همتك نعدل الكفة
177   مشاهدة  

أعلى نسبة مشاهدة ومسار إجباري.. دراما شبابية فارقة داخل السباق الرمضاني

أعلى نسبة مشاهدة


استقبل الجمهور مسلسل أعلى نسبة مشاهدة من بطولة سلمى أبو ضيف، انتصار، محمد محمود،و ليلى زاهر، تأليف سمر طاهر، وإخراج ياسمين أحمد كامل، وكذلك مسلسل “مسار إجباري”  من بطولة عصام عمر، أحمد داش، صابرين، وبسمة، سيناريو وحوار أمين جمال، وإخراج نادين خان

باحتفاء شديد ومتابعة مستمرة لحلقاتهم منذ بدء العرض داخل السباق الرمضاني.

وهذا يعود لعدة أسباب:

أعلى نسبة مشاهدة
أعلى نسبة مشاهدة

الموضوع الجذاب

YouTube player

يرتكز مسلسل أعلى نسبة مشاهدة على أطروحة معاصرة بامتياز “تأثير التيك توك ومواقع التواصل على حياتنا العامة” أطروحة من الممكن أن تؤخذ بسطيحة وإدانة لهذا العالم ورسم الحياة وردية جميلة بدونه، شأنها شأن أي أطروحة درامية بالتأكيد من الممكن أن تأخذ الظاهر منها دون النبش في بواطن الأمور، وعلى الرغم من عدم انتهاء المسلسل وعدم الوصول لحلقاته الأخيرة، مازلنا في الأسبوع الأول من شهر رمضان، إلا أن التدرج الدرامي لهذا العمل واضح، ربما ستحدث إدانه في النهاية -سنلتقي في نهاية العمل ونتحدث فيما بعد- لكن إلى هذا الحد من الأحداث المطروحة بالعمل، فهو يسير داخل وتيرة منتظمة، في سياق محكم، من بناء شخصيات ذات خلفيات وأبعاد، لا نمطية فيها أو سطحية في الطرح.

البناء الدرامي

YouTube player

يقوم أعلى نسبة مشاهدة على شخصيات داخل بيئة فقيرة، لكن ليست من النمط الكليشيهي الفج، فهي تحيا في ظروف مادية واقتصادية صعبة تنعكس هذه البيئة على تصرفات الشخصيات وكذلك قراراتها.

كما يشكل العمل ثنائيات عدة ليطرح منها صراعه، بداية من الثنائية الأم وهي (العالم الحقيقي/ العالم الافتراضي) فهي الثنائية المركزية به، في محاولة جذب طرف الثنائية الثاني للأول، وبين الأخذ والرد تمهيدًا للانغماس فيما بينهما، أحيانًا بل وانصهارهما داخل بعضهما البعض، أحيان أخرى، لكن بالحفاظ على الاختلاف القائم بينهما لأن ذلك هو قوام العمل بالأساس، وبدأ ذلك بقوة في “فيديو اللايف أحسن أب في مصر” حيث اختلاط بين العوالم لا تفرقة فيه، ولكن، يصر العمل بين الحين والآخر على تأكيد الفارق بين ما هو افتراضي وما هو واقعي، دون الانحياز لأي منهما على حدة، رغم أن “الأفان تتر” أو المشاهد التي تقدم قبل بداية الحلقة، من الأزمنة القادمة التي سيتطور إليها الحدث، تبرهن ربما على الإدانة لهذا العالم بعض الشيء، وربما يكون فقط يستهدف القضية الاجتماعية الشائكة الخاصة بحبس فتيات التيك توك الشهيرة، بجانب أغنية المقدمة لـ”بوسي” التي تدين بالفعل عالم التيك توك، في شطحات حقيقية لإدانة طرف الثنائية الثاني، لكن داخل عالم الدراما وإلى هذا الحد لم تقع الإدانة حتى الآن، وهذا هو مصدر الجذب الأول فبين الأخذ والرد تظل التساؤلات مطروحة كذلك الآراء مما يقوي بنية الحدث أكثر ويجعل المتلقي منجذب متشوق لملاحقة مصائر الشخصيات وتطورها.

تطور الثنائيات الدرامية

YouTube player

لم يكتف المسلسل بهذه الثنائية التي تعتبر بمثابة ثنائية عوالم تجمع داخلها دائرة الشخصيات، بل يكون ثنائيات أخرى على مستوى شبكة علاقات العمل، وتتماشى أيضًا مع ثنائية العوالم المذكورة، وتعتبر أطرافها هي وليدة لهذه العوالم الكبيرة، وهي ثنائية (شيماء/ كاميليا) حيث فارق الطبقات الاجتماعية داخل طرف الثنائية الكبيرة الثاني (عالم التيك توك الافتراضي) فهو السبب الرئيسي في جمعهما معًا في مكان واحد، بل ونقلهما من الطرف الثاني للأول، أي من التيك توك للعالم الواقعي “مشهد افتتاح المطعم” وذلك على مستوى الفضاءات، أما على مستوى الصراع الدرامي، فبذلك تتشكل ثنائية ممهدة لوجود صراع قوي بدأت مقدماته من فضاء المكان المذكور نفسه “المطعم” واهتمام حبيب كاميليا بشيماء، وذلك بجانب عدم اغفال رصد الفوارق الطبقية عند الاجتماع داخل نفس المكان، فربما ستتطور تلك الثنائية مع تطور الثنائية الأم للوصول للأحداث المفجرة، التي ستزيد من عقدة الدراما.

وكما اهتم المسلسل بتشكيل ثنائيات بين عوالم مختلفة، اهتم أيضًا بتشكيل ثنائيات من نفس العالم (نسمة/ شيماء) الشقيقتان، متأثرة بالتأكيد بالثنائية الأم (العالم الواقعي/ العالم الافتراضي) لأنها بالأساس بدأت في الظهور والتطور من لحظة اجتياح عالم التيك توك عالم الشقيقتان الواقعي.

ومنها بدأت بذور الصراع تنشب ممهدة للحظات أكثر صدامية، نظرًا لرسم الشخصيتان من عالم واحد متشابهتان في كثير من المعالم الخارجية والمظهر، لكنهما مختلفتان من حيث الأبعاد والدوافع، بين راغبة في الشهرة، غير مهتمة بالعائلة وسمعتها، وأخرى تنتمي للعائلة بشكل عاطفي ووجداني أكثر، تلجأ كل منهما في النهاية لعالم “التيك توك” ولكن الأهداف مختلفة، وبالتأكيد اختلاف الأهداف سيتطور من صدامية المواجهات بينهما، ويزيد من حدة الصراع.

ومثلما وضعت نسمة وشيماء كأطراف متضادة داخل ثنائية متطورة، ففي أحيان كثيرة يجتمعا معًا كطرف واحد في مواجهة طرف آخر (نسمة+ شيماء/ كاميليا)، (نسمة+ شيماء/ العائلة) أي هما بنفسهما طرف في مواجهة آخر مختلف ربما طبقيًا وربما فكريًا وربما في الاتجاه أو الموقف من  الطرف الأهم “التيك توك”.

مسار إجباري وثنائيات درامية مختلفة

أفيش مسار إجباري
أفيش مسار إجباري

أما عن مسلسل “مسار إجباري” وموضوعه المائل للغموض، والبحث عن قاتل، متأثرًا باتجاه مسلسل رمضان الماضي “الصندوق” من حيث الغموض والبحث وراء الحقيقة، الذي كان يعتمد على عناصر تمثيلية شبابية بحتة أيضًا ويشترك على رأسها بين العملين “أحمد داش”

أما عن درامته التي تأسست كافة تفاصيلها على مبدأ الثنائيات نفسه. بداية في عرض عالمين مختلفين من حيث الطبقة بين حياة (إحسان وأولادها) في مقابل حياة (نعناعة وابنها) المشترك بينهما في الحلقات الأولى هو (الزوج عمر) وسرعان ما يختفي هذا المشترك لتنصهر هذه الأطراف وتجتمع داخل أقواس واحدة وتبدأ في التطور (حياة إحسان وأولادها/ حياة نعناعة وأولادها) ثم تتفكك لتصبح (نعناعة/ إحسان)، (حسين/ علي) لم تستمر كثيرًا هذه الثنائيات داخل المسلسل في موضع الضد بل أن انصهار العوالم أدى إلى جعلهما أطراف ثنائية متوافقة، ومنها نرى مشاهد كثيرة توضح تطور العلاقة الطيبة بين الزوجتين وكذلك الأبناء.

وذلك هو الاختلاف الأول بين أعلى نسبة مشاهدة ومسار إجباري، دون عقد مقارنة قوية بينهما، ولكن الشيء بالشيء يذكر، لأن قوام مسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” يقوم بالأساس على طرح المتضادات، بل وترتكز المخرجة بكل أدواتها على رصد المتضادات داخل الصورة وعنصر الملابس، بينما لا ينشغل مسار إجباري بطرح تلك المتضادات الاجتماعية والطبقية بقدر انشغاله بالشخصيات، فهي المؤثر الأساسي في بناء الحدث، بينما المسلسل الأول بناء حدثه يعتمد على اختلاف العوالم وكذلك الطبقات فحتى انصهارها يظل مؤقت وتسعى الصورة بكل ما في وسعها لتأكيده، ويظهر ذلك بقوة في تتبع مخرجته تفاصيل الأحياء الشعبية، وكذلك تفاصيل العوالم الراقية، ورصد فارق الملابس وكذلك الكادرات الواسعة وتقييم الفضاء الواقع به الحدث ووضعه في تصنيفه وبالتبعية تصنيف الشخصيات التي تنتمي له، أما مسار إجباري بالفعل يرصد فارق الطبقة ولكن ليس هو الأساس المعني به، هو فقط مؤسس للثنائية البادئة من التضاد متجهة للانصهار القوي، لتتحد وتصبح طرف واحد في مواجهة أطراف أخرى، غير معنية بالطبقية، بقدر اعتنائها بقدرها كشخصية درامية، ومنها يتكون طرف قوي بين (حسين وعلي) ليواجه أطراف أخرى مثل (مسعد، مجدي، سناء).

وبالتالي ذلك يمهد لصراعات صدامية كثيرة لاحقة، لكن باختلاف من حيث بناء الثنائية يتبع بالتأكيد اختلاف الدراما وعوالمها.

إقرأ أيضا
أطلس

الأسلوب الإخراجي

نادين خان ووالدها
نادين خان ووالدها

يميل البعض إلى تشبيه أسلوب “نادين خان” بوالدها المخرج الكبير “محمد خان” ودون الاتكاء على هذا التشبيه كثيرًا، فالطبع يوجد تأثر محمود من هذه المدرسة الإخراجية، لكنها لها طابعها الخاص، وربما ذلك التشابه فقط يقودنا لمنطقة الاهتمام أكثر بالشخصية ودلالة الصورة التي تخدم تفاصيل الشخصية، حيث الاهتمام بتكوين الكادر الذي يعطي معلومة عن الشخصية، وكذلك رسم خطوط حركة الممثلين، وظهر ذلك بقوة في الحلقات الأولى من عملها من اهتمام بزوايا تصوير تبلور الثنائيات دون اسهاب كثير في الكلام لتوضيح ذلك، في كادر على سبيل المثال يجمع الشقيقين من زوايا عكسية ليوضح عدم الانسجام بينهما، وكذلك في حركة الكاميرا السريعة من الانتقال لعالم علي داخل عربة صديقته إلى عالم حسين داخل عربته للسندوتشات، بالطبع لرصد الفارق الطبقي، ولكن أيضًا لتأسيس دلالات ممهدة لتقارب الشخصيات فيما بعد من فضاء يجمعهما داخل حواجز العربات، لفضاءات أكثر حميمة وانسجام، أما عن أسلوب مخرجة أعلى نسبة مشاهدة فربما ينتمي هو الآخر أو متأثر بعض الشيء بأسلوب “عاطف الطيب” المائل للتأسيس الأسري وأثر العائلة على الشخصيات وكذلك الاهتمام بالأماكن كجزء مؤثر وأصيل داخل الحدوتة الدرامية وكذلك الرؤية الإخراجية التي لا تتخل أبدًا عن تتبع الشوارع ومعالمها، ولكن بالتأكيد لكل منهما أسلوبها الخاص دون عقد مقارنة طويلة بينمها وبين أساليب أخرى مهما بلغ قدرها واهميتها.

الشخصية الشعبية

YouTube player

وأخيرًا يوجد نقاط تلاقي قوية بين العملين، أولها أن العناصر الأساسية لهما قائمة كليًا على الشباب، من التأليف والإخراج والبطولة، وهذا أمر لافت للنظر بالتأكيد، من حيث الاهتمام بالتفاصيل الدرامية وكذلك الإخراجية، والاجتهاد الملحوظ في عنصر التمثيل.

اقرأ أيضًا 
مسار إجباري ..المسار ليس دائمًا إجباريًا

وها يقودنا إلى عقد مقارنة أخيرة في طريقة تقديم شخصية الشاب/ة الشعبي/ة بين (أحمد داش وسلمى أبو ضيف)، مع العلم التام باختلاف المخرج وكذلك البنية الدرامية، فـأداء الممثل في المقام الأول مسؤولية المخرج بلا شك، ويظهر بشدة اهتمام نادين بمظهر وتفاصيل شخصية “حسين/ أحمد داش”، من حيث طريقة الكلام والمشي والملابس، بينما ربما أغفلت ياسمين تدريب “سلمى أبو ضيف” أكثر على شخصية شيماء، الفتاة الشعبية، حيث حرصت المخرجة والممثلة معًا على حشد الشخصية بكثير من اللزمات، جعلتها تنساها في كثير من المشاهد وتتذكرها في أخرى من حيث طريقة نطق بعض الكلمات، بينما تنطلق “ليلى أحمد زاهر/ نسمة” أكثر وتحافظ على لزماتها ربما لتواجدها بشكل قوي بالفعل كليلى على مواقع التواصل وتيك توك، وفهم تفاصيل ذلك العالم جيدًا والأخذ والتأثر أكثر بمشاهيره وقت اللزوم، ومنها كانت تحتاج سلمى لمزيد من التدريب للحفاظ أكثر على اللزمات وطريقة الكلام، ورسم ملامح خارجية قوية للشخصية تتماشى مع سياق البيئة، وربما الاكتفاء بلزمة واحدة أو أثنين كان أرجح من أخذ كل اللزمات المعروفة عن قاطني الأحياء الشعبية وجمعها كليًا لإثبات ذلك الانتماء الطبقي، لتظهر في كثير من المشاهد “مُصطنعة” لكن ذلك لا ينفي ولا يقلل من أهمية المحاولة الجادة لها كممثلة، ولمجهود كل من المخرجتين، وتحية لكافة العناصر الشبابية المتألقة في دراما رمضان هذا العام.

الكاتب






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان