همتك نعدل الكفة
91   مشاهدة  

إعصار غزة يصل إلى بغداد .. شهداء عراقيون على إثر طوفان الأقصى

بغداد
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



أضاءت طلقات نيران المدافع الرشاشة المعتادة خلال الجنازات، عتمة مدينة الصدر، لإبداء احترامهم لهذا الراقد في نعشه، حيث تم نصب صورة عملاقة لعلي حسن الدراجي، خارج منزل العائلة في شمال بغداد .. لإعلان استشهاده في الغارات الجوية الأميريكية هذا الأسبوع على تجمعات من المقاومة العراقية للعناصر الأمريكية وذيولها في العراق .. وأدّت سلسلة الضربات الأمريكية إلى مقتل تسعة مقاتلين، من بينهم “الدراجي” .. وهو أول شهيد عراقي يعتبر مقتله على إثر الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وحتى مع سريان الهدنة في غزة، فإن وتيرة وشدة الاشتباكات في العراق تسارعت بشكل كبير، مما ينذر بجرس إنذار أن تتسع رقعة الصراع من غزة إلى بغداد، وتزداد المخاطر لأن العراق بلد غارق في الصراعات، ويمكن إغراق خصومه في الصراعات لفترة طويلة.

 

ووقَعت تلك الواقعة حين استهدفت الولايات المتحدة يومي الثلاثاء والأربعاء مقاتلين تعتقد أنهم مسؤولون عن عشرات الهجمات التي نُفّذَت ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق، وتأتي هذه العمليات ردًا على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، بحسب بيانات رسمية من الجهات الأمريكية .. وتزداد المخاوف الدولية من اتساع رقعة الصراع، وأثر حريق غزة الذي يعتبر استمراره تشكيل لمكوّنات الحرب الإقليمية التي يتوقعها كثير من المحللين كنهاية لما يحدث من أزمات سياسية قادمة من القطاع ،ويمكنها الانتشار لأقصى نقطة لما حولها.

 

وفي بيان عاجل، قال البنتاجون إنه تصرف دفاعًا عن قوّاته التي عادت إلى العراق في عام 2014 لمساعدة الحكومة العراقية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية، لكن عائلة الدراجي، التي يمتد تاريخها إلى محاربة الاحتلال الأمريكي للعراق بين عامي 2003 و 2011 ، ترى في الأحداث الأخيرة استمرارًا لتاريخ طويل من السياسات الأمريكية الظالمة في الشرق الأوسط، ودليلًا على أنه بعد عقدين من غزوها، ولا تزال الولايات المتحدة تدهس السيادة العسكرية تحت عجلات آلتها العسكرية.

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية

كان العديد من الرجال الذين حضروا الجنازة، متحفظين ومتحديين، أعضاء في كتائب حزب الله، الجماعة السرية التي يعتقد أنها مسؤولة عن الجزء الأكبر من الهجمات الأخيرة. وقد انضم البعض إليها عندما تشكلت لأول مرة خلال الأيام الأولى للاحتلال. وحذا حذوه آخرون، مثل علي وعمه ذو الفقار الدراجي، في عام 2014، عندما اندمجت كتائب حزب الله ظاهريًا في جهاز أمن الدولة تحت قوات الحشد الشعبي، وهي مظلة للفصائل شبه العسكرية الشيعية التي تلقت الدعم الإيراني لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

 

إن المشاعر المعادية لأميركا متجذرة بعمق في هذا المجتمع، الذي عانى من الخسارة تلو الخسارة، جعلت المحتشدين من الأهالي يرفعون لافتات مكتوب عليها “الشعب لا يريد الأميركيين“،  وكانت أغلبية الآراء تقول بأن الأمريكان هم المسؤولون عن تدمير العراق، وكان الشهيد علي الدراجي ، الذي كان يبلغ من العمر 32 عامًا وقت وفاته، هو الفرد السابع من العائلة الذي يُقتل في نوبات العنف المتقطعة التي اجتاحت العراق منذ عام 2003. وقد ماتت والدة علي وشقيقتان وعمه في إراقة الدماء الطائفية التي أعقبت الغزو، في حين قُتل اثنان من أقاربه. وقد فقد أبناء عمومتهم الصغار حياتهم عندما أصابت قذيفة هاون منزل الأسرة في عام 2008.

 

وأعادت صور الأطفال الفلسطينيين القتلى الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض تلك الذكريات المؤلمة إلى السطح وأحيت الغضب تجاه الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها طرف في الصراع بسبب الغطاء الدبلوماسي والمساعدات العسكرية التي تقدمها لإسرائيل. وكان بعض المسؤولين العراقيين قد قالوا أن :  “أمريكا مسؤولة عن قتل الأطفال في غزة، وإن كل العراقيين يقفون مع غزة، وليس فقط فصائل المقاومة، وليس الحشد الشعبي فقط. وفي كل مرة تكون هناك حرب، سنتحد”.

إقرأ أيضا
طائر الدودو

 

 

الكاتب

  • بغداد محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
0
أحزنني
0
أعجبني
0
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان