510 مشاهدة
يوم أن رحل محمد عبد الوهاب .. وردة جيل 2006 التي قطفها القدر
نتذكر نحن – جيل التسعينات – ذلك اليوم بكل تفاصيله ، جميع زوايا الصورة والصوت ، حين ركَن الصقر أحمد حسن رأسه على حائط المسجد مغمضًا عينيه حزنًا ، وأمامه عمرو ذكي يتحسّر على ما حدث، والكابتن سيد عبد الحفيظ يحمل خشبة صديقه الذي كان يغني له أغنية مباراة الاعتزال ، ولم يصدق نفسه إلى الآن ، ولم نصدق معه ما حدث ! .. فجأة انتشرت الأخبار بلا مقدمات : اللاعب محمد عبد الوهاب مات أثناء تدريبات النادي الأهلي !
سقط إيركسون لاعب المنتخب الدنماركي في منظر روّع الجميع ، بالأمس ، في مباراته مع منتخب فيلندا .. وأول ما ومض على جدار الذاكرة لدى المصريين هي تلك اللحظة التي سمعنا فيها أن باك شمال النادي الأهلي ، الخلوق ، الهادئ ، ابن البيت المحترم ، محمد عبد الوهاب ، سقط مغشيًا عليه خلال تدريبات النادي الأهلي ، بعد أن ذاع صيت محمد عبد الوهاب في إفريقيا جمعاء بعد أن قدّم بطولة مميزة مع منتخب مصر 2006 .
أغنية محمد عبد الوهاب لسيد عبد الحفيظ
كيف رحل اللاعب محمد عبد الوهاب ؟
تكاثرت الأقاويل في تلك النقطة ، إلا أن الرواية الثابتة أن نوبة قلبية قد أصابته خلال مران النادي الأهلي ، ما أدى إلى وفاته ، وبالأخص لأنه قد أصيب بالإغماء قبل وفاته في مباراة الأهلي والزمالك في الكأس .. لكن رواية اللاعب وائل رياض “شيتوس” عن تلك اللحظة المروعة هي الأقرب من حيث مصداقية التفاصيل ذلك لأنه كان رفيقه تقريبًا بالأخص في تلك الليلة .. قال : كنا نجلس قبلها بليلة مع بعضنا ، وذلك لتسجيل أغنية للاعب سيد عبد الحفيظ لبثها في مباراة الاعتزال .. وطلب منه عبد الوهاب أن يبقى معه لليوم التالي لكن وائل رياض أخبره بأنه سوف يعود للمنزل ويقابله غدًا في التمرين .
يضيف وائل رياض أنه خلال التمرين قد وصل متأخرًا ، لذلك اضطر أنيركن سيارته أمام باب النادي مباشرةً ، وخلال التمرين اشترك مع عبد الوهاب في أكثر من تمرينة مشتركة ، وفجأة .. سقط عبد الوهاب مغشيًا عليه مخرجًا من فمة زبد أبيض ، فصرخ وائل رياض : الإسعاف ! .. لسرعة الحركة جرى وائل رياض حافيًا وركب السيارة ودخل بها حتى حرم الملعب ، وركب مع عبد الوهاب وطبيب الفريق الدكتور إيهاب ، والكابتن حسام البدري .. وحينما وصلوا إلى المستشفى دخل الدكتور إيهاب مع المسعفين الذين حاولوا إنعاش قلب اللاعب .. وقفوا بالخارج والتوتر يسود المشهد ، لكن شيئًا ما يقول لهم : استحالة أن يصيبه ضرر بالغ ، لم نراها كثيرًا .. حتى خرج الدكتور قائلًا : عبد الوهاب مات !
تأثير رحيل عبد الوهاب علينا حتى الآن ؟
أول شئ في كل شئ لا ينساه الواحد منّا مهما طال الزمن .. وكان موت عبد الوهاب أول دهشة في حياة جيلنا .. كيف يموت لاعب كرة ؟! .. كانت فكرة موت نجم ما وخاصة من جيل الشباب هي فكرة أقرب للخيال منها إلى الواقع .. لكن أثر الحزن العميق يبقى مغلفًا القلب مهما طاله من فرح ، مازالت سيرة محمد عبد الوهاب تحتل الجزء الغامق في مراهقتنا ، إذا كانت أغلب ذكرياتنا سعيدة فإن رحيل محمد عبد الوهاب هو الفصل الأكثر قسوة .. الغصة التي لم ترحل من الحلق ، صديقي الذي تركنا بدري بدري ، وردة جيل 2006 التي خطفها القدر من وسطنا فجأة وبلا مقدمات .. لكن عزائنا الوحيد هو أن عبد الوهاب إذا جائت سيرته تنزلت عليه الرحمات من كثرة الدعوات . عبد الوهاب .. نحبك كثيرًا !
الكاتب
ما هو انطباعك؟
