رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
2٬155   مشاهدة  

أربع راقصات مصريات يحاكمن في نيويورك بسبب الرقص الشرقي في القرن الـ١٩

الرقص الشرقي
  • ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في الفترة الأخيرة شاهدنا العديد من السيدات يحاكمن في مصر بتهمة الاعتداء على قيم ومبادئ الأسرة المصرية والمجتمع بسبب رقصهن في مقاطع نشرنها على تطبيق “تيك توك” مما جعل قضيتهن تعرف باسم “قضية فتيات تيك توك” إلا أن هذه لم تكن المرة الأولى اللاتي تحاكم فيها مصريات بسبب الرقص ففي 1893 في نيويورك حوكمت أربع مصريات بسبب الرقص الشرقي واعتبار المجتمع الأمريكي هذا الرقص غير أخلاقي وغير مناسب للتقاليد والعادات.

نشرت جريدة “أخبار بوليسية مصورة” في عددها الـ1418 الذي صدر يوم 23 ديسمبر من عام 1893 خبر بعنوان “خجلت العدالة عندما قدمت زوليكا عرض رقص شرقي في قاعة المحكمة”. يروي المقال ما حدث في المحاكمة حيث كانت المتهمات ثلاث راقصات مصريات من القاهرة. حضرت الراقصات إلى المحاكمة بصحبة محاميهن إبراهام هامل مرتديات فساتين الرقص ذات الألوان الساطعة المزينة بالمجوهرات النحاسية.

الرقص الشرقي
غلاف الجريدة ورسم تصويري للراقصات بجانب محاميهن.

كان أول الشهود هو نقيب الشرطة بيرجهولد الذي قال أنه رأى ثلاثة من المتهمات يرقصن في زياراته لقصر “جراند سينترال” وكانت اسامي تلك المتهمات هم زوليكا وزورا وفاطمة، وصف النقيب العرض الذي قدمته الثلاثة راقصات بألفاظ خجلت الجريدة من كتابتها لكننا نعرف أن النقيب قال أن عرضهن تكون من التواءات البطن فقط ولم يشمل أي حركات أخرى مما لا يتماشى من الرقص الشرقي بشكل تام مما جعل محامي الراقصات يسئله عن هذه النقطة مجددًا وهذه المرة قال أنه كان يوجد حركات أخرى لكنه نفى أن تكون تلك الحركات باليدين بعدها سأله المحامي إذا كان يعرف أن الرقص الشرقي له تاريخ ويعتبر جزء من حضارة هؤلاء الراقصات.

ثم استأذن المحامي القضاة أن تقف فاطمة على كرسي ليرى جميع الحاضرين الفستان الذي ترتديه خلال رقصها الذي كان يغطي جسمها بأكمله بداية من كتفيها إلى تحت ركبتها ثم سأل النقيب إذا كان يرى أي شيء غير أخلاقي في زيها والنقيب بدوره قام بالرد بأنه لا يرى شيء خاطئ في ملابسها خاصة أنه رأي راقصات باليه يرتدن ملابس أضيق ومغنيات أوبرا يلبسن ملابس أقصر.

كان الشاهد الثاني هو المحقق دينيس ماكماهون الذي وصف رقص الراقصات الأربعة وبعده الشرطي دانيال أرشيبالد الذي لم يكتفي بالوصف الكلامي بل قلد الحركات التي قامت بها الراقصات خلال شهادته.

الشاهدة التالية كانت الراقصة زورا نفسها التي انهارت باكية وقالت أن الرقص الشرقي الذي تقدمه لا يوجد فيه شيء معيب وأنه جزء من حضارتها وأن المشكلة في عقول من يراه غير أخلاقي، بينما كانت الراقصة زوليكا أيضًا شاهدة حيث سألها محاميها إذا كان لديها أي اعتراض أن تبين للمحكمة كيف تقوم بعروضها ولم يكن لديها أي اعتراض وبالفعل قدمت عرض مجاني في المحكمة إلا أن القضاة خجلوا من رقصها وقالوا أنهم لا يريدون أن يروه وحكموا بإدانة الراقصات وتغريم كلًا منهم 50 دولار أمريكي أي ما يعادل حوالي 1440 دولار أمريكي الآن.

في هذه المحاكمة نادى أنثوني كومستوك بفرض الرقابة على الفنون لحماية المرأة الأمريكية وقيمها تمامًا كما يحدث الآن في مصر، 127 عامًا تفصل بين راقصات نيويورك وفتيات الـ”تيك توك” إلا أن “جريمتهن” واحدة والقيم غير المحددة سبب إدانتهن.

إقرأ أيضا
بغداد

ولن نعلم أبدا لماذا وكيف قررت الراقصات المصريات الهجرة للولايات المتحدة لممارسة الرقص الشرقي هناك!

الكاتب

  • الرقص الشرقي ريم الشاذلي

    ريم الشاذلي طالبة في كلية حقوق القسم الإنجليزي بجامعة عين شمس ومهتمة بحقوق المرأة والحركة النسوية المصرية والعالمية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
4
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
2
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان