أغنيات بين البعث والإحياء
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
قد يبدو منطقيًا أن يعيد مطرب غناء أغنية شهيرة استغلالًا نجاحاتها السابقة واستقرارها في ذاكرة الجمهور، لكننا الآن بصدد الحديث عن بعض الأغنيات التي لم تلقى نجاحًا ضخمًا في إصدارها الأول ونالت شهرة أكبر في الإصدار الثاني.
بعض الأغنيات كان من أهم أسباب إعادتها هو وجهة نظر المنتج الذي كان يري أنها تستحق فرصة أخرى، أو لجودتها الفنية مما يجعلها مطمع لأي مطرب، أو الاستعانة بها في عمل درامي.
لن نتطرق لأسباب فشل تلك النسخ الأولى لكنها محاولة لرصد وتوثيق تلك الأغنيات التي قد ينسبها البعض للمطرب الذي أعادها للحياة مرة أخرى، الأغنيات التي نحن بصددها ليست كلاسيكية الطابع بل أغلبها صدر في أوقات متقاربة في الثمانينات والتسعينات تلك الفترة الذهبية في الإنتاج الموسيقي.
أقرأ أيضًا …. البحث عن رحبانيات بليغ حمدي
وأنا أعمل إيه “مصطفى السقا – هشام عباس”
صدرت تلك الأغنية لأول مرة بصوت المطرب “مصطفي السقا” في ألبوم فينك، لم تلقى الأغنية نجاحًا كبيرًا وساهم في طمسها هو اختفاء مطربها واعتزاله الغناء بعد ألبومه الثاني “رزق العين”
أعاد المنتج “طارق الكاشف” إحياء تلك الأغنية مرة أخرى، بعد أن رأي أنها تستحق فرصة أخرى بتوزيع جديد وبصوت مختلف، فقدمها بصوت “هشام عباس” وقام بتسويق موسيقى الأغنية في ثوبها الجديد بإهدائها كتتر لأحد برامج المنوعات في رمضان، ثم صدرت في عيد الفطر المبارك في ألبوم “تعالى” والذي حقق نجاحًا ضخمًا وضع هشام عباس على طريق النجومية.
لتلك الأغنية تحديدَا إصدار ثالث بصوت الشاب خالد وتم الاستعانة بها في الفيلم الفرنسي Origine Controlee لكنها لم تحقق نجاحًا يوازي نجاحها بصوت هشام عباس ويمكن إرجاع ذلك لعدم تألف صوت خالد مع اللهجة المصرية.
دار الزمان بينا “أميرة – إيمان البحر درويش”.
شهدت نهاية الثمانينات عدة تنقلات فنية؛ أهمها خروج يحيى خليل وفرقته من شركة سونار وإنشاؤه شركة إنتاج فني قدم فيها العديد من الأصوات الغنائية.
بدأ خليل مشروعه مع الملحن “حمدي صديق” في ألبوم “عجبتيني” ثم تبعه بألبوم أخر بعنوان “البنات” وهو المشروع الذي قدم فيه عدة أصوات نسائية أهمها المطربة “أميرة”.
لم ينجح الألبوم كثيرًا بل أنه قد لا يكون معروفًا لغالبية الجمهور، وهو ما يكشف خطأ مقولة أن خليل هو صانع النجوم حيث لم تنجح تلك الأصوات إلا مع غيره ومنهم أميرة التي تألقت وصنعت مجدها الفني مع حميد الشاعري،اختيار صوت أميرة لأداء تلك اللحن كان سيئًا جدًا ولم يتماشى مع طبيعة صوتها، مما جعل الملحن “جمال بشارة” يعيد تقديم اللحن مرة أخر بصوت”إيمان البحر درويش” في ألبوم “شمس ودفا” وهو الألبوم الذي شهد إحياء لحن أخر “عجبتيني” والتي أعيد كتابة كلمات عليها بعنوان “عرفتيني”.
تسبب هذا الأمر في صدام كبير بين الثنائي “لطفي” و”خليل” مما أدى إلي قطيعة بينهما، لكنه أوضح حقيقة مهمة هي فشل خليل المتكرر في اختياراته عكس ما يروج له دائمًا.
لآلي “إسماعيل البلبيسي – محمد محي”
ظهرت الأغنية لأول مرة في البوم “كده كده” للمطرب والملحن “إسماعيل البلبيسي” المشهور بأغنية “الغربة”، ظلت تلك الأغنية في وجدان المطرب “محي محي” والذي كان قريبًا من البلبيسي وقرر إعادة غنائها مرة أخرى مع تغيير طفيف حيث استبدل الموال الذي كان في المقدمة مفضلًا أن يكون المذهب هو الدخول الرئيسي.
الأغنية صدرت في ألبوم “شارع الهوى” واحد من أقيم ألبومات محي الفنية وأكثرها ضجة، وساهم تصويرها وإخراجها الموسيقي في إضفاء بعض السحر والنجاح عليها عكس الإصدار الأول.
ولد وبنت “فرقة المصريين – علي الحجار”
ظهرت تلك الأغنية مرتين في عام واحد الأولى كانت في في ألبوم “حرية” لفرقة المصريين، والثانية بصوت علي الحجار في ألبوم “محتاجلك” لم تنجح الأغنية سوى مع الحجار بل أن البعض قد لا يعرف أن فرقة المصريين غنتها من الأساس.
سر نجاح الأغنية بصوت الحجار يكمن في أدائه العظيم للحن، عكس أداء فرقة المصريين الجماعي الذي افقدها روحها، أما الحجار فغناها وكأنها تجربة شخصية له فوضح الفارق الفني بين الاثنان.
عيون “ماهر العطار – محمد منير”
أغنية عيون غناها المطرب “ماهر العطار” في أواخر السبعينات من كلمات الشاعر “سيد حجاب” ولحن وتوزيع الملحن الشاب وقتها “عمار الشريعي” ، لم تصمد الأغنية كثيرًا في فترة كان المستمع يبحث عن أغنية جديدة وأصوات جديدة ورغم أن عمار أبدع في أن يغلفها بروح شبابية غربية بعض الشئ في التوزيع الموسيقي لكنها لم تنجح بصوت “ماهر العطار”
أعاد منير غنائها في ألبومه “أهل العرب والطرب” والذي يحسب له التفتيش في أغاني قديمة قد تبدو مجهولة للمستمع، وكأنه يزرع في وعيه أنه أغنيته بالأساس وساهم في ذلك أن الثنائي “حجاب” و”عمار” كانا لازالا على قيد الحياة وقتها، ويحكي منير أنه في اتصال هاتفي مع عمار طلب منه إعادة غنائها وعندما طلب منه عمار الحضور لكي يستمع إلى اللحن قال منير أنه يحفظه عن ظهر قلب فأحال عمار الأغنية للموزع طارق مدكور والذي أعاد توزيعها مرة أخرى مستعينًا يحيي الموجي لكتابة الوتريات ونجح منير في صبغها بأدائه الفني ونجحت معه .
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال