لماذا قال إبراهيم باشا محمد علي : أنا مصري ولست تركيًا
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
قرر إبراهيم باشا محمد علي أن يتكلم عن نفسه ورأيه في مسائل الحكم والسياسة، فاختار البارون دوبوا لوكومت من أجل محاورته وفوجئ البارون بكره إبراهيم للدولة العثمانية ورفضه أن يصف نفسه أو أصله بالتركي رغم أن مسقط رأسه كان عثمانيًا خالصًا.
إبراهيم باشا محمد علي ومصريته
كان إبراهيم باشا شخصية مركبة مثار إعجاب كل المؤرخين فنوبار باشا في مذكراته يصفه بالفاتح القاسي الذي لا يعرف الشفقة ويحب العدل والصدق، ورغم شراسته العسكرية لكنه اختلف عن أبيه في رؤيته لمصر حيث قال للبارون لوكومت «أنا لست تركيًا فإني جئت إلى مصر صبياً، ومن ذلك الحين مصرتني شمسها وغيرت من دمي وجعلته دمًا عربيًا».
اقرأ أيضًا
محمد علي والمماليك .. فصول الصراع المنسي بعيدًا عن مذبحة القلعة
في سن السادسة عشر وصل إبراهيم باشا محمد علي إلى مصر بعد استقرار والده في الحكم بـ 3 أشهر، وقبل أن يسطع نجمه عام 1816 في الحرب الوهابية تولى منصب التفتيش على الحسابات عام 1807 ليتمكن من جمع ما يمكنه من أموال للمقاومة ضد حملة فريزر.
لم يسافر إبراهيم باشا إلى الآستانة قبل اقتحامه العسكري لها إلا مرة واحدة حين أرسله والده في عام 1806 م كضمان للسلطان العثماني أن مصر ستدفع للباب العالي الخراج، وهناك استشف إبراهيم باشا بلاط الحكم العثماني وظل يمقته حتى عاد لمصر بعد دفع الخراج وعينه السلطان مساعدًا للباشا الكبير تقديرًا له.
بعد سقوط الوهابية بعامين تأسس الجيش المصري من أبناء شعبه، واختلف إبراهيم باشا مع أبيه بحكم أن الابن هواه مصريًا، فمحمد علي رفض تعيين المصريين كضباط لأنهم ليس لديهم صفة القيادة وربما سينقلبوا عليه، لكن إبراهيم باشا أصر على ترقيتهم فجعل أعلى رتبة هي يوزباشي، وخلال دخول الجيش المصري إلى عكا وصف إبراهيم باشا المصريين بقوله في رسالة لوالده «ومهما بحثوا (أي العثمانيين المحتدشين لحرب مصر) فلا يمكنهم أن يعثروا على مثل جنود العرب الذين أقودهم أنا».
حب إبراهيم باشا محمد علي لمصر عمليًا
بعيدًا عن الجوانب العسكرية الشهيرة في شخصية إبراهيم باشا فإن هناك جوانب أخرى له على القطاع المدني وتحديدًا الزراعي لأنه يرى ضرورة نهوض مصر زراعيًا، ويحدد كتاب الجمعية التاريخية عدة نماذج قام بها إبراهيم باشا.
اقرأ أيضًا
شيخ العرب همام والعثمانيين ..هل كان أمير الصعيد ثائرًا عليهم ؟
كان إبراهيم باشا محمد علي صاحب الفضل الأول في معرفة المصريين بـ «وابور الماء المدار بالبخار» لرفع المياه التي تلزمها الأراضي المجهزة للزراعة، وأعطى اهتمامًا كبير للحدائق العامة في منطقة جزيرة ومنيل الروضة.
وفطن إبراهيم باشا محمد علي لأهمية القطن المصري فعمل على سياسة التشجير بالتوت في ربوع الأراضي المصرية بهدف توفير الطعام اللازم لدود القز، فضلاً عن إدخال زراعة الشاي والقصب الأحمر وبن القهوة وفاكهة الجوافة وشجر الزينة والبطاطا.
سياسة تشجير مصر التي بدأها إبراهيم باشا مع التوت من أجل توفير الطعام لدودة القز لم تتوقف عند هذا الحد بل يعدد الرافعي أن إبراهيم منذ استقراره في مصر حتى العام 1835 نجح في تشجير المحروسة بـ 5 مليون شجرة شغلت الفاكهة منها 586.214 شجرة لـ 734 صنف من الفاكهة.
الكاتب
-
وسيم عفيفي
باحث في التاريخ .. عمل كاتبًا للتقارير التاريخية النوعية في عددٍ من المواقع
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال