رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
236   مشاهدة  

أوديب ..عقاب القدر لمن يعانده

أوديب
  • إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



خرجت التراجيديا عند الإغريق من رحم الطقوس الدينية، فكانت تقام الطقوس الدينية الاحتفالية من الصباح وحتى  غروب الشمس. ثم تطورت التراجيديا وأصبحت تمثل من خلال أقنعة سوداء وجوقة ؛ أي مجموعة من المنشدين يصفون مشاهد معينة للجمهور وخاصة الأحداث التي حدثت بالماضي.

ومن أشهر المسرحيات التراجيدية الإغريقية هي مسرحية أوديب لسوفكليس والتي تحكي قصة أوديب الذي وجد بلدته طيبة محاصرة بالطاعون والأمراض ووكل صهره كريون بالتقصي  عن سبب الطاعون من عرافة بمعبد دلفي، فيأتي كريون بخبر وجود قاتل بالمدينة لابد من عقابه حتى تزول غمة المرض.

يدخل أوديب في دوامة لمعرفة القاتل والبحث عن الحادث نفسه، فيما كان دخوله لطيبة وتنصيبه ملكا عليها بسبب قتله للوحش أبو الهول الذي حاصر المدينة وقد قتل عجوز بالطريق مع حاشيته ولم يكن يعرف أن من قتله هو لايوس حاكم طيبة السابق وأبيه.

ولعودة أكثر إلى الماضي فقد تلقى لايوس نبوءة أنه سيقتله ابنه، وعندما عرف بذلك أعطى ابنه الوليد لرجل كي يتخلص منه خارج المدينة وكان هذا الابن هو أوديب التي تبنته عائله ملكية وعندما كبر وعايره أحدهم بأصله خرج للبحث عن أصل مولده وهنا تلقي نبوءة هو الآخر بقتل أبيه وزواجه من أمه.

 وقع لايوس في صراع مع القدر الذي لم يستسلم له عندما علم بالنبوءة، عندما قرر أن يتخلص من ابنه؛ لذلك كانت نهايته الموت، ودائما ما تدور التراجيديا الإغريقية حول الصراع مع القدر، ويكون بطل القصة رجلا من النبلاء وعلية القوم الذين يسقطون في فخ مصارعة القدر ثم ينتهي حالهم بمأساة كي تحدث عملية الإحلال التي تكلم عنها أرسطو بشعور الجمهور  بالشفقة على البطل والخوف من مصيره، وهنا تحدث عملية التطهر للمشاهد بخروج هذه المشاعر.

أما عن أوديب نفسه فقد تلقى عقاب القدر مقابل تسرعه الأهوج في قتل شخص لا يعرفه والذي  كان لايوس الذي تخلص منه في صغره، وعندما عرف الحقيقة البشعة أن جيوكاستا التي تزوجها ملكة الطيبة هي أمه، وأنه هو القاتل الذي يبحث عنه، قام بفقأ عينيه حتى  يعاقب نفسه على عمى البصيرة بعمى البصر وكتب على نفسه بشجاعة النفي من البلاد.

أقرأ أيضا..علي البلوشي يبهر جمهور الاسكندرية للمرة الثانية

ولدينا شخصية أخرى كان تحديها للقدر وصراعها معه سببا في نهاية مأساوية لها هي الأخرى، وهي شخصية جوكاستا زوجة لايوس ومن بعده أوديب وملكة طيبة.

فقد حاولت منع أوديب عن معرفة الحقيقة لأنها اقتربت منها وهنا كانت ستمنع رغبة القدر في ظهور الحقيقة أمام شعب طيبة كله، ولذلك نجد أن نهايتها كان بانتحارها بآخر العرض عندما انكشفت الحقيقة المؤلمة.

إقرأ أيضا
sapiosexual

وهناك سبب وراء عقاب كل أبطال العروض التراجيدية الإغريقية بهذا الشكل بعد صراعهم مع القدر، وهو إسقاط أن من يتحدى القوى الحاكمة فنهايته لابد وأن تكون مأساوية.

بمعنى آخر، فهذه النهايات ما هي إلا بمثابة تحذير للمشاهدين آنذاك بعدم التفكير خارج الصندوق أو ضد السلطة الحاكمة.

الكاتب

  • أوديب إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية تخرجت في كلية الآداب، عملت كمحررة لتغطية مهرجانات مسرحية، وكصحفية بموقع المولد. ساهمت بموضوعات بمواقع صحفية مختلفة، وتساهم في كتابة الأفلام القصيرة. حصلت على الشهادة الوظيفية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من الجامعة الأمريكية وألفت كتابًا لتعليم اللغة العربية للأطفال بالدول الأوروبية.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان