إسلام حافظ يعزف صولو هادئ بين السما والأرض رغم الخطأ الأكبر

يبدو أننا أمام موسم رمضاني مشتعل، ليس بسبب المنافسة بين الأعمال الدرامية ولكن أيضا بسبب المعارك على هامش الاعمال الدرامية، ولكن وسط كل هذا الصراع والاشتعال هناك عازف يقف وحيدًا غير عابئ بما يدور حوله يلعب صولو كمان هادئ وجميل ومتقن، هذا العازف هو إسلام حافظ بالمسلسل الذي كتب السيناريو والحوار له وهو بين السما والأرض.

المسلسل الذي أخرجه محمد جمال العدل، مازال يحافظ على جودته مع مرور 6 حلقات، إيقاع منضبط، مع مفاجآت قوية، وكشف متأني للشخصيات وتاريخها، فلم يلقي إسلام حافظ كل أوراقه في الحلقات الأولى فقط اختار أن يؤسس الحالة والبيئة التي تدور فيها الشخصيات ليحملنا معه في رحلة إلى ماضي كل شخصية.

اقرأ أيضًا 
بين السما والأرض .. هو أول القصيدة كدة؟

حينما تتعلم حرفة السيناريو ستسمع عن مصطلح (تاريخ الشخصية) وهو تصور لكل ما مرت به الشخصية من أحداث هامة ومؤثرة منذ ولادتها وحتى لحظة ظهورها لأول مرة على الشاشة، هذا التاريخ يساعد السيناريست في رسم شخصيته بشكل منضبط وجيد ومنطقي، ويساعده في معرفة لسان الشخصية الذي تتحدث به وكتابة حوار يليق بالشخصية وبيئتها وعقليتها وخلفيتها الاجتماعية والثقافية.

ما يفعله إسلام حافظ هو أنه يروي لنا تاريخ الشخصيات، فعلي عكس باقي الأعمال الدرامية، فإن إسلام حافظ يروي لنا ما نكن لنراه لو استخدم أسلوب السرد الخطى المعتاد، ولكن اعتماده على تاريخ الشخصيات جعله يخرج من المأزق الأكبر في قصة الفيلم التي كتبها محفوظ وأخذ عنها المسلسل، وهي وحدة مكان الحدث.

هذا التحايل على المأزق جعل إسلام حافظ يستخدم تقنية الفلاش باك ليقع في خطأ هو الأكبر رغم جودة المسلسل، فنحن ننتقل من فلاش باك شخصية إلى شخصية أخرى دون مشاهد ربط، بمعني، نحن ننتقل من مشهد فلاش باك لشخصية حميد إلى فلاش باك لشخصية عوض، وهنا يظهر ان من يروي شخصية حميد وعوض هو شخص واحد ليطل السؤال علينا من أين عرف حميد بتاريخ عوض.

الواضح أن إسلام حافظ وقع في هذا الخطأ الكبير، وهو خطأ فج في البناء الدرامي، ولكنه أيضا خطأ شائع يقع فيه الكثير من الكتاب حينما يستخدموا تكنيك الفلاش باك.

إقرأ أيضا

مسلسل أرنولد شوارزنيجر الجديد .. حبيته

ولكن هذا الخطأ لا ينفي أن ما يقدمه إسلام حـافـظ في بين السما والأرض هي مصوغات اعتماده ككاتب جيد ولولا هذا الخطأ لكان العمل الأكثر تكاملا من حيث الكتابة هذا العام.