همتك نعدل الكفة
850   مشاهدة  

أوقفوا تحليلاتكم الظالمة حول تصرفات الأطفال

الأطفال
  • إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



 الأطفال  تصرفاتهم بها عالم مصغر من عالم الكبار، ولكن الفرق أن الإنسان البالغ  يعرف الفرق بين الخير والشر بشكل واضح، وعلى هذا الأساس يمكننا محاسبته.  

انتشر مؤخرا بموقع فيس بوك  فيديو لأختين صغيرتين في احتفال بعيد ميلاد. غارت الطفلة الصغرى من أختها صاحبة عيد الميلاد د، وغيرتها بالتحديد  كانت من فقرة إطفاء الشمع والتي خطط الأهل أن تصبح لأختها  لوحدها.

هل ابني غبي؟..عن المذاكرة والتحصيل الدراسي

انتظرت الطفلة الغيورة لحظة إطفاء الشمع وأصرت أن تأخذ هي اللقطة وتطفأ شموع التورتة كي تغيظ أختها. لم تنتهِ الفقرة الطفولية عند هذا المشهد، فأخذت أختها حقها تالت ومتلت وجرتها من شعرها حرفيًا و ضربتها كي ترد على موقف الأخت الصغيرة التي خططت له في لحظات

بكت الأخت صاحبة عيد الميلاد بعدما فسدت أختها اللحظة التي تنتظرها “لحظة إطفاء شموع التورتة” فيما رجعت الصغرى لهدوئها بمنتهى الثبات الانفعالي، وقامت بتعديل شكل شعرها بعد الخناقة بينها وبين أختها، وابتسمت ابتسامة انتصار.

لا أعلم متى أصبح الناس يمتلكون الفراغ الذي يجعلهم يحللون اللقطة وما بعد اللقطة؟..فرواد مواقع التواصل الاجتماعي حللوا ما بعد الموقف وشخصية الصغيرة من موقف واحد، بل وحكموا على شخصيتها في المستقبل!

غارت الطفلة ولا ننكر المشهد الذي رأيناه بأعيننا، ولكن يحدث هذا بين الأطفال، وقد عملت بالتدريس بالمدارس لسنوات، وكنت أرَ مثل هذه المواقف وأعنف منها، ثم تعتذر كل طفلة لصديقتها بشعور بالذنب والخطأ، وينسوا ما حدث ببراءة شديدة بفسحة المدرسة مع اللعب. 

القلق والتحصيل الدراسي..متى يصبح القلق خطرا على ابني؟

ليس معنى حدوث الغيرة أو غلاسة الأطفال أنها ستصبح شريرة وستصبح زميلتك في العمل التي تخطط لخازوق لكِ بهدوء، وستصبح سلفتك الحرباية التي تخطط للتفرقة بينك وبينك زوجك، وستصبح جارتك التي تستفزك وتعود لهدوئها دون انفعال. تحليلات الفيس بوك أصبحت مخيفة ومرعبة؛ أصبح الناس لا يحكمون فقط على الكبار من لقطة .بمشهد بفيديو أو صورة، ولكن يحكمون أيضًا على الأطفال!..دون مراعاة لمشاعرهم أو مشاعر أهاليهم 

تختلف مشاعر الأطفال عن الكبار، بأن ليس لديهم النضج على مستوى المشاعر بهذه المرحلة فيما يضايق الغير، فهم أنانيون ببراءة  في المقام الأول يبحثون عن  تلبية احتياجاهم ؛ مثل اللعب حتى لو كانت ماما مرهقة ولا تستطيع اللعب الآن. لا يعرفون التحكم في انفعالاتهم عند الجوع على سبيل المثال، فتتفاجئ بطفل يصرخ لأن أمه لم تحضر له الطعام المناسب الذي طلبه

أفضل قصص الأطفال..دوران دوران وقصص أخرى

أتذكر تلميذة انجليزية كان عمرها أربع سنوات عندما بدأت تعليمها اللغة العربية. وكنت في بداية مشواري بهذا المجال وكان خطأي الموافقة على انضام طفل للدرس في عمرها لأب انجليزي و زميلها بالمدرسة وتحبه جدًا.

إقرأ أيضا
النصيحة

كل هذا جميل، فأين الخطأ؟..الخطأ كان معرفته للعربية لأن أمه مصرية. فانقلب حب الطفلة الانجليزية له لضرب بوكسات في الحصة ولا أجدع ملاكم. أخذت الصغير المسكين على خوانة كما يقولون.

وكان السبب الرئيسي الغيرة؛ شعرت البنت أنه يتفوق عليها في لغة مازالت لا تعلم عنها شيئًا، فوجهت له عدة لكمات جعلتنا نفهم أنها لن تستطيع دراسة العربية معه. الآن وبعد سبع سنوات من هذا الموقف أصبحت البنت في أخر سنة بالمرحلة الابتدائية، وتتصرف بعقلانية غريبة أكبر من سنها، ولا تتصرف على أساس الغيرة

فلو سنحكم على مستقبل  الأطفال الذين يتصرفون بتلقائية شديدة وعلى شخصياتهم بالمستقبل من مواقف الغيرة لكبرنا المسائل و ظلمناهم، وليست مواقفهم مجالًا للفلسفة وإسقاط ما يحدث بعالم الكبار عليهم.

الكاتب

  • الأطفال إسراء سيف

    إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
4
أحزنني
1
أعجبني
1
أغضبني
1
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان