آكلو لحوم البشر.. حكاية صورة أخفاها التاريخ
قصتهم آلهمت مؤلفين، واختفائهم الغامض آثار الفضول بداخل الجميع رغم مرور العديد من العقود، وحكايتهم الدموية جعلت الجميع يبحث عن خيوط القصة الغامضة، وبعثات إنقاذهم البائسة جعلت أخر ما تبقى منهم كنزًا لمن يقدره، وانتشار الأقاويل عن تناولهم لحوم البشر بعد نفاذ إمدادتهم بعد عامين من اختفائهم، جعلهم أحد أشهر القصص في التاريخ.
آكلو لحوم البشر جملة قِيلت على السير جون فرانكلين، ضابط البحرية الملكية البريطانية والمستكشف، هو ورفاقه الـ 133 خلال رحلتهم إلى منطقة القطب الشمالي بهدف استكشاف 500 كيلومتر من ساحل القطب ورسم ممر شمالي غربي خلال العصر الفيكتوري، وذلك بعد تجهيز إمداد تكفيهم لـ 3 سنوات، إلا أنها نفذت بعد عامين فقط، ليفقد الاتصال بهم وتبدأ عمليات البحث عليهم دون جدوى حتى أن السلطات وضعت مكافآة بقيمة مليوني جنيه استيرليني ولكن دون جدوى.
وفي حدث أرجع للجميع تفاصيل قصة اختفائهم التي لا تزال لغزًا غامضًا حتى الآن، سيقام مزاد لبيع مجموعة من الصور الفوتغرافية لتكون من ضمنها صور لطاقم البعثة التي التقطت في مايو من العام 1845.
ووفقًا ميلي بيرمان، رئيسة قسم الصور الفوتوغرافية لدى دار “سوزبي” للمزادات، فإن الصور ستُباع في مزاد تنظمه دار “سوزبي” للمزادات في لندن يوم 21 سبتمبر المقبل، ومن المتوقع أن تحقق قيمة تصل إلى 200 ألف جنيه استرليني (253 ألف دولار).
وقامت زوجة فرانكلين بالتقاط الصور الأخيرة لزوجها وطاقم السفية وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث في المستقبل وأنها ستكون الذكرى الآخيرة الشاهدة على الطاقم المكون من 134 شخصًا.
أضافت “بيرمان”:”من النادر لنا أن نحصل على عناصر بهذه الأهمية التاريخية وهي ملكية خاصة، أي ملكية عائلة السير جون فرانكلين من خلال النسب المباشر.. ثم تتاح لنا الفرصة لعرضها أمام الجمهور”
وفي العام 1845 قيل للمستكشف الاسكتلندي جون راي من قِبل صيادي الإينويت، أنّ السفنتين قد حصرتا في الجليد وتوفي الرجال بسبب البرد، كما أنهم لجأوا حتى إلى أكل لحوم بشرية.
وفي أوائل القرن الـ 21 عثر على سفينة HMS Erebus عام 2014، وسفينة HMS Terror عام 2016.
ليست الوحيدة
والحقيقة أن تلك القصة الحقيقة لم تكن الوحيدة التي تتحدث عن آكلي لحوم البشر، فقد أعلن المستكشف كولومبوس في مذكراته، أنه قابل أكواخ لضحايا آكلي البشر وذلك أثناء رحلته في أمريكا الجنوبية.
وهو ما أكده العلماء من خلال دراستهم لجماجم قدماء ممثلي جزر البحر الكاريبي، حيثوا أوضحوا أن الأسبان لم يكونوا أول من استعمر تلك الجزر، بل سبقهم أكلة لحوم البشر الذين وصفهم كولومبوس في مذكراته.
ووفقَا لمذكرات “كولومبس”، فأثناء رحلاته بين جزر الكاريبي، اكتشف غارات أكلة لحوم البشر على سكان الجزر الأصليين، حيث كانوا يأخذون النساء للعبودية.
واستطاع فريق علمي برئاسة آن روز من جامعة ولاية كارولينا الشمالية، باستخدام تكنولوجيا للتعرف على الوجوه وذلك عبر تحليل جماجم سكان جزر حوض الكاريبي القدماء من اكتشاف تاريخ العلاقات بين المجموعات البشرية المختلفة في تلك المنطقة.
لم يكن هذا ما آثار الدهشة بل أن أكلة لحوم البشر هم من سكان المناطق الساحلية لأمريكا الجنوبية، و استعمروا جامايكا وجزر البهام وغيرها قبل الإسبان.
وهنا قال “وليم كيغان” أحد أعضاء فريق البحث:”لقد حاولت على مدى سنوات إثبات خطأ كولومبوس، ولكن اتضح أنه كان محقا.. لذلك يجب أن نعيد النظر بجميع آرائنا السابقة”