استراتيجيات تكنولوجية مُعقّدة .. تقنيات الاحتلال للكشف عن الأنفاق في غزة
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال
كان حادث مجمع الشفاء، حين دخل سلاح الكيان الصهيوني في مكان لحفظ الأرواح فحصدها، كان الحادث مفصليًا في سلسلة أحداث الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر .. وفي تقرير كتبه مجموعة من المحللين المتخصصين في شبكة theconversation”” للأنباء، كان الخبر اليقين عن كيفية البحث التي تتبعها الأجهزة الصهيونية للبحث عن شبح الأنفاق الذي يؤرق مضاجعهم .. حيث قيل فيه : في أعقاب الغارة التي شنّتها وحدات من جيش الكيان الصهيوني على مستشفى الشفاء في غزة في منتصف أكتوبر، إدّعى جيش الكيان الصهيوني أنه اكتشف أدلة على وجود أنفاق تحت المستشفى، وأظهر مقطع فيديو تم نشره في 19 نوفمبر نفقًا يمتد تحت مجمع الشفاء على عمق 10 أمتار، ويمتد بطول 55 مترًا، حتى إن جيش الكيان الصهيوني قال إن هذا النفق هو الباب الأكبر للمقاومة، وهو القنبلة الموقوتة الجاهزة دائمًا للانفجار، ويدعي جيش الكيان الصهويني، أن هذا هو الدليل على وجود مركز للقيادة والسيطرة أسفل مجمع المستشفى.
دليل عدم صحة فيديو مجمع الشفاء
وعبر التقنيات، لم يتم التحقق من صحة الفيديو بشكل مستقل بعد .. ونظرًا للأهمية الحاسمة التي ستلعبها مثل هذه الأدلة في تبرير الغارة على المباني المحمية بموجب قواعد الحرب، فإن هذا التحقق سيكون بالغ الأهمية .. وكانت هناك أيضًا إدعاءات نُشرت قبل عدة أيام من الكشف عن الأنفاق، في إشارة إلى مقال نُشر عام 2014 أكّد أن المجمع قد تم بناؤه في عام 1983 عندما كانت إسرائيل تسيطر على غزة، مرة أخرى، ولم يتم التحقيق في هذا الإدعاء .. سيكون التحقيق الجنائي في الموقع وجميع السجلات المتعلقة بأعمال البناء هناك ذا أهمية كبيرة .
باعتبارنا محققين في الطب الشرعي، لدينا خبرة واسعة في الاستكشاف تحت الأرض، بما في ذلك تحديد مواقغ المقابر الجماعية في كولومبيا، حيث لا يمكن –لأسباب أخلاقية- الدخول والبدء في الحفرـ لذلك من الضروري استخدام مجموعة من التقنيات فوق الأرض لجمع أدلة كافية للتنقيب في منطقة قد تكون حسّاسة.
كل موقع فريد من نوعه، لكن الباحثين عادةً ما يستخدمون نهجًا تدريجيًا. قد يتضمن ذلك تحليلًا أوليًا لبيانات الأقمار الصناعية والجوية للاستشعار عن بُعد والتي تتضمن الصور الفوتوغرافية، ومجموعات بيانات التصوير بالأشعة تحت الحمراء القريبة وخرائط المواقع التاريخية، وغيرها من المعلومات المتاحة، ويمكن دمج الخرائط الجيولوجية والنماذج تحت السطحية مع المعرفة بالتكنولوجيا والموارد المتاحة لأولئك الذين قومون بحفر الأنفاق والأعمدة والغرف، وتتكوّن التضاريس الواقعة تحت قطاع غزة من صخور ورواسب تزداد سماكتها من شرق البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط .. وهذا ما يجعل المنطقة مناسبة لبناء الأنفاق، على الرغم من أنه لا تزال هناك مخاطرة تتمثل في الصدوع التي تؤدي إلى إزاحة طبقات الصخور وتسمح للمياه بالدخول إلى المساحات تحت الأرض.
وللكشف عن الأنفاق والمخابئ الموجودة أسفل الهياكل التي من صنع الإنسان، تستخدم طرق الاستشعار عن بعد عادة أدوات على الأقمار الصناعية والمركبات الجوية بدون طيار، لتوفير مجموعات البيانات للتحليل. بمجرد تفسيرها، يمكنها التقاط التربة المضطربة مقابل التربة غير المضطربة وتحديد المناطق التي تحتوي على غازات عالية مثل الميثان أو بواعث الحرارة. لكن هذه الأمور يجب أن تكون حساسة للغاية وعادة ما يكون تفسيرها صعبًا للغاية بالنسبة للأهداف المدفونة عميقًا. سيكون تحديد المداخل أمرًا أساسيًا هنا – ويبدو أن هذا هو الحال في مستشفى الشفاء.
مشاهد اقتحام الجيش الصهيوني لمجمع الشفاء
وقد تم استخدام أساليب الجاذبية الصغرى التي يمكنها الكشف عن الكتلة المفقودة، مثل الأنفاق والمخابئ، داخل المباني. وقد تم استخدامها، على سبيل المثال، للكشف عن مواقع الدفن أسفل أرضيات الكنائس والمقابر الهرمية المصرية حيث أن هذه التقنية ليست محدودة العمق. تُظهر مسوحات تدرج الجاذبية المحمولة جواً، والتي تستخدم ما يسمى قياس الجاذبية الصغرى للكشف عن الأهداف، إمكانات، ولكنها قد لا تتمتع بالدقة المطلوبة لاكتشاف المخابئ في مثل هذه الأعماق في هذه الحالة، المرحلة النهائية هي الفحص البصري. يتطلب التحقق من وظيفة النفق أو العمود أو الغرفة فحص المعدات الموجودة هناك. يجب أيضًا إصدار أحكام حول ما إذا كان الهيكل قابلاً للاستخدام فعليًا لغرض عسكري – سواء كان ذلك لتخزين الأسلحة، أو كمخبأ للقوات للاختباء، أو كمركز كامل للقيادة والسيطرة مع جميع المعدات. ومصادر الطاقة والاتصال التي قد تتطلبها.
الكاتب
-
محمد فهمي سلامة
كاتب صحفي مصري له الكثير من المقالات النوعية، وكتب لعدة صُحف ومواقع إلكترونية مصرية وعربية، ويتمنى لو طُبّقَ عليه قول عمنا فؤاد حدّاد : وان رجعت ف يوم تحاسبني / مهنة الشـاعر أشـدْ حساب / الأصيل فيهــا اسـتفاد الهَـمْ / وانتهى من الزُخْــرُف الكداب / لما شـاف الدم قـــال : الدم / ما افتكـرش التوت ولا العِنّاب !
كاتب ذهبي له اكثر من 500+ مقال