رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
113   مشاهدة  

“أزمة اللاجئين” في تركيا الترحيل شعار الانتخابات القادمة

أزمة اللاجئين
  • صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال



مع تراجع الاقتصاد التركي تطفو أزمة اللاجئين على السطح، في بلد تؤوي ستة ملايين لاجئ أصبحت الشريحة السكانية الجديدة قضية سياسية ملِّحة؛ يصب عليها الأتراك غضبهم تجاه الأزمة المعيشية ويضعها السياسيون ضمن أولويات برامجهم الانتخابية. السباق الرئاسي الحالي يضع المرشحين تحت المجهر أمام الأزمة، وتتوالى التصريحات التي تعد الناخبين بتركيا جديدة بلا لاجئين.

وفقًا لتقرير المفوضية السامية للاجئين عام 2022 تركيا هي أكثر الدول استضافة للاجئين على مستوى العالم، سببت تلك الحالة تغييرًا ديموغرافيًا كبيرًا على أرض الواقع؛ مكونة شريحة سكانية جديدة تمثل 7% من السكان، جعلت العرب ثاني أكبر أقلية عرقية بعد الأكراد- الذين يعانون بالفعل من النزعة العرقية التركية-. 

تعيش تركيا أزمة اقتصادية حادة انعكست على ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، ناهيك عن هبوط قيمة الليرة أمام الدولار، ومع تقديمها الخدمات الصحية والتعليمية لملايين اللاجئين أنفقت البلاد 100 مليار دولار خلال العقد الأخير. الأمر الذي صَّعد من نبرة العنصرية تجاه اللاجئين خاصة العرب في مجتمع لم يفتح بابه من قبل أمام ذلك النوع من الهجرة، وهو ما ظهر جليًا في انتقادات شعبية طالت الحكومة الحالية، والمطالب التي تلزم القيادة السياسية القادمة بضرورة حل الأزمة.

أصبح المرشحين في السباق الرئاسي القادم أمام عدة أزمات لن يرضى عنهم الناخبون قبل أن يقترحوا خططًا عملية للتعامل معها، على رأسها إعادة الإعمار وتأمين المؤسسات من مخاطر الزلازل ثم الأزمة الاقتصادية جنبًا إلى جنب مع أزمة اللاجئين. اتفقت التيارات السياسية المختلفة على ضرورة ترحيل الشريحة الجديدة التي أرهقت الاقتصاد القومي واستنزفت موارد الدولة، وهو ما بدا واضحًا في تصريحات عنيفة تجاه السوريين المقيمين في تركيا على لسان مرشحي الرئاسة.

قيليتشدار أوغلو: سيرحل السوريون إلى وطنهم خلال عامين

أزمة اللاجئين
قيليتشدار أوغلو يدلي بتصريحات خلال زيارته لولاية هاطاي

كمال قيليتشدار أوغلو مرشح الطاولة السداسية المعارض تصدرت تصريحاته حول اللاجئين المشهد أكثر من مرة، باعتباره المنافس الأكثر خطورة تعتبر مشاريعه تجاه الأزمة واقعًا ليس بالبعيد قد يواجهه ملايين العرب اللاجئين بشكل رسمي أو غير رسمي. فقد أعرب أكثر من مرة عن عدم الرضا تجاه ما سماه استغلال اللاجئين دوليًا، وتحول بلاده إلى سجن للقوى الإمبريالية المتصارعة، مقدمًا وعودًا للشعب التركي بخطة تحل المشكلة خلال عامين.

كما هاجم التيار المشجع على استبقاء اللاجئين بالحزب الحاكم، مؤكدًا أن أزمة اللاجئين غير نابعة من نزعة عنصرية تجاه هؤلاء الضحايا، بل أن الأمر يأخذ أبعادًا سياسية تتعمد إثقال كاهل تركيا واستغلالها لرفع الحرج عن الاتحاد الأوروبي، نال أردوغان حظه من الهجوم فقد اعتبره مهندسًا للصفقات المشبوهة التي عقدت مع الاتحاد.

بعد إعلانه مرشحًا رسميًا لتحالف الأمة اتضحت أساليب التعامل مع أزمة اللاجئين على لسان قيليتشدار أوغلو، في أحد أهم تصريحاته خلال زيارته لولاية “هاطاي” الحدودية المنكوبة- بصحبة أكرم إمام أوغلو عمدة إسطنبول ونائبه المستقبلي-، صرحَّ قائلًا “سنرسل إخواننا السوريين إلى بلادهم خلال عامين، دون أن نسم جبين أمتنا النبيلة بطابع العرقية السوداء، وهو ما ينطبق على اللاجئين الأفغان أيضًا. ولن يتمكن أيًا لاجئ من عبور الحدود دون حساب ثانية؛ لأن أمن الحدود مسؤولية ملحة تمامًا كالأمن القومي”. 

خلاف حول سياسة “الباب المفتوح” داخل تحالف الشعب الداعم لأردوغان

أزمة اللاجئين
نقطة عبور اللاجئين عبر الحدود التركية

تصريحات سابقة لنائب رئيس حزب العدالة والتنمية مولود تشاووش أوغلو أوضح خلالها دعم الحكومة لقضية اللاجئين سواء في المدن أو المخيمات الحدودية، حيث أشار إلى خطط لإتاحة المزيد من الخدمات الصحية والتعليمية تتحمل تركيا أغلب نفقاتها. 

أمَّا أردوغان– صاحب سياسة الباب المفتوح- فقد لوح أكثر من مرة بسلاح اللاجئين في وجه الاتحاد الأوروبي الرافض لضم تركيا، مهددًا أوروبا بفتح باب الهجرة أمام ملايين اللاجيئين التي يعلم الجميع أنها لا تستطيع استيعاب ربعهم. وقد طالب الاتحاد بتسديد الدعم الذي وعد تركيا بتقديمه، والذي وصل إلى 6 مليار يورو تم دفعها بالفعل في أثر التهديدات. في الوقت  الذي أعلن فيه أردوغان خطة لإعادتهم إلى وطنهم طواعية، نشرت وسائل إعلام على لسان اللاجئين رفضهم للعودة خوفًا من الحروب، وتوجسهم تجاه التقارب الأخير بين أردوغان والأسد أكثر مما هو تجاه خطاب المعارضة ضدهم.  

من الجدير بالذكر أن شريحة داخل تحالف الشعب الداعم لأردوغان تطالب بوقف سياسة الباب المفتوح وفقًا لليورو نيوز التركية، حيث يدعو حزب الحركة القومية إلى تطبيق قواعد صارمة على اللاجئين السوريين المتقدمين للحصول على الجنسية، ووقف التعيينات الرسمية لهم في مرافق الدولة التي تحرم أبناء الوطن من فرصهم، مؤكدين أن سياسة الترحيل الاختياري- التي ينتهجها أردوغان- غير عملية وقد تستغرق قرونًا.

إقرأ أيضا
الانتخابات التركية

أمَّا تحالف الأجداد الذي يخوض السباق الرئاسي الحالي بقيادة حزب النصر فقد تبنى وجهة نظر أكثر حدة، حيث أوضح أن أزمة اللاجئين ليست مجرد هجرة بل غزو سري له نزعة قبلية، معتقدًا أن التصدي لها يعتبر تصديًا لمؤامرة ضد تركيا. كما علق الأزمة الاقتصادية في رقبة اللاجئين وحزب العدالة والتنمية الذي يدعم سياسة الباب المفتوح، ودعا الحزب إلى تذكير الأتراك بنفقات اللاجئين السوريين في ظل التدهور الاقتصادي، وتذكير السوريين بوضعهم المؤقت وإثارة المجتمع ضدهم.

أيًا كانت نتيجة الانتخابات التركية المزمع انعقادها في الرابع عشر من مايو/ أيّار القادم، حتمًا ستؤثر على مستقبل اللاجئين، الذين يعتبرهم الأتراك مصدرًا للأزمة. في حال صعود قيليتشدار أوغلو إلى سدة الحكم سيواجهون الترحيل القسري؛ أمَّا في حالة استمرار السلطة الحالية سيظل استخدام مجتمع اللاجئين كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي يهدد استقرارهم. اللاجئون في ذلك المجتمع فروا من ويلات الحروب والمجاعات في بلادهم، ليجدوا أبوابًا مفتوحة تخبِّئ خلفها العنصرية التي تُحملِّهم بالكامل مسؤولية أزمة اقتصادية هم الجزء منها وليسوا الأصل.

الكاتب

  • أزمة اللاجئين إسراء أبوبكر

    صحفية استقصائية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، نشأت تحت مظلة "روزاليوسف" وعملت في مجلة "صباح الخير" لسنوات.

    كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
1
أحزنني
1
أعجبني
2
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
2


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان