همتك نعدل الكفة
297   مشاهدة  

إلى الفنانين مجدي صبحي ومحمد شاهين .. التنظير خسرنا كتير

مجدي صبحي ومحمد شاهين
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



حالتين في الوسط الفني متشابهتين في المضمون حتى وإن اختلفا في الشكل ، إحداهما حصلت بالأمس والأخرى حصلت اليوم ، حادثتين إذا استنتجنا منهم شيئًا ما ، فإن أبرز ما سنخلُص به هو الاتكالية وقلة الحيلة ، واستسهال هد المعبد على أصحابه بدلًا من محاولة إصلاحه ، الانهيار ورمي السلة والبيض معًا ، المكابرة والغلوّ حتى النهاية وتصنيف الفن (ع الكيف) ثم الكفر بكل ما هو موجود وإطلاق النار على النفس  .. وهو ما سيعرفه القارئ معنا في السطور التاليه ..

 دعنا نبدأ بما حدث اليوم ، وقد استيقظت المواقع الخبرية للصحف على خبر صدر على لسان الفنان مجدي صبحي ، والفنان مجدي صبحي لمن لا يعرفه هو شقيق الفنان محمد صبحي واشترك معه في أعمال كثيرة أبرزها “ونيس” وكثير من الأعمال الذي شكّل ضلعًا أساسيًا فيها .. وقد قال : أصدقائي زملائي بعد تفكير بهدوء وتركيز كثير قررت اعتزال الفن نهائيا بعد احترافي له على مدى 40 عاما قدمت فيه أعمالا محترمة سيذكرها تاريخ الفن المحترم وكان آخرها مسرحية (سيرة حب)”.. وشكر بعدها أساتذته (إلخ .. إلخ)

والحقيقة أنك من الممكن أن تراه خبرًا عاديًا .. فنان يأس من إصلاح حال الوسط الفني فقرر الاعتزال، لكن الحقيقة أن تلك النغمة الجماهيرية قد تسربت للفنانين ، وهنا الكارثة والخطأ .. إذا كانت العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة تلقائيًا .. فماذا يحدث إذا كفّت العملة الجيدة عن المحاولة ؟؟ .. ماذا يحدث إذا كان الفنان الكبير سيد رجب والمخرج الكبير تامر محسن قد كفّا عن المحاولة في الوسط الذي شبهه الفنان مجدي صبحي بـ (فيروس كورونا) ، بالتأكيد لم نكن نرى رائعة مثل “لعبة نيوتن” .. ماذا يحدث إذا توقف الفنان الكبير يحيى الفخراني عن المحاولة وقال في عقله : لم يعد هناك زبونًا للمسرح ، والجميع ذهب للمهرجانات .. بالتأكيد لم نكن لنرى رائعة مثل “الملك لير” ..

ثم إن هذه الفلسفة الغريبة التي صنف الفنان مجدي صبحي وجهة نظره ، أن هناك فنًا محترمًا وآخر غير محترم هي في حد ذاتها تعدي على وجهة نظر الجمهور نفسه .. وإذا كانت موجة الفنان الغير محترم عالية فعلى الفنان المحترم الجلوس في منزله .. فهذه في حد ذاتها كارثة أيضًا .. ذلك لأن لا يوجد فنان محترم وآخر غير .. الحكم فقط للجمهور .

اعتزال مجدي صبحي
اعتزال مجدي صبحي

 حالة أخرى تنم عن تلك الأونطة التي يريد الفنانين تمريرها بمعلقة للجمهور … صوت واعد لمطرب اسمه محمد شاهين ، حاله حال كثيرين أصبحت المهرجانات شغله الشاغل ، واتهام الجمهور في ذوقه بدلًا من التعب من أجل إخراج شيئًا مبهرًا يحافظ على المود العالي للمصريين .. الجمهور الذي يقطع تذكرة بشكل دائم لسماع أنغام في الأوبرا ، والذي عاد لسماع محمد ثروت بعد سنين من توقفه عن الغناء فقط لأنه أخرج قطعة فنية تحفة اسمها “يا مستعجل فراقي” ..

حاول الفنان محمد شاهين التهام قطعة من تورتة جمهور المهرجانات الذي سبق له وتمنى ألا يذهب إليها الجمهور أفواجًا .. لكنه ظن للحظة أنه هكذا المستفيد من حمو بيكا وجماهيره ، ناهيك طبعًا عن إنه يعرف تمامًا أن مثل هذه الديوهات تعطي شرعية ما لرجل مثل بيكا الذي يمكن للواحد سماع صوت جرار زراعي قارب على التكهّن ولا سماعه ، لكن دعنا مع “شاهين ” للآخر .. حيث ظن للحظة أنه قد عرض نفسه على شريحة كبيرة للجماهير .. لكنه نسى أن قانون بيكا ورفاقه لم يعرف الفن أبدًا طريقه .. وضحك بيكا عليه في مسألة حقوق الملكية .. وراح “شاهين” يصرخ مرة أخرى : حسبي الله في اللي فرضك علينا .. ونسى شاهين أنه كان يريد فرضه علينا فرضًا لكن خلافًا هو الذي رده عن ذلك .. وليس موقف شخصي منه ..

إقرأ أيضا
فيلم أنياب
خناقة شاهين وبيكا
خناقة شاهين وبيكا

إذا حاولنا استنتاج خيطًا ما بين الموقفين ، الأستاذ مجدي صبحي ، والفنان محمد شاهين .. فإن سوق الفن صعب في كل مكان في العالم ، وعلى (المحترم) الأخذ بالأسباب والمعافرة إلى الأبد ، كما عافر رواد زمن الفن الجميل .. هذا صاحب فرقة مسرحية قد فشلت فلم يمر العام إلا وصنع فرقة أخرى .. وهذا يحاول في فيلم واثنين وثلاثة ، وهكذا دول ، حتى رأينا في النهاية سوقًا فنيًا طاردًا للعملة الرديئة من نفسه ، وليس ببلاغات المحكمة والنائب العام .. فالعمل ثم العمل هو الحل الوحيد في تلك المواجهة الشرسة . لا شئ غير العمل !

الكاتب

  • مجدي صبحي محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
3
أحزنني
1
أعجبني
5
أغضبني
2
هاهاها
0
واااو
0


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان