إلى الشاعر تامر حسين .. إنما للنحت حدود
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال
عندما صدرت أغنية “يوم تلات” للمطرب عمرو دياب خمن البعض أن كلمات الأغنية لا تخص الشاعر تامر حسين لأنها لا تنتمي إلى نوعية الأغاني التي يمتلك الموهبة الكافية لكتابتها، وشاب القصة بعض الأقاويل التي رجحت تدخل الملحن والشاعر “عزيز الشافعي” في إعادة صياغتها حتى ظهرت في صورتها النهائية، أضف على ذلك أن عنوان الأغنية “يوم تلات” هو نفس عنوان أغنية كان قد أرسلها الشاعر “محمد عاطف” إلي نفس المطرب “عمرو دياب في 2017 ونشر عاطف صورة من محادثة بينه وبين الهضبة فيها اسم الأغنية، ليرد عليه “تامر حسين في تعليقه أنه لم يستمع إلى الأغنية مطلقًا وأن الأمر لا يتعدى كونه توارد خواطر، والكل يعلم مدى علاقة تامر حسين بالهضبة “عمرو دياب” الذي لو طلب منه أن يكتب أغنية عنوانها “يوم تلات” لن يرفض طلبه حتى لو كان على علم بأنها عنوان أغنية كتبها شاعر آخر.
هذا الأمر كان لابد من ذكره بعد صدور أغنية عمرو دياب الجديدة “اللي يمشي يمشي” والتي اقتبس “تامر حسين” عنوانها وفكرتها من أغنية المطربة داليا مبارك “اللي يمشي يمشي عادي” من كلمات الشاعر “عمرو المصري”، لكن يمكن التغاضي عن هذا الأمر والتعامل معه على أنه قد يكون توارد خواطر فعلًا، لكن الكارثة الأكبر كانت في أحد المقاطع الذي نحت بالكامل من أغنية “رمان” التي كتبها الشاعر “عادل سلامة” وغناها الملك “محمد منير” في ألبوم “أهل العرب والطرب” حيث تقول كلمات تامر حسين “حب مين ده كله منفعة – كله بقى عنده أقنعه – مين بقا برئ مين ادعى “
أما كلمات عادل سلامة كانت كالتالي “عشقت من غير سبب – عرفتنى منفعه – علمت قلبى الادب سنتين تلاتة أربعة – عدى الزمان وخلاص اهو بان — مين حب مين ادعى”
لم تكن تلك السابقة الأولى لتامر حسين في نحت مفردات لا تخصه ولا تدخل ضمن قاموس مفرداته التقليدية جدًا المعتمدة على “حبيبي وقلبي وروحي وعيني وذكريات وحكايات” حيث قام بنحت مفردات الشاعر “أيمن بهجت قمر” التي كتبها في تتر مسلسل “يتربى في عزو” وقام بإعادة توليفها مرة أخرى في أغنية “أنت الحظ” ونشر “أيمن بهجت قمر” تغريدة في نفس فترة صدور الأغنية تشير إلي أن أغانيه تتعرض للسرقة عن طريق بعض الزملاء دون أن يشير إلي اسم بعينه.
يستمد تامر حسين نجوميته وشهرته كونه الشاعر الذي يكتب لعمرو دياب الذي تكون الكلمات هي آخر اهتماماته، والمدهش أنه وبرغم كل تلك المفردات المقتبسة والمنحوتة ثار وهاج وماج بعد صدور إعلان بنك مصر “أنا الممكن” واتهم الشركة المنتجة للإعلان بسرقة بعض المفردات مثل “زي الموج مالوش كتالوج – سكته سالكة و مالوش مالكة” التي كتبها في أغنية لحنها عزيز الشافعي دون أن يذكر لنا اسم الأغنية، ورغم أنه يعلم أن تلك المفردات تم استخدامها من قبل في أغاني مثل “مالوش كتالوج” من مسلسل “ريح المدام” “وسكته سالكة و مالوش مالكة ” في أغنية “100 مرة ” للمطرب عبد الفتاح الجريني، إذن من اقتبس من من، ولماذا قام بحذف المنشور بعدها بساعات قليلة، لأنه بالطبع يعلم جيدًا أن تلك المزاعم باطلة لا تستند على حجة قوية.
عن أغنية “هتدلع” عمرو دياب … والجري في المكان
ما يهم في تلك القصة هو الحديث عن تجربة تامر حسين التي لا يمكن وصفها بأنها تجربة أصلية بأي حال من الأحوال، هو مجرد شخص يعيد رص الكلمات بجانب بعضها البعض أحيانًا تكون متسقة في فكرتها وأحيانا كثيرة تكون بلا أي رابط أو معنى، وأن ما يفعله منذ ظهوره هو إعادة تدوير نفس مفردات قاموس الغناء المستهلك ولم يأتي بأي جديد لا على مستوى الأفكار أو حتى الصور والمفردات،
والكلام الذي يعيده على أسماعنا في كل حواراته عن تأثره الشديد بشعراء في قامة “فؤاد حداد” و” صلاح جاهين” و”سيد حجاب” ما هو إلا كلام مستهلك يقوله المشاهير في برامج المنوعات لإضفاء بعض العمق على تجاربهم، وان إنتاجه الشعري يشير إلي أنه لم يقرأ حرف واحد لهؤلاء الشعراء بل يمكن أن نقول أن الوحيد الذي تأثر به فعليًا هو الشاعر “عادل عمر” مثله الأعلى في النحت لكن إنما للنحت حدود يا استاذ تامر.
الكاتب
-
محمد عطية
ناقد موسيقي مختص بالموسيقي الشرقية. كتب في العديد من المواقع مثل كسرة والمولد والمنصة وإضاءات
كاتب فضي له اكثر من 250+ مقال