أصل الهكسوس .. كيف ساهمت هجرة الآريين في احتلالهم لمصر
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ابتلع الخلاف كتب التاريخ حول تحديد أصل الهكسوس وأسباب هجرتهم إلى مصر، وذلك لأن لهم ارتباط لصيق بأشهر الاحتلالات خلال تاريخ مصر القديمة
الخلاف بين المؤرخين حول أصل الهكسوس
بعض المؤرخين ذكروا أن أصل الهكسوس يعود إلى القبائل السامية الموجودة في فلسطين والشام وجاءوا إلى مصر نتيجة القحط والجفاف الذي ضرب بلادهم.
فيما يذهب آخرون إلى أن أصلهم من الأقطار الشامية بسبب ظلم حكام ميتاني من جانب، وبسبب الضغط الممارس عليهم من المهاجرين الآريين، وتبنى هذا الرأي إدوارد ماير المؤرخ الألماني الذي حدد احتلال الهكسوس لمصر بأنه حدث في الثلث الأول من القرن السادس عشر قبل ميلاد السيد المسيح، وأنهم إنما أغاروا على مصر لاجئين مضطرين لما نزل بهم من ضيق، بعد ما وقعت هجرة الآريين في القرن الثامن عشر قبل مولد المسيح.
دور الهجرة الآرية في احتلال الهكسوس لمصر
كانت هجرة الشعوب الآرية وغارتهم على الأقطار الآسيوية قد وقعت في القرن الثامن عشر قبل مولد المسيح، ومن المرجح أن تكون هجرة تلك القبيلة الآسيوية أيام الأسرة الثانية عشرة كانت أول هجرة قام بها الساميون الى مصر في ذلك الوقت.، مع احتمالية أن قبائل أخرى فكرت في الالتجاء إلى مصر فردها عن ذلك ما كانت تخشاه قوة المصريين وازدياد سلطانهم السياسي، واعتمدت تلك القبيلة التي هاجرت تحت إمرة إبشاي على ثراء مصر من ناحية، وعلى ما كان لها من العشم في حسن ضيافة المصريين من ناحية أخرى.
يرجح المؤرخ المؤرخ أحمد بدوي أن أغلب الظن في أصل الهكسوس هو أنه سامي، وفي تاريخهم ما يشير إلى ذلك ويقوم دليلا عليه، فهذه طائفة أسماء ملوكهم تشير إلى أنهم أن لم يكونوا عبريين، فقد كانوا أقرب الناس إليهم على كل حال، على أن أسماء الملوك من الهكسوس لم تخل من أسماء غير سامية مثل بنون، وخیان، وسلاطیس، وأبا خنان، ولن يكون في ذلك ما يمنع من أن يكون أصحاب تلك الأسماء من أصل سامي.
احتلال الهكسوس لمصر
يذكر المؤرخ أحمد بدوي في دراسة له قال أن كل شيء في مصر خصوصًا، وفى الشرق القريب بوجه عام، قد كان يمهد يومئذ لمثل ذلك الغزو، فالفوضى كانت تسود كل نواحي الحياة المصرية، بينما يزداد الضغط على الهكسوس فيدفعهم إلى الهجرة، وحينها كان الشرق القريب يضطرب بهجرة تلك الشعوب الآرية، واندفاعها بين أقاليمه المختلفة، والهكسوسقد كانوا أصحاب غزو وغارة ، يجيدون صنعة الحرب ويحسنون فنونها المختلفة، فلما احتلوا مصر صُدِم أهلها يومئذ بعدما رأوا معهم من عدة الحرب وسلاحها، ومن خيل العدو وعجلاته الحربية ، ولم یكن في طاقة المصريين يومئذ أن يستطيعوا لقاء العدو ومقاومته، فدخل الهكسوس مصر في سهولة واجتاحوا شمالها في غير عسر .
قبل احتلال الهكسوس لمصر كانت أمور المصريين على خير حال، وقوتهم مضرب المثل في العزة والقوة والجاه العريض، وتبدل الحال لمجيء زمن الخلاف والفوضى، وعصور الاضطراب والمحن الجبارة والانحلال السياسي، حتى نزل الضعف منزل القوة، وتحللت تلك القبائل الآسيوية من كل عهد وقيد، فنسيت تقاليدها السياسية، ولم تر عليها بعدئذ من حرج في أن تهاجر إلى مصر، لا هجرة الضعيف، ولا هجرة اللاجىء المقهور، وإنما هجرة الفاتح المغير.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال