“إدوارد ثيودور جين”.. جزار بلينفيلد الذي أرعب أمريكا
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
سجلت صفحات التاريخ الأفعال البشعة للعديد من المجرمين حول العالم، وبفضل ما سمعناه ورأيناه على شاشات التلفاز أو في الأخبار، اصبح لدينا توقع عما يمكن لكل مجرم فعله، ولكن أفعال “إدوارد ثيودور جين”، لن يتخيلها عقلك أو يستوعبها، فقد تخطت بشاعة جرائمه حدود العقل، واصبح مصدر إلهام مؤلفي قصص وأفلام الرعب، فجين لم يكتف بالقتل وحسب مثل معظم القتلة المتسلسلين، بل قام باستخدام أشلاء ضحاياه كقطع ديكور وأثاث في منزله!
إدوارد ثيودور جين
في عام 1906م، ولد إدوارد في عائلة فقيرة مفككة لا تعرف الحب، وكان هو الطفل الثاني والأخير بعد هنري، كان أبوه جورج جين رجل عنيف وحاد الطباع وسكير، أما أمه أوجستا فقد كانت متشددة دينيًا لدرجة الهوس، وكانت متسلطة وقوية الشخصية، وكانت تكره زوجها بشدة، كانوا يعيشون معًا في مزرعة على حدود بلينفيلد بولاية ويسكونسن، وقد اختارت أوجستا ذلك الموقع بالتحديد لكي يكونوا بعيدين عن الغرباء، فهي لا تحب الاختلاط أبدًا، لدرجة أنها لم ترسل أبنائها للمدرسة حتى، وذلك بسبب حادثة تعرض لها إدوارد عندما التحق بالمدرسة في العام الأول، حيث كان خجولًا ومنعزلًا تمامًا، مما جعله فريسة سهلة لمن في صفه، وأرسلت مدرسته عدة تقارير تفيد بأنه مشاغب ويثير المتاعب ولديه قدرات عقلية محدودة، لذا فضلت والدتهما الابتعاد عن المتاعب، ولم تسمح لأي أطفال آخرين بالتقرب منهم، وكانت تقوم بتعليمهم في المنزل أصول الإنجيل، والحلال والحرام، وكبر إدوارد في ذلك الظلم والفقر.
الجريمة الأولى
وقت وفاة هنري أخو إدوارد، وقعت أمور غريبة للغاية، حيث اشتعلت النيران في المزرعة، وأسرع إدوارد يخبر والدته أن أخيه وقع في الحريق، ولكنه كان هادئًا زيادة عن اللزوم، وعندما وصلت الشرطة لموقع الحادث، اتضح أم هنري توفي نتيجة ضربة قوية على رأسه بألة حادة تشبه الفأس، اشتبه البعض في إدوارد فهو الوحيد الذي كان موجود بالمكان، ولكن بعد التحقيقات تم استبعاد الشبهة الجنائية، فكيف يمكن لإدوارد ذلك الشخص البريء المسالم أن يتسبب في قتل أخيه، وخرج التقرير يقول بأن هنري وقع نتيجة الاختناق بسبب الحريق وصدم رأسه بشيء حاد، وكانت هذه هي الحادثة المشبوهة الأولى في حياة إدوارد جين، وبعدها بعام توفت والدته أوجستا، واصبح إدوارد وحيدًا تمامًا، وصار مهووسًا بالقراءة خاصة كتب التشريح وكل ما يتعلق بالموت، وحاول أن يحيي ذكراها في المنزل بكل طريقة ممكنة، وهو ما نجح في فعله ولكن بطرق بشعة للغاية.
الجريمة الأخيرة واكتشاف متحف الجثث
في السادس عشر من نوفمبر عام 1957م، تم التبليغ عن فقدان بيرنيس ووردن، وهي صاحبة متجر معدات في بلينفيلد، وحسب إفادة ابنها كان إدوارد آخر من شوهد بصحبتها يوم اختفائها، وتم تفتيش المزرعة ولم يتوقع ضباط الشرطة أن يجدوا مسرحًا لتقطيع وتمثيل جثث ضحايا عدة، حيث عثروا على جثة بيرنيس مُعلقة في السقف، وتم شق بطنها وإفراغها بالكامل، ومن هنا كانت الصدمة، حيث عثر رجال الشرطة على جماجم وأعضاء بشرية، وقطع أثاث مصنوعة من عظام بشرية، ومكسوة بجلود بشرية ايضًا، وعثروا على مريلة مطبخ مصنوعة من جلد بشري كان يلبسها إدوارد أثناء تقطيع الجثث، ووجدوا العديد من الأشياء الأخرى التي كانت مصنوعة من بقايا ضحاياه، كما وجدوا بدلة مصنوعة من جلد بشري في غرفة أوجستا، وكان يريد إدوارد حشوها ليعيد مظهر والدته للحياة، كذلك وجدوا أوعية مطبخ مصنوعة من الجماجم، بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى، مثل الأظافر والشعر والأسنان، وبقايا الجلود والملابس، والعديد من الأشياء المرعبة التي جعلت رجال الشرطة يطلقون على المنزل، مزرعة الموت.
القبض على إدوارد
اعترف إدوارد بارتكابه لكل تلك الجرائم، وأوضح أنه في بداية الأمر كان يقوم بنبش قبور ثلاثة مقابر محلية، وذلك ليستخرج جثث السيدات اللاتي يشبهن أمه، ليقوم بصنع مجسم يشبهها ليرتديه ويشعر بوجودها، واعترف أنه تعلم فن الحياكة، ليقوم بصنع هذا المجسم خصيصًا، ولكن بعد فترة لم تعد الجثث تكفيه، فبدأ في خطف وقتل الفتيات والسيدات، ووصل عدد ضحاياه لأكثر من 40 امرأة من مختلف الأعمار، وبعد القبض عليه تبين عدم صحة قواه العقلية، وتم ايداعه في معهد مندوتا للصحة العقلية، وظل هناك حتى وفاته بسرطان الرئة عام 1984م.
وقد أثرت قصته في الكتاب والمؤلفين، حيث ظهرت عدة روايات أدبية، وأفلام سينمائية مستوحاه من حياته، مثل:
- Psycho 1960
- The Texas Chainsaw Massacre 1974
- The Silence of the Lambs 1991
- Ed Gein: The Butcher of Plainfield 2007
المصدر
[1]
الكاتب
-
مريم مرتضى
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال