إلى السيد قناوي “مطرب الطشت” : مزيد من البجاحة ستصل بك إلى شركات الإنتاج

أتذكر جيدًا ، عندما وقف حمو بيكا ، ذلك الضخم صاحب الصوت النشاذ ، وقف في باحة نقابة المهن الموسيقية ، مشوحًا ، فاتحًا ماسورة صوته على الجميع ، مهددًا الجميع ، بأنهم إذا أوقفوه عن الغناء سوف يفعل ويفعل .. باليًا إياهم كذبًا بأنهم طلبوا منه دفع رشوة للسماح له بالغناء .. ثم انفجرت حنجرته قائلًا: هم عاملين نفسهم موسيقيين وهم ليسوا موسيقيين ! .. تخيل أن حمو بيكا قرر تقييم قامات داخل النقابة !

ظهر مشهد “بيكا” ورفقاه جليًا في مخيلة المتابعين للمشهد بالأمس ، بعد أن ظهر فيديو مدته دقيقتين وانتشر بسرعة النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي لرجل غامض يمسك في يديه قطعتين من الخرده وأمامه جردل وطشت وقرر  مطرب الطشت أن يعزف ويغني في نفس الوقت ، أغنية “إدلع على كيفك” ، بهدوء وإتقان عبد المطلب ، وسلطنة عدوية ، وعذوبة محمد رشدي .. غنّاها على سبيل الدندنة ، بين أكوام من الخردة والقمامة .. صوت حقيقي لا تريند ويمر .. صوت صاعد من تحت الركام ، عفوي بشكل كبير . وبالأخص إذ عرفت عنه ما قالته جريدة الوطن بأنه يجمع الخردة في أبو حمّاد بالشرقية ويغني على عربة الكارو أثناء العمل ، ويعجب الأهالي بصوته كثيرًا .. وحتى “الدرامز اليدوي” الذي صنعه بالأدوات البدائية للعزف عليه .. ينقصه شئ صغير للغاية .. الشئ هو أن السيد قناوي لا يعرف الدرامز من الأساس ، ولا يعرف بأي لحن يغني ، هو يغني (وخلاص) .. فتخيل معي أن صوتًا كهذا لا يعرف القواعد ويمشي عليها بحذافيرها باعتراف كثيرين ممن يعملون بالموسيقى من الملحنين والموزعين .

تقف أمام الموقفين وتسأل .. لماذا لم يجري المنتجين خلف تريند مطرب الطشت هذه المرة ؟ .. أنا عندي الإجابة ، هذا التريند هو تريند حقيقي ، صاحب طرب وصوت أصيل .. يحتاج إلى عمل كبير، وصبر إنتاجي أكبر للخروج بمطرب جديد اسمه السيد قناوي .. كما إن هذا الرجل البسيط – من وجهة نظر إنتاجية – لا يتمتع بمقاييس البجاحة اللازمة للانتشار الكبير بين أوساط التافهين من المتفاعلين ، وتلك البجاحة عند المطرب أفضل من الموهبة ، بل أفضل من الإنسان ذات نفسه .. من الأفضل يا عم سيد أن تخرج في فيديو تبكي وتتباكى وتطلب من نصر محروس علنًا مساعدتك ، وتهرول على الصحفيين والقنوات .. بالتأكيد ستخرج من هذه الجلبة بمصلحة تضعك على طريق الغناء .. لكن يا عم سيد – وللأسف- لن يجديك الغناء الحقيقي نفعًا !

إقرأ أيضا

مسلسل بدون سابق إنذار.. سيكولوجية الإنسان ما بعد الصدمة