نصر الله يلعب الشطرنج .. إلى أي مدى سيكون حزب الله فاعلًا في حرب غزة؟

تأتي التقارير الصحفية الغربية منذ اندلاع حرب غزة على أُطر متعددة لكن مصطلح “الخوف” يتواتر كثيرًا في التقاربر التي تناقش مسألة دخول حزب الله على خط المعركة بثقله إذا انزلقت الأمور لما هو أبعد من اشتباكات محدودة على الحدود اللبنانية مع إسرائيل .. وهكذا كتبت “أسوشيد برس” تقريرها عن قياس نسبة دخول حزب الله إلى تلك المعركة .. وفيه قالت وكالة الأنباء الأمريكية  : 

عندما أعلن حزب الله الأسبوع الماضي أن زعيمهم حسن نصر الله سيلقي خطابًا علنيًا- هو الخطاب الأول له منذ اندلاع حرب غزة – حبست معظم المنطقة أنفاسها .. فهل يواصل حزب الله المدعوم من إيران، وهو القوة شبه العسكرية الأقوى عربيًا، تبادلاته المحدودة لإطلاق النار مع إسرائيل على شريط الحدود اللبناني، أو يلعب اللعبة الخطرة ويلقي بنفسه كاملًا في غِمار الحرب؟ .. وبينما الناس يستمعون لخطاب نصر الله جلس آخرون ملتصقين بالشاشة لتحليل خطابه الذي يعتبر مفتاح اللعبة في حرب غزة .

تبادل حزب الله إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود منذ اليوم التالي لهجوم المقاومة المفاجئ في يوم 7 أكتوبر في غلاف غزة، والذي أدّى إلى اندلاع الحرب في القطاع، وقد عانى الكثيرين ويلات هذه الحرب حتى الآن، لكن الخوف الأكبر والذي يهم المجتمع الدولى، بل كل من يتنفس الأكسجين على الكرة الأرضية، أن تتحول هذه المعركة بين إسرائيل والمقاومة إلى الشرارة التي تشعل حربًا إقليمية تكون المنطقة العربية مسرحًا لها.

وأشعل نصر الله تلك المخاوف لدى البعض في خطابه عندما قال: «البعض يقول إنني سأعلن أننا دخلنا المعركة  .. لقد دخلنا المعركة بالفعل في 8 أكتوبر». لكنه لم يصل إلى حد القول إن حزب الله سينضم بشكل كامل إلى القتال .. وفيما يلي السبب الرئيس الذي يمكن من حزب الله وزعيمه نصر الله لاعبين رئيسيين في مسار حرب غزة.

الحزب الشيعي واحد من أهم عناصر ما يسمى بـ محور المقاومة .. وهي القوة التي تدعمها إيران بالعتاد والمقاتلين بصورة كبيرة، وتأسس حزب الله في عام 1982 أثناء الحرب الأهلية في لبنان، وكان الهدف المُعلن الأولي للحزب هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، وهو ما حققه فعليًا في نهاية المطاف في عام 2000 ، ومنذ هذه اللحظة كان حزب الله هو الاستثمار الإيراني الكبير وعلامتها التجارية من الإسلام السياسي .. وفي أيام حزب الله الأولى نفذت قوّاته هجمات على أهداف أمريكية، مما دفع واشنطن إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية .

وقالت لينا الخطيب، مديرة معهد SOAS للشرق الأوسط في لندن : “إن الدعم الإيراني ساعد حزب الله على تعزيز مكانته باعتباره أقوى ممثل سياسي في لبنان وكذلك الممثل العسكري الأكثر تجهيزًا الذي تدعمه إيران في الشرق الأوسط بأكمله”، وبعد أن نَّب مقاتلو حزب الله كمينًا لدورية إسرائيلية في عام 2006 واحتجزوا جنديين إسرائليين كرهائن، خاض حزب الله ضد إسرائيل معركة استمرت شهرًا كاملًا وانتهت بالتعادل، وكان هدف إسرائيل وقتها القضاء التام على حزب الله إلّا إن حزب الله خرج أقوى من المعركة، ليس فقط كقوة مسلحة، بل أيضًا كحزب سياسي هو الفاعل الأكبر في لبنان.

تهديد حسن نصر الله لإسرائيل

إقرأ أيضا

“باي باي نتنياهو” .. كيف تشتعل الجبهة الداخلية في إسرائيل؟

إلى مدى يرغب حزب الله في دخول غِمار المعركة لحماية حماس؟

بالنسبة لحزب الله، فإن الدخول بشكل كامل في الحرب بين إسرائيل والمقاومة في غزة من شأنه أن يخاطر بلبنان كاملًا، خصوصًا أن لبنان يعيش حالة من الكارثية في الاقتصاد وتوترات في السياسة الداخلية التي ستذهب به حتمًا إلى صراع لا يستطيع تحمله، ولكن البقاء على الهامش بينما تقتحم القوات الإسرائيلية قطاع غزة سوف يؤدي قطعًا إلى تعريض مصداقية حزب الله للخطر، كما إن هزيمة حماس –لو حدثت- سوف تشكّل ضربة قوية لإيران .. لذلك فالضغط المستمر الذي يمارسة حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل يظهر الدعم لحماس، لكن من غير الواضح أن “نصر الله” سوف يتمكّن من الحفاظ على توازنه لمدة زمنية أكبر، ذلك لإن إسرائيل مصممة على سحق قطاع غزة، إذ أن عدد الخسائر البشرية في غزة تجاوز حتى الآن 10000 شخص!