إلى رامي يحيى حول تصريحات رانيا يوسف..لكل مقام مقال
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
في البداية أحب أعرب عن سعادتي الجمة بالمساحة الصحية التي يخصصها لنا الميزان للاختلاف والنقاش بمقالات نشارك بها القارئ، واحترامًا للكاتب رامي يحيى كان لابد لي أن أرد على :مقاله الأخير الذي وجهه لي إسراء سيف ليه عيب استخدام آيات ربنا في حوار حول المؤخرة؟ وكان حول مقالي
إلى رانيا يوسف عيب استخدام آيات ربنا في الحديث حول المؤخرة
سأرد من نهاية مقال رامي وختامه عندما كتب:
“من حق إسراء وأي حد غيرها يتكسفوا من الكلام حول المؤخرات، لكن دا يظل سلوك شخصي مالوش علاقة بآيات ربنا، ولا بالله خالق المؤخرات والنهود..البشر والحجر”
عزيزي رامي ظننتك فرقت بين رفضي التام بين استخدام آيات الله في الحديث عن علاقتنا بأجسادنا أو الجنس، وبين استخدامها في موضع بغير محله، فاعتراضي لم يكن مع استخدام اللفظ مع الآيات، ولكن مع الموقف الذي تم الاستدلال فيه بالاية.
وردًا على سؤالك فيما يخص قراءتي للقرآن المقدس، فقد قرأته عشرات المرات وأخذت طريقًا منذ زمن للقراءة في الديانات الأخرى إبراهيمية وغير إبراهيمية وهذا بعد صراعات وأذى من المتطرفين الدينيين جعلني أعيد النظر في كل شيء بشجاعة، فأنا من هؤلاء المؤمنين على أساس معقول لا أساس موروث.
وقد ذكرت بمقالك وأشرت أكثر من مرة أن عشرات الملايين من المسلمين لا يؤمنون على أساس معقول، ولا يقرؤون القرآن، فهل هذا الرقم على إحصاء ما لا نعلمه؟ أم أنه مجرد رقم مجازي للمبالغة في اتهام هذا الرقم الضخم من المسلمين بالجهل؟!..أتمنى ألا تكون من هؤلاء من يحكمون على الآخر بأحكام سطحية مسبقة على كل حال.
رانيا يوسف وصدقها في الدفاع عن المرأة
لا علم لدي بعدد المسلمين الذين لم يغوصوا في بحر العلوم الدينية، ولكن ما أتيقن منه أنك لم تقرأ المقال كاملا، ربما أزعجك واختلفت معي إلى الحد الذي جعلك لم تستكمل القراءة، فلو كنت قرأت مقالي كاملًا لتوقفت أمام ما نتفق عليه، فقد حييت رانيا يوسف من أجل صدقها مع الجمهور طوال سنوات عديدة و تلقائيتها، وخاصة حول شجاعتها في التصدي للتحرش.
لقد ساهمت في الكتابة عن التحرش لتوعية الناس وشكرت كل من يحاول دعم القضية بشكل حقيقي وخاصة بعدما كشفت لنا الأيام مدعيين وقفوا مع قضايا المرأة لأغراض نفوسهم المريضة ونادوا ضد المساس بها ثم تحرشوا بها أو اغتصبوها وصدمتنا 2020 في أسماء بعينها منهم من تم تحويله للتحقيق.
وبهذا الموضوع تحديدًا قد كتبت مقالًا في طريقه للظهور، ولكن موضوع مقالي الأخير كان عن استخدام رانيا لآية من آيات الله في حوارها الأخير.
وبما أنها مسلمة تؤمن بهذا المنهج وتستشهد به في حواراتها، فبالتأكيد لم يقصد الله عز وجل النعم في آية “وأما بنعمة ربك فحدث” ما قصدته هي في حديثها أن المؤخرة ضمن النعم التي تحب إبرازها! وتعالى شأن الله عن هذا الحوار المبتذل.
ونحن نتبع منهجًا ينظم لنا حياتنا -بما فيها الحياة الجنسية- وهذا ما أوضحته الآيات التي ذكرتها، فليس سرًا أن بالقرآن الألفاظ التي ذكرتها في إظهار النواهي والأوامر التي جاء بها لحفظ هذا المنهج وتنظيم حياة الناس.
في نظري العيب هو استخدام الآيات في غير موضعها وخاصة إن كنا نقول أننا نؤمن بهذا المنهج-اقصد رانيا بالطبع- وعيب ما قالته في رأي.
أما عن المذيع فقد استنكرت أيضًا سؤاله ببداية الحوار، ولو كنت قرأت المقال كاملًا لوجدت هذا الاستنكار، واحمرار وجهه خجلًا مجرد تعبير وإسقاط على شعوري وشعور الكثيرين نحو استكمال هذا الحوار ورد رانيا يوسف، ولم تكن النقطة الأهم بمحور نقاشنا ولكن احترامًا لك وللقارئ أحببت توضيح استنكاري لأسلوب نزار الفارس مرة أخرى.
في رأي أن الحياء مطلوب في بعض المواقف، وفي رأي أيضًا أن الفجاجة لن تواجه التيار الرجعي الذي تحدثت عنه، ومقالي لم يكن أبدًا في صف التيار الرجعي كما تصورت أنه سينصرهم بشكل أو بآخر.
مقالي كان بوجه كل تيار متشدد أيًا كان توجهه؛ هؤلاء الذين يريدون إسكات أنفاس أي طرف آخر يختلفون معه وخاصة المؤمنين، والتيار المتطرف دينيًا الذي لا يقبل المختلف عنه طالما لا يؤمن بمنهجه أو عقيدته.
بمقالي الماضي استعنت بتعبير زميلتي الصحفية جيهان حسين أن نكتفي بهذا القدر في الحديث نحو المؤخرة ونهتم بالمقدمة، ولكل مقام مقال ولكل موضع حديث.
الكاتب
-
إسراء سيف
إسراء سيف كاتبة مصرية ساهمت بتغطية مهرجانات مسرحية عدة، وبالعديد من المقالات بالمواقع المحلية والدولية. ألفت كتابًا للأطفال بعنوان "قصص عربية للأطفال" وصدر لها مجموعة قصصية بعنوان "عقرب لم يكتمل" عن الهيئة العامة المصرية للكتاب بعد فوزها بمسابقة للنشر، كما رشحت الهيئة الكتاب لجائزة ساويرس.
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال