546 مشاهدة
وحيد حامد وشريف عرفة الرباعية المقدسة (2) اللعب مع الكبار.. الأخضر أصدق الألوان
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
على الرغم من إنه أول الأفلام اللي جمعت الثلاثي وحيد حامد وشريف عرفة وعادل إمام إلا انه في الغالب ما بيتنسي او بيسقط سهوًا لما تيجي تفتكر أفلام الثلاثي، وده له أسبابه، يمكن لأن الفيلم ده كان أول المغامرة، كأنه مشاهد التأسيس لفيلم طويل ممتد هيجمع التلاتة سوا الفيلم الطويل اللى في رأيي اتفك بأربع أفلام مالهومش علاقة ببعض لكن مستحيل تفصلهم عن البعض، وفصل التأسيس هنا سموه اللعب مع الكبار.
لو انت كنت من متابعي سينما شريف عرفة قبل عادل إمام فانت هتبقى عارف كويس حب شريف عرفة لجعل المشاهد شديدة الكارتونية، الكارتونية دى اللى بتخلق بعد كدة التصاعد الدرامي المطلوب والكوميديا المطلوبة ومن خلالها بنعرف الكتير من المعلومات، واتكلمت عن ده في مجمل كلامي عن المنسي هــنــا
لكن الغريب اللى بشوفه في فيلم اللعب مع الكبار ان الكارتونية دى مالهاش سقف، ادرجة كارتونية الشرطة داخل الفيلم، مشاهد الشرطة وأمن الدولة ومعتصم الألفى فيها كارتونية شديدة وغريبة، زى مشهد قوات الامن المركزى اللى رايحه المصنع بكل حماس وقوة، وبتهتف، وفي الوقت نفسه معتصم الالفي بيطلب من الظابط اللي نعاه يوطي صوته لان مفروض محدش يحس بيهم، دى مش سخرية من جهاز امن الدولة او الشرطة على قد ما هي كارتونية للحدث نفسه.
ولان الفيلم ده مينفعش نفصله عن اخواته في الرباعية فكان لازم الكارتونية تكون بكل هذا الوضوح والفجاجة أحيانا، زى مشهد الفرح، واغلب مشاهد الفيلم، لأننا هنا بنأسس تكنيك او شكل جديد هنشوف فيه عادل إمام، بس الشكل الجديد لازم ولابد يخدم الدراما، علشان كدة تيجي اللعبة، وزي ما احنا عارفين مفيش لعيب بيعرف يلعب لوحده.
حسن الشخصية العاطلة عن العمل اللي بنكتشفها مع الاحداث ودي من أحلي الحاجات اللي عملها وحيد حامد في الفيلم إنه خلانا عندي أسئلة تجاه الشخصية مش تجاه الحدث، وبقى يكشف جزء جزء على مدار الأحداث لحد مشهد الختام او مشهد الصدام، خلانا بنخوض رحلة في حسن بهنسي بهلول مش في احداث الفيلم.
مع تلت الفيلم الأول انت متعرفش اى معلومات عن دوافع حسن بهنسي بهلول او أسبابه او حتى مصدره، احنا بنعرف عن حسن نفس المقدار اللي يعرفه عنه الظابط معتصم، ما عدا معلومة واحدة بنعرفها بالألوان مش بالكلام، وهنا هنتكلم شوية عن لبس شخصية حسن بهنسي بهلول أو بالأدق ألوان لبسه ودلالتها في الدراما.
في البداية خلينا نتفق أن المتعارف عليه أن اللون الأخضر يعني الخير والأمل، والاحمر يعني الغضب والانفعال والأبيض يعني السلام، اتفقنا طيب.
حسن بهنسي بهلول مش شخصية متشائمة ولا عدمية ولا فاضية فبتحط نفسها جوه قفص الأسود علشان تتسلى زي ما قاله معتصم الألفي في المشهد، حسن بهنسي بهلول عنده شخص عنده أمل، والأهم رغبة في إن الأمل ده يتحقق، طب أمل في ايه، أمل في حياة أفضل له ولغيره، الحياة اللي مش ممكن تحصل إلا بعقاب الفاسدين وهنا هنسأل سؤال، طب عالم حسن إزاى هتصادم مع عالم الفاسدين دول، وهنا أجمل ما في سيناريو وحيد حامد.
في رأيي إن وحيد حامد خد الموضوع على الهادي هو مخلاش العالمين يتصدموا، مش بالشكل المباشر في المنسي مثلا، لكن خلى شخصية تالتة غير فاعلة “علي الزهار” تختلس النظر على العالم ده، كأن حد بيبص على هذا العالم السفلي من خرم الباب، وفي المقابل بتتنقل المعلومة لحسن اللي بيقرر أنه يلعب يراهن على الأمل مش مهم يكسب المهم إنه هيراهن.
حسن عارف إن لو لعبته صابت هو الكسبان في الأخر، هو عايز شهرة ولا مكافأة هو عايز حياة افضل مكان أحسن بلد أحسن يقدر يعيش فيها مطمن من غير خطر، ولأن حسن شخصية مسالمة جدا ومش سلبية اتجه للحل المباشر وهو التعامل مع جهاز أمني علشان يكون زي ما هو سمى نفسه عين البلد مش عين الحكومة، وهو نفسه بيقول ده بصراحة لما بيسمع بيان الداخلية بعد محاولة اغتيال اللاجئ السياسي.
لكن هل معني كلامي هنا إن حسن بهنسي ما بيغضبش؟ الأجابة بالعكس حسن بيغضب ووغضبه بيكون مكبوت، ارجع تاني للفيلم وشاورلي على المشاهد اللي حسن فيها كان لابس أحمر تحت الجاكيت، هتلاقيها بعد حريق المصنع في الاستاد لأول مرة هو غضبان إن محدش صدقه، وبيصب غضبه بطريقته طريقة اللعب، على المخبر في الاستاد وتاني مرة كان لابس اللون الأحمر تحت الجاكيت في مشهد كارتوني برضو، مع خطيبته وهو بيعبرلها بشكل كوميدي عن فقدانه للأمل في كل حاجة لما بتكلمه عن جوازهم، المشهد ده هو المشهد اللي بنشوف فيه غضب حسن لتاني مرة، وتالت مرة لما بيكون عارف إن في شخص عنده حصانة هيهرب مخدرات ده غضب من شخص خان الأمانة، وبيروح يبلغ وهو غضبان وبرضو بيطلع غضبه بشكل كارتوني وبطريقته طريقة اللعب
نقطة كمان مهمة وهي العلاقة اللي بتتخلق بين حسن وبين معتصم علاقة منطقية بين شبيهين مش مختلفين، الاتنين عايزين المصلحة الاتنين عايزين الامن الاتنين هدفهم الأول واحد منع الخطر والخلاف ما بينهم في الطريقة، أحنا بنعرف إن حسن في حد بيساعده وهو علي الزهار لكن مبنعرفش بيساعده إزاى لحد نهاية الفيلم لما بنكتشف ده، وخلال الرحلة دي معتصم بيكتسب ثقة حسن، لأنه بيصدقه بيصدق دوافعه وامله اللي بيحاول يحوله لحقيقة.
الغريبة إن في الفيلم لعبة اللبس وألوان اللبس ما وقفتش عند حسن وبس، ولان معتصم شخصية مهمة أن لم تكن مكافأة لحسن دراميًا كمان، كان في اهتمام شديد في اللبس، ركز في الفيلم كدة ركز أوي، وطلعلي مشهد واحد بس معتصم الألفي مش لابس فيه قميص مقلم بالطول، لا مش موضة ومش صدفة ومش أي حاجة برة الدراما، دي تأكيد على شخصية معتصم الألفي اللى دايما في حاجة حبساه ومنعاه إنه يتحول لحسن تاني، الحاجة دي هو بيحترمها مش رافضها، الحاجة دي هي القانون.
في لعبة الألوان اللى بيخلقها بعبقرية فذة شريف عرفة – الفيلم مفهوش مصمم أزياء بالمناسبة- كل لبس للشخصيات التلاتة وله دلالة، ايوة تلاتة لانك نسيت الشخصة التالتة المهمة وهي على الزهار اللغز وحله في نفس الوقت، علي بقميصه الأبيض في كل مشاهده الخير المطلق والسلام المطلق، الشخص الطيب الخايف اللى محتاج حد عنده أمل زي حسن علشان يساعده على الشر اللي بيشوف منه لمحات، وكمان يحميه، المهمة اللي مقدرش عليها حسن اللي بالمناسبة هو كمان بيكون لابس ابيض بس المرة دي مش علشان هو شخص طير او خير، لكنه علشان شخص ميت محكوم عليه بالموت، لكن الحكم ده ما بيتنفذش لأن معتصم بيتحرك صحيح متأخر لكن بيوصل بيوصل علشان يدافع عن حق حسن في الحلم، وخلينا فاكرين كويس كلمة الحلم علشان هنحتاجها في اللي جاي.
وحيد حامد وشريف عرفة لعبوا لعبة الألوان وفي اللعبة دي كان الأخضر أصدقها، راهنوا على مغامرة تجمع ممثل كبير بسيناريست عبقري بمخرج استثنائي، 3 شيوخ وكل شيخ وله طريقته، لكن بمعجزة فنية ما، قدر التلاتة يأسسوا لمنهج يساع طرقهم المختلفة، تأسيس ممتع دراميا وبصريا كان اسمه اللعب مع الكبار.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide