إلى محمد رمضان المكابرة مثل الجريمة لا تفيد
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال
بمشهد مُقْحَم على السياق الدرامي للحلقة، ارتكب صناع مسلسل موسى خطأ فادح في حق رمز من رموز الحركة الفنية المصرية، وعلم من أعلامها، وهو إسماعيل يس، بإظهاره بصورة مستفزة عبر شاب من شباب التيك توك الذي يقتات على تقليد إسماعيل يس، وقف أمام الكاميرا لأول مرة ليظهر في عمل درامي، لتكتب له النهاية بدلا من أن يكون هذا المشهد فاتحة خير له، ليثير المشهد اشمئزاز وكراهية وحالة من السخط على محمد رمضان وكل صناع مسلسل موسى.
اقرأ أيضًا
إسماعيل ياسين في مسلسل موسى .. هل أهانته الحلقة الثانية عشر ؟ “رؤية تاريخية نقدية”
المسلسل الذي حصل على العديد من الإشادات وتم وصفه كأفضل أعمال محمد رمضان الدرامية، وقع في خطأ لا يغتفر، خطأ لا يمكن تأويله سوى أنه تصفيه حسابات قديمة بين رمضان والجمهور على حساب إسماعيل يس، حيث تعود المشكلة بالأساس لتصريحات سخر فيها محمد رمضان مما قدمه إسماعيل يس من أعمال، خاصة تلك التي قدمها للجيش المصري، لتهب عاصفة من الانتقادات طالت رمضان بشدة ليضطر للاعتذار عنها، هذا ما حدث عام 2017.
ليطل رمضان بعد 4 أعوام ليصفي حسابته من خلال المشهد المشين في مسلسل موسى، ليفاجئ بعاصفة من الانتقادات وصلت لحد المطالبة بمقاطعة المسلسل وعدم مشاهدته، فبهذا المشهد أفسد صناع المسلسل -الطبخة- من أجل قرش ملح، ثم يخرج علينا محمد رمضان والمخرج محمد سلامة لتبرير المشهد بأنه له -كمالة- حيث الموضوع أن شخص أراد النصب على موسى من خلال انتحال شخصية إسماعيل يس.
لن أتحدث عن هذه التفصيلة الدرامية وهل هي أساسية وهامة في الأحداث من عدمها، ولكني سأتحدث عما يسمى بالذكاء الفني، الذكاء تلك النسبة التي تتوافر في كل فنان بقدر مختلف عن الأخر ولكن يجب أن تتوافر، فمن الذكاء أن يتجنب رمضان -في حالة التسليم بحسن النوايا – أن يظهر إسماعيل يس تحديدًا في عمله بهذا الشكل.
أنت يا رمضان هاجمت إسماعيل يس في تصريحات، فاختيار هذا الفنان تحديدًا ليتم انتحال شخصيته دونًا عن غيره من الفنان هو ليس بالذكاء الفني أو الإنساني على الإطلاق، هذا بفرض وجود حسن النية، ولكن رمضان بكل مشاكله المثيرة للجدل لم يترك للنية الحسنة مجال، فتحول الأمر كما ذكرت لتصفية حساب.
الأكثر غرابة هو مكابرة محمد رمضان ومحمد سلامة في الاعتذار، وكلاهما يكتب بوست مفاده أن الموضوع محاولة نصب على الشخصية، -طيب- بفرض حسن النية صياغة الرد من الطرفين كان لابد من وجود اعتذار بها، اعتذر عما قدمت ووضح موقفك بعد ذلك، وبهذا تكون قد حاولت على الأقل تخفيف حدة النقد الموجهة إليك بسبب المشهد، ولكن لا، كانت المكابرة دون لمحة اعتذار واحدة لا من محمد رمضان ولا من محمد سلامة، ليظهر في صورة أننا سنتدارك الأمر وسنقحم مشهد أخر لنبرئ أنفسنا من تهمة تصفية الحسابات.
عزيزي محمد رمضان، أنت تقدم أعمالك للمصريين، نحن من اخترع الفهلوة وسياسة قلب الترابيزة، نحن الذين نتمرن على تلك اللعبة حتى حينما نريد الارتباط بفتاة فنحدثها في الأمر بشكل -هزار- فإن وافقت تحولنا للحديث الجاد وإن رفضت قولنا ونحن نضحك ” إيه ده أنا بهزر” فالمكابرة والفهلوة لا مجال لهما مع المصريين فنحن السقايين وأنت تريد أن تبيع المياه في حارتنا، فالاعتذار أفضل لك، فقط لإظهار حسن النوايا.
الكاتب
-
عمرو شاهين
كاتب برونزي له اكثر من 100+ مقال