخر ممن حملوا على أكتافهم مسؤولية طرق الأبواب لانتزاع الحقوق المسلوبة منذ قرون، وأبسطها أن يأكل كل منا ما يحب ، ويشرب ما يحب ، ويرتدي ما يحب ، وفي ظل كل تلك ردود الأفعال الإيجابية ، تشعر وكأن مصر كلها من ارتدت الفستان وليس فقط الطالبة حبيبة طارق .. يا مصر حلو ولابسه جديد !

إقرأ أيضا
رأس الحسين في المدينة المنورة

الكاتب

  • الفستان محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
13
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان