“مترو غزة” وحديث لن يعجب إسرائيل

تفيد الأخبار الواردة من غّزة أن القوات الإسرائيلية تتكَبَّد خسائر فادحة في مواجهاتها ضد المقاومة الفلسطينية على طول حدود القطاع في الداخل منه،  ويقول التقرير الصادر من الشبكة الهندية للأخبارndtv ، وفيه تم تحليل الموقف عسكريًا في قطاع غزة، يقول فيما يلي بحسب ترجمته : أن المناطق المكتظة بالمباني والسكّان سوف تستلزم من إسرائيل قوة مفرطة للتعامل مع حرب المدن الفتّاكة التي تتعرض لها، مما يشكل خطر كبير على القوات الاسرائيلية بسبب تأخّر نجاح احتواء الأوضاع في القطاع وتشتّت القوات بسبب شُح المعلومات عن الأنفاق والرجال الكامنة بداخلها، ما يمثل رعبًا للقوات الإسرائيلية بالأخص منها وحدات المدرعات.

ما هي آخر التطورات في حركة الصراع داخل قطاع غزة؟

 قامت قوّات الدفاع الإسرائيلية بتطويق مدينة غزة شمالًا وجنوبًا بعد ضرب طريق صلاح الدين الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، وندّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس بالهجوم الإسرائيلي ووصفه بأنه “إبادة جماعية” بينما وصفه الجيش الإسرائيلي بأن مهمتة اجتثاث حماس، عُدة وعتاد .. وقبل شن الغزو البرّي بصورته الحالية شَنَّت إسرائيل غارات جوية متواصلة على قطاع غزة، الهدف المُعلن منها هو تدمير هيكل قوات حماس، لكن ما حدث هو سقوط الكثير من الضحايا، دون تفوق ملحوظ للجانب الإسرائيلي على أرض المعركة. ويقول شرح التحديثات العسكرية لما يحدث هناك، هو باختصار أن “غزّة منقسمة إلى نصفين” نصف  تحت الأرض ونصف فوق الأرض، ذلك لأن هناك عوامل تم تحديدها تفيد بهذا الطرح:

قد تكون الممرات الضيقة في غزة، المكان المثالي لتحرك الوحدات مثل الدبابات أو مركبات المشاة القتالية، حيث قد يستخدم أفراد المقاومة المباني لإطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات، وأكدّت المقاومة أن قتالًا عنيفًا اندلع عندما دخلت إسرائيل إلى القطاع وتقول المقاومة أنها انهالت على القوات الإسرائيلية بوابل من رصاص الأسلحة الرشّاشة والصواريخ مضادة للدبابات .. وأظهرت الحرب المستمرة بين أوكرانيا وروسيا مدى ضعف الدبابات والقوات أمام الصواريخ المضادة، وتحديدًا عندما تكون الدبابة غير مدعومة جويًا، وتعلّمت إسرائيل من حرب أوكرانيا حيث تقوم بتركيب أسقف معدنية تعرف باسم “الأقفاص” حول الدبابات لحمايتها من شظايا الصورايخ.

مترو غزة .. شبكة مُعقّدة لا أحد يعرف بدايتها من نهايتها

لا تتعرض الدبابات فحسب، بل حتى القوات البرية، لهجمات مفاجئة من مخابئ وكمائن “مترو غزة”، وهي شبكة الأنفاق السرية التي بنتها حماس لإمداد وتخزين الأسلحة والضرب والهرب بعد تلك الهجمات .. وقد طوّرت إسرائيل سلاحًا جديدًا يسمىى “القنابل الإسفنجية” لتحييد تهديد الأنفاق، لكن المخابرات الإسرائيلية تقول إن المقاومة تحتجز الرهائن في هذه الأنفاق، لذلك يصعب حرق الأرض كاملة، لكن الحقيقة أن إسرائيل لا ترى الصورة كاملة في هذا المترو المُعقّد سواء على مستوى المعلومة أو الجغرافيا .. فلا يوجد أحد على وجه الأرض يمكنه أن يقول أنه يعرف حلًا جذريًا لهذه الشبكة من الأنفاق، ولا تملك أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ولا الأجهزة المعاونة لها تصوّر عما يوجد بالداخل من عُدة وعتاد، كما أن هؤلاء الأفراد الذين حفروا تلك الشبكة المعقدة عبر عقود بالتأكيد يملكون خطط بديلة في حال الهجوم عليها.. لذلك يمكننا القول أن هزمية الأنفاق لم تتم حتى الآن.

إقرأ أيضا

ثورات ناجحة قادتها النساء في كل أنحاء الكوكب عبر التاريخ