277   مشاهدة  

يا أهل الإعلام .. “أفيش” بتقبض كام؟

أفيش
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



من المستحيل أن تتهم أحدهم بتلقي رِشوة إلا بمستند دامغ ووثيقة مؤكدة لأن مثل هذه التهمة التي تلوث ثوب الشرف وتلحق العار بالسلسال وتلتصق بالسيرة كالقُرادة وتعتبر في قائمة التهم هي الأقبح لما يلتحق بصاحبها من عار يخجله أن يرفع عينيه في غيره فيما بعد .. أما وإن جاء لك هذا وأقسم بالذي رفع السموات وأرسى الجبال أنه مرتشي، في البدء ستقول أنه مجنون أو سكّير رفع كاسين زيادة من الخمر، لكنك – بالطبع – ستصدقه إن كرر الأمر وكرره وكرره (إلخ..) .. سوف يستقر في ضميرك – حتى لو لم تنعته بها – دون مغالطة أو ضبابية أن هذا الذي أمامة -بالتلاتة- مرتشي !

 

كانت تلك المقدمة عبارة عن تدوين لجزء من خواطري التي كتبتها عن موقف كنت أحكي فيه لزميل صحفي عن مفهوم المهنية في العمل الصحفي والإعلامي عمومًا، سواء أكان مكتوبًا أو مسموعًا أو مرئيًا أو محتوى منشور على مواقع التواصل الاجتماعي “سوشيال ميديا” .. كان ذلك أثناء لقاء على مقهى كنّا نتصفح فيه هواتفنا، وبما إنه متخصصًا في الصحافة الفنية فبطبيعة الحديث عرج إلى الصحافة الفنية وأزمتها ومشاكلها الحالية، التي على رأسها نشر الكليشيهات المحفوظة بلا تفنيد ولا مراجعة والأخذ بمصادر ضعيفة يقول عنها رواد السوشيال ميديا “المصدر خالتي”، وإغفال المصادر القوية على ألسان أصحابها او الموثوقة بالصوت والصورة والضمانات الكافية للمعلومة .. وبطبيعة “الفيس بوك” الذي يسمع الصوت ويقرأ الأفكار فيأتي لك في التو واللحظة بمحتوى يليق بما تريد .. جاء لنا الفيس بوك في لحظة واحدة بمنشور لصفحة تقول أنها متخخصة في الفن تنشر بوست تدافع فيه عن الفنان محمد رمضان في الحملة السكندرية المزعومة التي تدعو لعدم إقامة حفل له في الإسكندرية، وتنعت فيه الفنان الألمعي، كريم العنصرين، مهيب المكانة ورفيع الركن، المصري المنقوع في طمي نيلها، السكندري بغوايته ودلعه وحبه وحريته، رمز الفن المصري : سيد درويش .. وتقول عنه حرفيًا “البودرجي”، لمحاولة صناعة مقارنة خائبة بين رمضان ودرويش،ونجح ناشر البوست بالفعل في صناعة فخ لجمهور الصفحة الذي انقسم لفريقين أحدهم يدافع عن درويش وأحدهم يدافع عن رمضان، والفريق الثالث يتهم الصفحة بأنها تتلقى أموالًا من محمد رمضان .. والمحاولات الثلاثة – مشكورة – هي قشرية مقاصد الصفحة وما شابهها من صفحات . 

منشور أفيش المسئ لسيد درويش
منشور أفيش المسئ لسيد درويش

والحقيقة أن فنانًا مثل محمد رمضان واسع الجماهيرية شئنا أم أبينا .. صاحب شعبية جارفة من المحيط إلى الخليج شئنا أم أبينا .. له من يعشق فنه حد الهوس ومن يمقته حد الهوس، فنانًا هو الأعلى متابعة في العقد الأخير من بين أبناء جيله، لا يحتاج لصفحة مثل تلك للدفاع عنه أو رفع شعبيته أو خفضها .. لكن من يتابع – مدققًا وفاحصًا – الصفحة ومحتواها الذي يبدو في ظاهرة شائك يبحث عن الإثارة، يجد ما هو أخطر بكثير من قضية الدفاع الدائم عن محمد رمضان، ويلعب في عِبّه الفأر من حيث المنهجية التي ترسخ لها الصفحة في جميع منشوراتها .

 

فالصفحة تدعم كل ما يشوه الفن المصري ووسطه وأهله، وتلعب دور البلطجي الذي يكبّل البطل ويكتفه ويشل حركته ليأتي الشرير ويلكمه دون مقاومة، ويبدو هذا في طريقة عرض التصريحات المنقوصة والمجتزأة من سياقها واللعب بها على حبل “الغواية الجنسية” سواء إن كان للفنانات، والخيانة والإدمان للرجال من الفنانين، والصفحة أشبه بمجالس الأصوليين التي كان يتوعد فيها الرجعيين أهل الفن من العاملين والمحبين، ويسخرون من كلمة “فنان” ومن يرددها .. ويظهر ذلك مكثفًا في منشورًا نشروه لدعم مذيعة لا تروج إلا لأفكار رجعية يحاول المجتمع التخلص منها وتحاول هي الإبقاء عليها حية متقدة .. وهنا يظهر دور الصفحات الموجهة للحفاظ على كتلة ضخمة ترى دائمًا الفن من منظور أزماته في الكواليس وحياة الفنانين الشخصية التي بها من الأزمات ما بأي فرد يعمل في أي مهنة، إلا إن اتجاهًا أصوليًا في وصم الفن وأهله دائمًا بالعار والقبح تلعب صفحات كتلك دور المواد الحافظة لأفكاره، هي ما يجب التخلص من تأثيرهان ويجعلنا نسأل الخبرات من أهل الإعلام .. مثل هذه الصفحات بتقبض كام؟ .. ولا ضير إن دفعنا لهم تلك المبالغ لاتقاء تأثيرهم الضار على الوعي الجمعي .. والناس !

إقرأ أيضا
صلاح عبد الله

الكاتب

  • أفيش محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
3
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان