ألفريد باكر .. رحلة البحث عن الذهب التي انتهت بقتل اصدقائه وتناول لحمهم
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
ذات يوم اجتمع ستة أصدقاء مقربين وقرروا الذهاب في رحلة لـ كولورادو، وذلك للتنقيب عن الذهب، خرج كل منهم وهو يتخيل حياته بعد إيجاد الذهب، يرسمون ويخططون للحياة المرفهة الجديدة التي تنتظرهم، ولكن ما حدث كان عكس كل توقعاتهم، حيث واجهتهم الجبال والعواصف الثلجية، وعانوا كثيرًا من الجوع والعطش، وفي النهاية لاقوا مصيرًا مرعبًا بعد أن قرر أحدهم ويُدعى ألفريد باكر، أن يقتلهم ويتناول لحمهم حتى يحمي نفسه من الموت، ويضمن البقاء على قيد الحياة والعودة لوطنه سالمًا.
ألفريد باكر
كان ألفريد باكر طفلًا طبيعيًا للغاية، يعيش حياة هادئة وطبيعية، حتى ذلك اليوم الذي تم استدعائه فيه من قِبل القوات المسلحة الأمريكية، وذلك للمشاركة في الحرب الأهلية، ووقتها تعرض ألفريد لنوبات صرع شديدة بسبب هول ما رآه من جثث وخراب وتدمير تعرضت له البلاد على مدار خمس سنوات، وبسبب تلك النوبات المرضية، تم تسريح ألفريد من الجيش، وأقنعه بعض من أصدقائه بالذهاب معهم في رحلات البحث عن الذهب في الإكوادور.
رحلة البحث عن الذهب
خرج الأصدقاء الستة في طريقهم للبحث عن الذهب، وأثناء السفر اعترضهم جبل يسكنه الهنود الحُمر، فقرر الأصدقاء عبور الجبل على الرغم من معرفتهم بمخاطر ذلك الطريق، ولكنهم لم يكترثوا للتحذيرات التي قيلت لهم قبل السفر، بالإضافة إلى العواصف الثلجية الشديدة التي هاجمتهم، ومن وقتها انقطعت أخبارهم عن العالم الخارجي لعدة شهور، فاعتقد الجميع أنهم ماتوا بسبب العواصف الثلجية أو مهاجمة الهنود الحُمر لهم، ويومًا ما، فوجئ الجميع بعودة ألفريد باكر وحده، وهو مُغطى بالثلوج وفي حالة مزرية، وكان من الطبيعي أن يكون أول سؤال يتلقاه هو عن مصير أصدقائه الخمسة، فقال لهم أنهم تمت مهاجمتهم وضربتهم العواصف الثلجية ونجا منها بأعجوبة، وأخبرهم أنه لا يعرف مصير أصدقائه وماذا حدث لهم، وظل ألفريد لمدة طويلة يتحدث عن بطولاته وشجاعته التي مكنته من الخروج من العواصف الثلجية الخطيرة، حتى ذلك اليوم المنحوس الذي شرب فيه ألفريد كمية كبيرة من الخمر، وبدأ في التحدث عن أنه قتل أصدقائه وتناول لحمهم، وأن ذلك هو السبب الوحيد الذي مكنه من البقاء على قيد الحياة، وعودته لبلده سالمًا.
القبض على ألفريد باكر ومحاكمته
تم التبليغ عنه وإلقاء القبض عليه، وأثناء التحقيقات لم ينكر ألفريد باكر التهم، بل على العكس تمامًا فقد اعترف بها جميعها، وبرر فعلته بأنه كان يحاول إنقاذ نفسه من الموت جوعًا، وأخبرهم بمكان الجثث، وبالفعل عثر المحققون على بقايا جثث الخمس أصدقاء، وأوضح الأطباء أن أعضائهم مقطوعة وغير مكتملة كأن أحد التهمها، وأظهرت التحقيقات أن الجثث تم نهشها بواسطة سكين حاد تم إيجاده بجوارهم، وأوضح باكر أنه لم يقصد قتلهم، ولكنه اضطر لفعل ذلك لإنقاذ نفسه من الموت، بعدما ظلوا في الجبال بدون طعام أو شراب لمدة طويلة، وفي النهاية تم الحكم على ألفريد باكر بالإعدام عام 1874م، ولكن تم تخفيف الحكم بعد الاستئناف لسجن مدى الحياة، وبعد ستة عشر عام تم الإفراج عنه بسبب انضباطه والتزامه داخل السجن، وتُوفي عام 1907م.
اقرأ أيضًا
روزماري بولين .. السفاحة التي مارست “العهر والقتل” بصحبة زوجها
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال