407 مشاهدة
أن تكون أحمد المدثر .. أو لا تكون إنسانا بالأساس
هاجم الكثيرون زيادة عدد اللاجئين في مصر، انتقدوا السوريين والسودانيين والعراقيين وقبلهم الفلسطينيين، وبقى الرئيس المصري فخورا بأن مصر لا تقيم معسكرات للاجئين مثل الدول الأخرى بل يعيش فيها العربي بجوار أخاه المصري تماما مثله في المدن والقرى المصرية أيا كانت جنسيته، لتأتي تلك الواقعة لتكون تأصيلا لهذا بعيدا في صعيد مصر في مدينة أسيوط وفي محطة قطارها.
شاب سوداني في بداية العقد الرابع من عمره على أحد محطات القطار يشاهد سيدة مصرية تجاوزت الستين من عمرها تسقط تحت عجلات القطار صارخة فيه : إلحقني يا ابني
لم يفكر أحمد المدثر الشاب السوداني لحظة في جنسيته أو لونه أو مكانه وألقى بنفسه بكل شجاعة أسفل القطار لانقاذ السيدة والتي أخرجها سليمة لأبنائها بشجاعة منقطعة النظير لكنه للأسف … فقد ذراعه.
بطل خارق من أبناء وادي النيل أنقذ أما مصرية بشجاعة منقطعة النظير دون مقابل أو تفكير سوى في الإنسانية، لاجيء أخر يثبت أن الدولة على حق، وأن العروبة والمواطنة ليست حدودا رسمها الغرب في اتفاقية “سايكس – بيكو”.
أحمد المدثر ليس مجرد شاب سوداني يستحق التكريم بل بطل أسطوري يستحق أن يتعرف عليه أطفالنا ويتم تكريمه في الفضائيات المصرية وأن تقدم له الدولة طرفا صناعيا بدلا من ذراعه المفقود فقط لأنه بطل.
مثل أحمد المدثر يجعلوننا نستيطع أن نثق في استكمال الإنسانية لدورها في جعل الحياة أفضل.
صنعت مصر تاريخا عظيما في القرنيين التاسع عشر والعشرين بالكوزموبوليتانية، ومازالت تستطيع صناعته في القرن الواحد والعشرين
الكاتب
ما هو انطباعك؟
