أمام كاميرا “فوتوبوك” .. الرسالة (2) من معرض الكتاب 2023

وكما يقول زوّار المعرض أنه عيد أعاده الله على القرّاء بالخير واليُمن والبركات .. وهو حقًا عيد، فلا أحد بالداخل غير سعيد .. بمجرد أن يرى القُرّاء بعضهم ويكسرون الوحدة التي يعيشونها طوال العام في بوتقة من الإحساس العام بأن هذا القارئ هو الوحيد في أسرته بل وقريته بل وشعوره العام بأنه لن يجد ما يبادله نفس الاهتمامات بالكُتب والكتابة عمومًا .. وكما أي عيد .. لابد من مظاهر كنسيج منبثق منه .. بالضبط كمحلات الكعك والبيتيفور بعد صلاة العيد ..  لكن عيد معرض الكتاب لابد يختلف قليلًا في مظاهره .

وفي معرض الكتاب 2023، وانت واقفًا بين  بلازا 1  وبلازا 2 .. سوف تلاحظ رُكنًا به كاميرا ومجموعة من أشخاص يكونون فريق عمل لمشروع توثيقي شديد الأهمية في معرض الكتاب، وهي السنة الثالثة على التوالي من مشروع “أيزو فوتوجرافي“، والذي هو باختصار عبارة عن التقاط صورة تذكارية للمتخصصين في صناعة النشر، سواء كاتب أو ناشر أو ما تحويه الصناعة من أعضاء .. وفيه يجلس الشخص على كرسي التصوير ويلتقط له المصور له صورة سوداء الخلفية، لا تختلف عن الخلفية ولا تختلف وضعيات التصوير غالبًا، فهوية المشروع كله واحدة لا اختلاف فيها .. وبعد نصف ساعة تقريبًا تعود لتستلم صورتك ورقية، وفي مساء اليوم تجدها على منصات المشروع الإلكترونية .. والمشروع في هذه الدورة برعاية الهيئة العامة للكتاب، وبيت الحكمة، ودار كيان للنشر والتوزيع، والمؤسسة العربية الحديثة، وسلاح التلميذ.

يقول “بيتر آدمز” إن أفضل صورة في العالم تدور حول عمق الشعور وليس عمق المجال .. وهذا أفضل ما في مشروع “فوتو بوك” ..  لأنه لا يعلم معاناة الكتابة والنشر إلا صانعيها فإن صورة مثل هذه سوف تزيد قيمتها كلما مرت السنوات .. حين يأتي جيل قادم يدقق ويفحص عن جيل ماضي كان يكتب وينشر ويوثق لحظاته، حين يأتي كاتب في العام 2100 يود أن يكتب سيرة كاتب في العام 2023 سوف يعود بالتأكيد لمصادر توثيق تواجده مع كتابه في تلك المرحلة .. وبالتأكيد سيكون “فوتوبوك” جزءًا من مكونات البحث  الأساسي لأي باحث، وإن كانت أفضل صورة في العالم تدور حول عمق الشعور لا عمق المجال فإننا أمام مشروع توثيقي للمشاعر بامتياز .. فلا أصعب  – وأحلى – من صناعة كتاب .. ولا أهم من أن توثقه بالصورة .. فشكرًا صناع فوتوبوك.

إقرأ أيضا

الرد على ما أثاره عبد الله رشدي من شبهات حول القرآن