1٬314 مشاهدة
إسعاد يونس ..التي “دشدشت” صورة المرأة
-
منى صفوان
صحافية ومذيعة وكاتبة يمنية- محللة سياسية ومنتجة ومخرجة افلام تسجيلية. كانت أول مذيعة يمنية تعمل في الإعلام العربي، بدات عملها بالصحافة اليمنية عام 2000 ثم انتقلت للقاهرة 2009 لتقدم برنامجا تلفزيونيًا وتدرس السينما والاخراج وتكتب في الصحافة المصرية في الدستور الاصلي
لقد احتكرت ودمرت..وخلقت مكاناً، لم يسبقها اليه أحد..وهذا يحدث حين تكون انت ابن فكرك الخاص
هذه المرأة التي عرفتها البيوت العربية في وهج السبيعينيات والثمانينيات كفتاة كوميدية خفيفة الظل،كأنها لن تكون لاحقاً الكاتبة السياسية الرصينة في الالفينات!
لكنها هي.. لانها كانت حينها زغلول الممثلة صاحبة الشخصية المضحكة، وايضاً إسعاد مؤلفة المسلسل الناضجة.
وخلاف زغلول لم تتعمد إسعاد يونس تشويه شكل الممثلة الكوميدية بصفتها “عبيطة” ، فليس عليها ان تكون قبيحة وغبية لتكون مضحكة، فهي جميلة مرتبة انيقة بدون حركات تهريج ومع هذا توقعك ارضاً من الضحك.. * “سوف تكرهها لاحقاً في احد ادوار الشر المركبة في فيلم عمارة يعقوبيان”
ليس سهلاً ان توجد ممثلة كوميدية شابة موهوبة وخفيفة الظل، وبذات الوقت ذكية وكاتبة موهوبة ايضاً، هذا ما مهد لنا قبل ٤٠ عاماً لظهور السيدة إسعاد.. محطمة القوالب.
فليس شرطاً ان تحطم المرأة القلوب لتبدو ساحرة…
فحين دخلت حقلاً جديداً عليها وهو عالم التلفزيون وبرامجه، قدمت حالة جديدة وليس مجرد برنامج جديد.. ومذيعة مش غبية ولا خشبية، ولا تسأل ذات الأسئلة المستفزة..
ليكون هو البرنامج الاجتماعي والفني الأعلى مشاهدة في مصر منذ سنوات.. ومن اهم البرامج في الخارطة العربية .. دعني اسهل عليك المهمة واقول لك بشكل اعلامي انه خارج المنافسة لانه خارج القالب فعلاً..
الاعجاب او الاختلاف مع شخصية وظاهرة إسعاد يونس يدعو أكثر الاقتراب من تجربتها التي لا تتكرر كثيرا في عالمنا العربي.
القلم الذي كتب الرأى السياسي والاجتماعي كمقالات في الصحف المصرية، بعد ثورة يناير 2011.. ورأيها السياسي هي حرة به، لكن من متى نرى ممثلة عربية تكتب اصلا.. وكمان سياسية!
لقد كان من الطبيعي لمن يؤلف كتب او كتاب من الاكثر مبيعاً.. ان يكون مختلفا عن كونه “ممثلة موهوبة” فقط.
لكن هذه المؤلفة هي ايضا ذاتها المغنية لعدد من الاغاني الخفيفة والغريبة والمجنونة.. المختلفة عن شخصية الكاتبة الرصينة… !
يالفضاء الشخصية.. فضاء واسع.. لشخصية واحدة.. متعدد الالوان ؟ اليس هذا الاصل والعادي بنا نحن بني الانسان، نغني ونرقص نطبخ ونتكلم بالسياسة… !
السنا نحن النساء مميزات ومتعددات المواهب والادوار ايضا..خارج الصورة النمطية الذي فرصته السينما والاعلام.
فما نمطته السينما، جاءت ممثلة وكسرت صورته النمطية.. يحيا العدل..
“الأن ترن باذني اغنية البيانولا” اغنية الحب الخفيفة المجنونة التي ألفها صلاح جاهين ولا يصلح ان تغينها الا اسعاد..حتى سعاد حسني ليس هذا لونها.
وبنفس الوقت اتذكر مقالات اسعاد في المصري اليوم، التي كتبتها بتلقائية لتوصل افكار كبيرة بطرق سلسة.
ولعل تلقائيتها خانتها ذات مرة في مقال على فيسبوك لتتهم بالعنصرية! وهي تهمة شنيعة في مصر، التي تنبذ كل أشكال العنصرية، على خلاف عدد من الدول العربية
فالعنصرية هناك إن تم شم رائحتها من بعيد أو مجرد التلميح لها تعتبر عار وجريمة.. طبعا مفروض هذ الطبيعي في كل الدول !
اضف أيضا هجوم من نوع آخر ، وهو هجوم نوعي من منافسي المهنة، الهجوم على إسعاد يونس ” المنتجة ” التي اتهمت انها دمرت واحتكرت شركتها الإنتاجية التراث الفني، باخذ ارشيف فني ضخم؟
وهنا نتحدث عن سيدة الأعمال منذ ٢٢ سنة! وهي امتداد للممثلة الكوميدية والكاتبة والمؤلفة.. والمغنية خفيفة الظل.
ومن ثم ستظهر المذيعة خفيفة الروح والحضور ..التي قدمت نموذجاً مختلفاً للمذيعة
وهذا يحتاج مقالا منفصلا.. جلستها.. كلامها.. اسئلتها ضحكتها سكوتها.. وحتى طريقة اكلها في البرنامج
اما بالنسبة للانتاج والاحتكار قد يُفسر ربما الهجوم عليها من زملاء المهنة انفسهم والذين اطلق بعضهم عليها تهم التدمير والاحتكار للتراث الفني.. بأنها حين دخلت مجالاً جديداً فاجأت الجميع.. بأنها اقوى مما تصوروا
وهنا ايضا تظهر المرأة المضحكة بأنه لا مانع ان تكون قوية حادة طموحة شرسة وتعرف ماذا تريد.. لقد كسرت ودمرت الصورة النمطية شر تدمير..
اما تدمير التراث الفني فهي قضايا وصلت للمحاكم حيث طالبت اسعاد بتعويض ورفعت قضايا..
لكننا لم نرى الاحتكار بل رأينا الابهار والابتكار.
فمن يقدرأن يحبس تراث مصر! ألا تبدو انها تهمة غريبة في وقتها!! وخاصة الأن بعصر النت.. عموما ليس هذا موضوعنا.
فالفن لا يحتكر ..طالما معروض ومتدوال ومتاح.. وهناك أفلام من ١٠٠ سنة مازالت ملك الجميع وليس من اشتراها او انتجها.
لذا يبدو من وقتها ان الصراع مالي وليس فني والله اعلم. لكن الاكيد ان اسعاد فعلا دمرت وكسرت الموازين والنظم المطروحة.
وبعيداً عن منافسة الانتاج والمال ومشاكل الرأسماليين، فإن اسعاد غيرت كثيرا من صورة النساء او أظهرت صورة النساء الحقيقة.
وهنا اقتربت من الناس اكثر كمذيعة تلقائية..تضحك وتلطم تغني وترقص حتى وهي تاكل.. والاهم تغوص في تفاصيل دافئه لدى الضيف ،والمتفرج .. طريقة ذكية غير مفتعلة .. تنسي الناس اي أخطاء سابقة كيفما كانت.
وان كانت قد اتهمت قبل سنوات انها اشترت ٩٠% من أفلام السينما وقتها، فانها قد احتكرت ١٠٠% من قلوب الناس الذين لا ينتظرون ان تطل بل يبحثون عنها في يوتيوب.
لمشاهدة مقطع من مسرحية او فيلم او جزء من صاحبة السعادة الذي أعادت فيه تقديم التراث الفني وصانعوه ووثقت للحظات مهمة في تاريخ السينما والدراما وقدمت وجوهاً جديدة واعادت تقديم وجوه قديمة بطريقة جديدة معها.
واعادت تقديم إسعاد يونس .. سواء على سفرة اكل ولا طبق كنافة ولا حوار لذيذ خفيف ظريف.. فعلا امراة مدمرة ومحتكرة…
اقرأ أيضا
باختصار إننا امام امراة تنافس الرجال.. نعم الرجال قبل النساء..دخلت مجال الكوميديا والذي هو عالم رجالي، وبرزت ولمعت كاقرانها سمير غانم وعادل امام واسست لمدرسة نسائية مع زميلاتها في فن الكوميديا النسائية
كتبت ..والكتابة ايضا للرجال اكثر من النساء فنشرت كتبها ومقالاتها بجانب بلال فضل وعمر طاهر…
ادارت إسعاد يونس شركة انتاج وتوزيع وانتجت وجننت المنتجين والموزيعين ووصلت معاهم للمحاكم
ثم ستقدم برنامجاً مختلفاً تماماً فكرة وموضوعا … فكانت صاحبة السعادة… لا تقلد أحداً.. وتدعو الجميع ان يحرر نفسه من النمط والقالب وان يخرج كل ما عنده بالخير والشر والصح والغلط..
حتى في حياتها الشخصية.. كام وزوجة، تبدو سيدة مختلفة اكثر انسانية من مجرد امراة غيورة.. لم نر الزوجة الاولى التي تدمر كل شيء بعد زواج زوجها بأخرى.. خلاف ما يظهر في الأفلام!
واكثر شيء تحترمه بهذه السيدة انها احترمت حياتها الخاصة ولم تخرج لتجعل منها مادة مشاهدة وردح وفرجة.. على خلاف المتداول ايضاً.. لهذا نحترم خصوصيتها
اننا امام امراة سينمائية واعلامية “دشدشت” صورة المرأة كما قدمتها السينما والاعلام… اننا امام امرأة حقيقة
الكاتب
-
منى صفوان
صحافية ومذيعة وكاتبة يمنية- محللة سياسية ومنتجة ومخرجة افلام تسجيلية. كانت أول مذيعة يمنية تعمل في الإعلام العربي، بدات عملها بالصحافة اليمنية عام 2000 ثم انتقلت للقاهرة 2009 لتقدم برنامجا تلفزيونيًا وتدرس السينما والاخراج وتكتب في الصحافة المصرية في الدستور الاصلي
الوسوم
ما هو انطباعك؟
أحببته
9
أحزنني
0
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide