رئيس مجلس الادارة: رشا الشامي
رئيس التحرير: أسامة الشاذلي

همتك معانا نعدل الكفة
483   مشاهدة  

إلى كل فنان كوميدي .. إليك دليل علي الكسار لإضحاك الناس

الضحك
  • كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال



في كتاب “الضحك” من تأليف الخواجة هنري برجسون ، وترجمة سامي الدروبي ، وعبد الله عبد الدايم ، كتب المؤلف فصلًا عن آلية الضحك ، أو بمعنى أصح ما هي الشخصية التي تستفز البشر فيصدر عنهم فعل الضحك ، ويرى الكاتب أن شخصية “العفريت النابض” هو أكثر مثال يمكن أن يلعب شخص ما على أوتاره لكي يضحك شخص آخر ، وقال : لقد لعبنا جميعًا، في طفولتنا، بالعفريت الذي يخرج من العلبة : نقعده فينتصب، ونضغط إلى تحت فيقفز إلى فوق، ونخنقه تحت غطائه فما يلبث أن يدفعه ويبعثر من فوقه كل شئ . ولست أدري هل هذه اللعبة قديمة جدًا . الا أن هذا النوع من التسلية الذي تحتويه قد وجد في كل الأزمان . انه نزاع بين عنادين، أحدهما، هو الآلي المحض ، ينتهي مع ذلك بالخضوع إلى الثاني الذي يعبث به . ان القط الذي يبعث بالفأر ، فيدعه في كل مرة يهرب كالنابض ثم ما يلبث أن يوقفه فجأة بضربة من ظفره ، انما يبعث عبثًا من هذا النوع .

الضحك
كتاب الضحك

والحقيقة أن الكاتب هنا كان متكلفًا زيادة عن اللازم ، فـ ميكانيزم الضحك عند الناس ربما يأتي بأبسط من هذه الحركة ، ربما لو رأيت نفس العفريت النابض دون أن تخنقه أو تضغط عليه أو تقعده فينتصب ، ربما لو رأيته في مظهر مضحك في حد ذاته لضحكت ، وهنا تتجلى عبقرية الفنان المصري، عبقري البساطة ، علي الكسار ، ذلك الأسمر ذلك يمشي كالدجاجة ، وفي العدد الأول من مجلة الكواكب لعام 28 – مارس – 1923 شرح “الكسار” بالضبط المدرسة التي يتبعها لإضحاك الناس ، وهي مدرسة أعتقدها حية لن تموت، في ظل المستويات المتردية للكوميديا في عصرنا الحالي ، إذا اتبع أحد الفنانين جزءًا ولو بسيط جدًا منها لتطور مستواه ، ذلك بشرط وجود الموهبة والقبول من عند الله أولًا

الضحك

علي الكسار

 

قال الكسار أولًا إنني أعتمد على كل شئ ، على حركات العينين في إضحاك الناس، فالممثل الذي لا يعتمد على عينيه لا يمكن أن يوفق إلى إضحاك الناس ، ولكي أبرهن على صحة ذلك أرجو أن تتخيل ممثلًا يتكلم وهو يعطي ظهره للجمهور، هل تظنون أنه قادر على الإضحاك مهما كان خفيف الظل ؟

اللهجة يمكنها إضحاك الناس

يرجع اختياري لشخصية البربري إلى عام 1916 ، إذ كنت أشتغل قبل ذلك مع جورج دخول الذي اخترع شخصية كامل الأصلي . وقد كان يعمد في إضحاك الناس على اللهجة السورية التي كان يلقى بها كلماته

“ولكن حدث ذلك في ذلك العام أنني كنت مشتركًا مع مصطفى أفندي أمين في العمل. وفكرنا في إخراج قصة عنوانها (حسن أبو علي سرق المعزة) فاخترت لنفسي شخصية خادم بربري،  اعتقادًا مني بأن هذه الشخصية (غنية) يستطيع الممثل أن يجد فيها مجالًا واسعًا للعمل والابتكار . ولم يكن أحد من الممثلين المصريين قد مثّل شخصية البربري قبل ذلك. فوجدت أنني أستطيع أن أستغل بلاهة البربري كعنصر أساسي من عناصر الإضحاك . كما أن هناك نواحي أخرى من هذه الشخصية لا تخيب في إضحاك الناس . ويكفي لذلك أن يعمد البربري إلى الخبث والمؤامرة رغم بلاهته وسذاجته . أو أن تشتد به ثورة الغضب لكرامته وتظهر (زربونته)

الضحك
علي الكسار

سلوجان الضحك يجدر بي أن أذكر لك ان الممثل الفرنسي الكبير دني دينيسي عند ما زار مسرحي قرر أنني أمتاز وأنا أمثّل على المسرح بأنني أشتغل في نفس الوقت مع الجمهور الذي جاء يشهدني . فأنا أحرص دائمًا على أن تكون الصلة بيني وبين (الصالة) قوية ومستمرة. فإذا اتضح لي ان الكلام الذي وضعه المؤلف على لساني لم يوفق في إضحاك الناس فأنني لا أتردد في أرتجل ما اعتقد أنه يضحكهم . من ذلك انني كنت أمثل في رواية (أبو فصادة) وكان عليّ أن أقول عن شخصية امرأة في الرواية تدعي (فينيس) جملة منقولة من رواية (تبا) وهي : “فينيس .. انها امرأة تعشق بل تعبد!” وقد ظللت أكرر هذه الجملة في كل مرة أمثل فيها الرواية وأتفنن في تغيير ملامح وجهي ، ونبرات صوتي .

إقرأ أيضا
الفضائيين
الضحك
رواية أبو فصادة

علي الكسار وعبقرية الارتجال

وإشارات يدي لعلي أوفق إلى إضحاك الناس فكنت في كل مرة لا أقابل إلا بصمت الجمهور .. صمتًا مؤلمًا ! وأخيرًا حدث بعد أن قُلت في ذلك الموقف نفسه “فينيس” .. وبدلًا من أن أكملها “انها امرأة تعشق بل تعبد!” قلت من عندي : “فينيس .. فينيس النيس كونيس” فضجت الصالة بالضحك العالي .. ومنذ تلك الليلة أضيفت هذه الجملة على دوري في رواية (أبو فصادة) بدلًا من الجملة التي وضعها المؤلف وهكذا تروني أتحسس موضع الغبطة من نفس الجمهور فإذا لمست هذا الموضع طفقت أروي زناده حتى أبلغ من هذا الجمهور بغيتي التي هي نفس بغيته”

الكاتب

  • الضحك محمد فهمي سلامة

    كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !

    كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال






ما هو انطباعك؟
أحببته
2
أحزنني
0
أعجبني
1
أغضبني
0
هاهاها
0
واااو
1


Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
Slide
‫إظهار التعليقات (2)

أكتب تعليقك

Your email address will not be published.







حقوق الملكية والتشغيل © 2022   كافه الحقوق محفوظة
موقع إلكتروني متخصص .. يلقي حجرا في مياه راكدة

error: © غير مسموح , حقوق النشر محفوظة لـ الميزان